منها مصر والبرازيل.. ما هي الاقتصادات الناشئة وما الذي يميزها؟
في العقود الأخيرة، برز مصطلح "الاقتصادات الناشئة" لوصف الدول التي تشهد تحولات اقتصادية سريعة، متجهة من الاعتماد على الزراعة والموارد الأولية إلى التصنيع والتجارة العالمية.
وتسعى هذه الدول إلى تحسين مستوى معيشة شعوبها من خلال تبني سياسات اقتصادية تهدف إلى تعزيز النمو والتطور، وتعد مصر، البرازيل، الصين، الهند، وروسيا من أبرز الأمثلة على هذه الاقتصادات.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نسلط الدول على مفهوم الاقتصادات الناشئة، وما الذي يميز هذه الاقتصادات.
تعريف الاقتصادات الناشئة
الاقتصادات الناشئة هي تلك الدول التي تمر بمرحلة انتقالية من اقتصاد تقليدي يعتمد على الزراعة والموارد الطبيعية إلى اقتصاد صناعي حديث.
وتتميز هذه الدول بنمو اقتصادي سريع وتطور في البنية التحتية المالية والمادية، بما في ذلك المصارف وأسواق الأوراق المالية، كما تتبنى هذه الدول سياسات تهدف إلى تعزيز التصنيع والتجارة، مع التركيز على التصدير وتحسين جودة المنتجات المحلية.
مميزات الاقتصادات الناشئة
دخل فردي منخفض
تعتبر مستويات الدخل المنخفضة للفرد من السمات البارزة للاقتصادات الناشئة، حيث يحفز هذا الدخل المنخفض الحكومات على تبني سياسات تهدف إلى زيادة النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة.
ووفقًا للبنك الدولي، يصنف نصيب الفرد من الدخل في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأدنى عند 4095 دولارًا أمريكيًا أو أقل سنويًا.
معدلات نمو اقتصادي مرتفعة
وتسجل الاقتصادات الناشئة معدلات نمو اقتصادي تفوق تلك المسجلة في الدول المتقدمة، فعلى سبيل المثال، بلغ معدل النمو الاقتصادي في البلدان الناشئة والنامية في آسيا، مثل الصين، أكثر من 8% في عام 2021، بينما سجلت الاقتصادات المتقدمة معدلات نمو أقل.
تقلبات اقتصادية عالية
ويؤدي التغيير الاجتماعي والاقتصادي السريع في هذه الدول إلى تقلبات اقتصادية ملحوظة، حيث يمكن أن تنجم هذه التقلبات عن عدة عوامل، مثل الكوارث الطبيعية، صدمات الأسعار العالمية، أو عدم استقرار السياسات المحلية.
وبالإضافة إلى ذلك، تكون هذه الاقتصادات أكثر عرضة لتقلبات أسعار العملات والسلع الأساسية.
بنية تحتية مالية متطورة نسبيًا
وتسعى الاقتصادات الناشئة إلى تطوير بنيتها التحتية المالية، بما في ذلك إنشاء أنظمة مصرفية فعالة وأسواق أوراق مالية نشطة، ويهدف هذا التطوير إلى جذب الاستثمارات وتعزيز النمو الاقتصادي.
مخاطر اقتصادية مرتفعة
وعلى الرغم من الفرص الاستثمارية الواعدة، تواجه الاقتصادات الناشئة مخاطر متعددة، مثل عدم الاستقرار السياسي، مشكلات البنية التحتية، تقلبات أسعار العملات، وضعف السيولة في الأسواق المالية.
وقد تفتقر هذه الدول أيضًا إلى معايير محاسبية وتنظيمية متطورة مقارنة بالاقتصادات المتقدمة.
التحديات التي تواجه الاقتصادات الناشئة
وبالإضافة إلى المخاطر المذكورة، تواجه الاقتصادات الناشئة تحديات أخرى، مثل هروب رؤوس الأموال والمستثمرين إلى الدول المتقدمة بحثًا عن عوائد أكثر استقرارًا.
وعلى سبيل المثال، قد يؤدي ارتفاع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة إلى جذب الاستثمارات بعيدًا عن هذه الاقتصادات.
أسباب تصنيف مصر كاقتصاد ناشئ
النمو الاقتصادي المستمر
وسجل الاقتصاد المصري معدلات نمو إيجابية خلال السنوات الماضية، مدعومًا بإصلاحات اقتصادية وبرامج تنموية شاملة.
وعلى سبيل المثال، بلغ معدل النمو في مصر نحو 4.2% في عام 2023 وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي.
إصلاحات هيكلية
نفذت الحكومة المصرية منذ عام 2016 برنامج إصلاح اقتصادي بدعم من صندوق النقد الدولي، تضمن تحرير سعر الصرف، تقليل الدعم على الطاقة، وتحسين بيئة الاستثمار.
تطوير البنية التحتية
شهدت مصر طفرة في مشروعات البنية التحتية مثل إنشاء الطرق الجديدة، تطوير الموانئ، وتوسعة قناة السويس، مما يعزز موقعها كمركز لوجستي إقليمي.
تنوع الاقتصاد
يعتمد الاقتصاد المصري على قطاعات متنوعة تشمل الصناعة، السياحة، الزراعة، والتكنولوجيا، مما يجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية.
جذب الاستثمار الأجنبي
تعمل مصر على تحسين بيئة الاستثمار من خلال إصلاحات تشريعية مثل قانون الاستثمار الجديد لتشجيع تدفق رؤوس الأموال الأجنبية.
وتمثل الاقتصادات الناشئة قوة دافعة في الاقتصاد العالمي، نظرًا لمعدلات نموها المرتفعة وسعيها المستمر للتطور والتحديث.
ومع ذلك، يتعين على هذه الدول مواجهة التحديات والمخاطر المرتبطة بمرحلة الانتقال الاقتصادي لضمان تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
