صندوق النقد يتوقع زيادة طلبات الدعم من أفريقيا بسبب سياسات ترامب الاقتصادية

يتوقع صندوق النقد الدولي أن ترتفع طلبات الحصول على الدعم المالي من أفريقيا، بعدما أدّت رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتخفيضاته للمساعدات الدولية، إلى تقليص الخيارات المتاحة أمام حكومات القارة.
وقال أبيبي أميرو سيلاسي، مدير إدارة أفريقيا في الصندوق الذي يتخذ في واشنطن مقرا، من العاصمة السنغالية داكار: "نحن نعيش في عالم معرض للصدمات باستمرار... البلدان الأشد فقراً والأقل قدرة على الصمود باتت تتجه أكثر فأكثر إلى مؤسسات مثل مؤسستنا. لا أستبعد أن نرى دولاً أفريقية أخرى تطلب دعماً"، بحسب وكالة بلومبرج.
يأتي تصعيد ترامب في حربه الجمركية ليشمل دولاً أفريقية، بعدما جمّد في وقت سابق من هذا العام برنامج "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" (USAID). وبلغت صادرات دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى أمريكا 29 مليار دولار في عام 2023، ما يجعل الولايات المتحدة رابع أكبر سوق للمنطقة بعد الصين، والإمارات، والهند.
سندات أفريقيا تحت الضغط
الوضع العالمي المضطرب الذي تواجهه أفريقيا يُقارن بالصدمات التي أحدثها وباء كورونا، عندما فقدت العديد من دول الأسواق الناشئة إمكانية الوصول إلى أسواق رأس المال الدولية، وهو ما بدأ يُلقي بثقله على أداء سندات اليوروبوند الأفريقية.
وارتفعت عوائد السندات في الاقتصادات الأفريقية الكبرى مثل نيجيريا وكينيا وجنوب أفريقيا، مدفوعة بموجة بيع لأصول الأسواق عالية المخاطر.
ووفقا لمؤشرات "جيه بي مورجان تشيس"، اتسع الفارق بين عوائد السندات الأفريقية ونظيرتها الأمريكية من 530 نقطة أساس إلى 660 نقطة، منذ الإعلان عن الرسوم الجمركية المتبادلة.
مسؤولية مضاعفة على الدول الأفريقية
قال سيلاسي إن صندوق النقد الدولي اتخذ بالفعل خطوات لتعزيز موارده بهدف دعم الدول منخفضة الدخل.
وأضاف: "ليست الولايات المتحدة وحدها؛ بل هناك دول أخرى أشارت إلى أنها ستكون أقل قدرة على تقديم الدعم في المستقبل"، مشيراً إلى أن ذلك "يحمّل الدول الأفريقية مسؤولية أكبر، لوضع استراتيجيات قادرة على التكيّف مع هذه التحديات".