الأحد 30 مارس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

تحركات المركزي اللي قضت على “تعابين الدولار”.. كيف أعاد حسن عبدالله الهدوء لسوق الصرف؟

الخميس 27/مارس/2025 - 12:30 م
حسن عبد الله محافظ
حسن عبد الله محافظ البنك المركزي

إزاي البنك المرزي قدر يقضى على السوق السوداء للدولار؟ وايه اللى عملوا خلاه ينجح فى إعادة الاستقرار لسوق الصرف وتوحيد سعر العملة الأمريكية؟ وايه أبرز التحديات التي تواجهها؟

في الأول.. لازم نفهم إن سوق الصرف كان عايش حالة من الهرجلة من سنين .. الدولار كان بيتراوح بين سعر رسمي في البنوك وسعر تاني في السوق السودا .. الناس كانت محتارة .. التاجر مش عارف يحدد سعر بضاعته .. والمواطن البسيط كان بيدفع التمن من جيبه .. كل يوم سعر جديد .. وكل ساعة كلام مختلف .. ليه؟ .. عشان ما كانش فيه سيطرة حقيقية على العملة .. السوق السودا كانت هي اللي بتحكم .. والبنك المركزي كان محتاج يتحرك بسرعة وحسم.


في 2025 .. وبالتحديد مع بداية السنة دي.. البنك المركزي خد قرارات جريئة.. أول حاجة عملها إنه ساب الجنيه يعوم بشكل كامل.. يعني إيه؟.. يعني خلّى سعر الجنيه يتحدد بناءً على العرض والطلب في السوق .. من غير تدخل مباشر.. بس في نفس الوقت.. شد الأمور في إيده .. بدأ يراقب حركة الدولار عن قرب .. ويضرب بإيد من حديد على أي محاولة للتلاعب.. اللي كان بيحصل زمان إن التجار الكبار يخزنوا الدولار ويطلعوا شائعات ترفع سعره.. دلوقتي البنك المركزي بقى عينه مفتوحة.. وبيتصرف فورا.


تاني حاجة .. البنك المركزي زوّد احتياطي النقد الأجنبي .. بفضل دعم خارجي قوي وتحسّن في الصادرات .. ده خلّى الدولار متوفر أكتر في البنوك .. بدل ما الناس كانت بتجري ورا الصيرفجية في الشوارع .. فجأة لقينا الدولار موجود وبسعر واحد .. مش كل بنك سعر وكل صرافة حكاية .. السوق السودا بدأت تضعف .. ليه؟ .. عشان ما بقاش فيه داعي ليها .. لما تروح البنك تلاقي الدولار موجود وبسعر معقول.. هتفضل تدور على السوق السودا ليه بقا.


كمان .. البنك المركزي عمل اتفاقيات مع البنوك التجارية .. عشان يضمن إن العملة تتحرك بشكل سلس .. وما فيش حد يحتكرها .. وده ظهر في استقرار سعر الدولار في الفترة الأخيرة .. لو بصينا على الأرقام النهاردة 24 مارس 2025 .. هنلاقي إن سعر الدولار بقى حوالي 50 جنيه في البنوك .. وما فيش فرق كبير بين السعر الرسمي والسوق الموازية .. يعني الفرق اللي كان بيوصل لـ20 جنيه زمان.. اختفى تقريبا.

طب والنتيجة؟ الهدوء رجع للسوق .. التاجر بقى عارف هيستورد بكام ويبيع بكام .. والمواطن حس إن جيبه بقى أمان .. حتى الشركات الأجنبية بدأت تثق في الاقتصاد المصري تاني .. وده بيجيب استثمارات جديدة .. البنك المركزي مش بس ضبط سعر الصرف .. ده كمان قضى على الفكرة نفسها إن فيه سوق سودا تقدر تتحكم في البلد .. دلوقتي السوق الرسمي هو اللي بيحكم .. والناس بقت عارفة إن العملة في إيد أمينة.
المؤكد ان البنك المركزي قدر يثبت إنه مش مجرد بنك بيطبع فلوس .. ده حارس السوق .. وقائد الاقتصاد .. بقراراته الحاسمة .. رجّع الثقة لكل مواطن وتاجر .. وخلّصنا من كابوس التلاعب بالعملة.