تحركات جديدة فى البنوك قبل اجتماع المركزي.. إيه اللي بيحصل فى الكواليس ؟

يا ترى ليه البنوك بدأت تخفض أسعار الفائدة على الشهادات والودائع؟ وهل فيه حاجة كبيرة بتحصل ورا الكواليس ولا الاقتصاد بيروح في حتة تانية خالص؟ وإيه اللي ممكن يطلع من قرارات لجنة السياسة النقدية في الاجتماعات الجاية؟
خلينا نجاوب على الأسئلة دي ونبدأ بأول سؤال ليه البنوك بدأت تخفض أسعار الفايدة دلوقتي؟
الموضوع مش عشوائي ولا جاي من فراغ.. من آخر 2024 ولحد دلوقتي الاقتصاد المصري بيمر بمرحلة جديدة.. التضخم – اللي كان وصل لأرقام صعبة زي 32% السنة اللي فاتت – بدأ يهدى تدريجياً ودلوقتي بقى حوالي 25% حسب آخر التقارير.. و ومع انخفاض التضخم البنوك بقت حاسة إن السوق بيستعد لتغيير كبير فبدأت تتحرك بسرعة وتخفض العائد على بعض المنتجات زي الشهادات اللي كانت بتدي 20% أو أكتر.. ودلوقتي بقت أقل شوية.
طب ده بيحصل ليه؟
البنوك مش بتستنى قرار رسمي من البنك المركزي.. لأ.. هي بتبص للمؤشرات وبتراهن على اللي جاي.. يعني بمعنى أصح البنوك بتتوقع إن لجنة السياسة النقدية في الاجتماع الجاي – يوم 17 أبريل 2025 – أو حتى في الاجتماعات اللي بعده ممكن تخفض سعر الفايدة الأساسي.. وده لأن لو التضخم بقى تحت السيطرة يبقى مفيش داعي إن الفايدة تبقى عالية زي ما هي دلوقتي عند 27.25% للإيداع و28.25% للإقراض.. والبنوك عايزة تكون جاهزة للمرحلة دي.. فبتبدأ تخفض بدري عشان تضمن إن منتجاتها لسه جاذبة للناس.
بس المهم هنا إيه علاقة لجنة السياسة النقدية بكل القصة دي؟
اللجنة دي يا جماعة هي المايسترو بتاع الاقتصاد المصري.. كل حوالي شهرين بتقعد في اجتماع – حوالي 8 مرات في السنة – وبتقرر هتعمل إيه بسعر الفايدة بناءً على اللي شايفاه في السوق.. لو التضخم نازل والاقتصاد محتاج دفعة بتخفض الفايدة عشان الناس تستثمر والشركات تاخد قروض.. وده اللي البنوك بتحس بيه دلوقتي وبتحضرله يعني بمعنى تاني البنوك دي زي الطالب الشاطر اللي بيجهز إجابته قبل ما الأستاذ يسأل السؤال.
و إيه بقى العوامل اللي بتحدد سعر الفايدة؟
دي نقطة مهمة لازم نفهمها كويس.. أول حاجة، التضخم.. لو الأسعار في السوق بترتفع بسرعة البنك المركزي بيرفع الفايدة عشان يهدي الناس من الإنفاق الزايد.. لكن لو التضخم بينزل زي دلوقتي بيبدأ يفكر يخفض الفايدة عشان يدي فرصة للنمو.. تاني حاجة سعر الصرف.. الدولار دلوقتي مستقر حوالي 50 جنيه ونص.. وده بيدي إشارة إيجابية إن الضغط على الجنيه قل وبالتالي ممكن الفايدة تنزل شوية.
تالت حاجة.. السيولة في السوق.. يعني كمية الفلوس اللي موجودة في إيد الناس والبنوك. السيولة في مصر وصلت لأكتر من 11 تريليون جنيه في 2025، وده رقم كبير.. لو زادت أكتر من اللازم.. البنك المركزي بيخفض الفايدة عشان يظبط السوق وميحصلش تضخم جديد.. رابع حاجة.. النشاط الاقتصادي.. لو المصانع شغالة والشركات بتستثمر الفايدة بتقل عشان النمو يزيد.. لكن لو الاقتصاد واقف بيحافظوا على الفايدة عالية عشان يضمنوا الاستقرار.
وخامس حاجة.. الوضع العالمي.. التوترات زي أزمات الشحن في البحر الأحمر أو الحروب التجارية بتأثر على أسعار السلع زي البترول والقمح، وبالتالي على التضخم عندنا.. لو الدنيا هديت حوالينا في النص الأول من 2025 ممكن نشوف خفض قوي في الفايدة يتراوح بين 4% لـ8%، زي ما المحللين بيقولوا.. يعني البنوك مش بتتحرك كده من فراغ دي بتلعب على المضمون.