البنك المركزي الكوري يعلن عدم الاحتفاظ بالبيتكوين بسبب مخاطرها الكبيرة
أعلن بنك كوريا المركزي أن عملة بيتكوين (BTC) لا تلبي معايير الدولة أو معايير صندوق النقد الدولي، وبالتالي لا يمكن اعتمادها كأصل احتياطي أجنبي.
ووفقًا لبنك كوريا المركزي، فإن عملة بيتكوين متقلبة للغاية، إلا أن هذا لم يثنِ السلفادور، والآن الولايات المتحدة، اللتين اعتمدتا بيتكوين رسميًا في اقتصاداتهما.
وبحث المشرعون الكوريون الجنوبيون فكرة اعتماد العملات المشفرة كأصول احتياطية استراتيجية، وفقًا لتقارير محلية.
ومع ذلك، رفض بنك كوريا المركزي فكرة استخدام بيتكوين كأصل احتياطي، مشيرًا إلى فشله في تلبية معايير الاحتياطي الأجنبي للبلاد.
وأكد البنك المركزي، على موقفه الحذر، موضحا أنه "في حالة عدم استقرار سوق العملات المشفرة، قد ترتفع تكاليف معاملات صرف بيتكوين بشكل كبير".
وأشار بنك كوريا إلى تقلبات البيتكوين كخطر على الاستقرار المالي، مشيرًا إلى أنها لا تستوفي معايير صندوق النقد الدولي للأصول الاحتياطية.
ورغم هذه المخاوف، أقرّ بنك كوريا بأنه "لم يناقش أو يُراجع" إمكانية إضافة البيتكوين إلى احتياطياته من النقد الأجنبي.
اقتصاد كوريا الجنوبية
وهناك سابقة تاريخية جديرة بالدراسة حيث يُعرف اقتصاد كوريا الجنوبية بتقلباته المتكررة، مما أدى إلى اتباع الحكومات نهجًا ماليًا محافظًا على مر العقود.
وكان أبرز مثال على ذلك عام ١٩٩٧ عندما أجبرت أزمة مالية حادة بنك كوريا على الحصول على خطة إنقاذ بقيمة ٥٨ مليار دولار من صندوق النقد الدولي، والتي سددها بحلول عام ٢٠٠١.
ولم يحتج إلى خطة إنقاذ أخرى من صندوق النقد الدولي منذ ذلك الحين، ويمتلك الآن حوالي ٤١٠ مليارات دولار من الاحتياطيات الأجنبية.
ومن المثير للاهتمام، أنه على الرغم من اتباعها نهج الاستقرار على الابتكار وتطبيقها لوائح تنظيمية صارمة للغاية للعملات المشفرة، إلا أن كوريا لا تزال موطنًا لواحدة من أكبر تكتلات تداول العملات المشفرة في العالم.
يُقدر أن 30% من سكانها يستخدمون العملات المشفرة.
في عام 2025، وفي ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتغيرة والتوترات الجيوسياسية، حقق اقتصاد كوريا أداءً جيدًا، مع انخفاض معدل التضخم إلى أقل من هدف بنك كوريا البالغ 2%.
ومع ذلك، قد يكون هناك سباق دولي لاعتماد العملات المشفرة قيد الانطلاق رسميًا، مما سيجبر البلاد على إعادة النظر في سياساتها المحافظة.
احتياطيات العملات المشفرة
بعد أن أنشأت الولايات المتحدة رسميًا احتياطيها الاستراتيجي من البيتكوين ومخزون الأصول الرقمية، تدرس حكومات العالم إنشاء احتياطي خاص بها.
علاوة على ذلك، لم تُثنِ التقلبات السلفادور، التي كانت الدولة الوحيدة التي تشتري وتعتمد البيتكوين علنًا وبنشاط منذ عام 2021. وحتى الآن، جمعت أكثر من 6,118.18 بيتكوين. تبلغ قيمتها حاليًا 510.62 مليون دولار، مع ربح غير محقق قدره 120.5 مليون دولار.
ومع ذلك، فقد أدت اتفاقية قرض بقيمة 1.4 مليار دولار بين صندوق النقد الدولي والسلفادور إلى تقليص السلفادور لسياساتها المتعلقة بعملة البيتكوين. وقد تواجه البلاد مهلة نهائية في يوليو 2025 لوقف جميع عمليات الاستحواذ على البيتكوين بأموال عامة.
وكوريا الجنوبية لا تخشى العملات المشفرة أيضًا.
في الأسابيع الأخيرة، ظهرت تقارير تفيد بأنه من المقرر رفع حظر طويل الأمد على وصول المؤسسات إلى العملات المشفرة وقد يشير هذا إلى رياح إيجابية لقطاع العملات المشفرة في البلاد، وقد يمهد الطريق لتطورات مستقبلية، مثل إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) لعملة البيتكوين الفورية في كوريا الجنوبية.
