أسعار النفط ترتفع إلى أعلى مستوى خلال أسبوعين مع مخاوف بشأن الإمدادات
صعدت أسعار النفط إلى أعلى مستوى خلال أسبوعين خلال تعاملات يوم الثلاثاء 11 فبراير، عند التسوية، وذلك مع تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات الروسية والإيرانية من الخام في ظل العقوبات وتزايد التوترات بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما فاق القلق من أن الرسوم الجمركية التجارية قد تعزز التضخم وتقوض النمو الاقتصادي العالمي بما قد يخفض الطلب.
ارتفاع أسعار النفط
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.13 دولار أو 1.5% إلى 77 دولاراً للبرميل عند التسوية، كما صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي دولاراً أو 1.4% لتسجل عند التسوية 73.32 دولار للبرميل، بحسب وكالة رويترز.
ورفعت الزيادة لليوم الثالث على التوالي كلا الخامين إلى أعلى مستويات إغلاق لهما منذ 28 يناير.
وقال محلل النفط بشركة PVM، جون إيفانز: "مع تضييق أمريكا الخناق على صادرات إيران، واستمرار العقوبات في التأثير على التدفقات الروسية، تظل درجات الخام الآسيوية قوية وتدعم الارتفاع من أمس".
وتسببت عقوبات الولايات المتحدة المستهدفة للناقلات والمنتجين وشركات التأمين في تعطيل شحنات النفط من روسيا إلى اثنين من كبار مستوردي الخام وهما الصين والهند.
الشبكات الناقلة للنفط من إيران إلى الصين
كما ساعدت عقوبات أمريكية على الشبكات الناقلة للنفط من إيران إلى الصين في دعم أسعار الخام، وذلك بعد إعادة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب فرض "أقصى الضغوط" على صادرات النفط الإيرانية الأسبوع الماضي.
ومن بين العوامل التي تسهم في زيادة التوترات بشأن الإمدادات احتمالية العودة إلى الحرب في غزة في تصعيد الاتهامات السياسية بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل بمخالفة شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، بإنهاء اتفاق إطلاق النار في غزة في حالة عدم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين بحلول ظهر يوم السبت.
وهو ما جاء بعد يوم من مطالبة الرئيس الأمريكي لحركة حماس بالإفراج عن جميع المحتجزين بحلول ظهر يوم السبت، مهدداً إياها بأنه سيقترح إلغاء وقف إطلاق النار وأنه "سيدع الجحيم يندلع".
في المقابل حدت من ارتفاعات أسعار النفط القلق من تسبب أحدث التعرفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي في إضعاف نمو الاقتصاد العالمي، والطلب على الطاقة.
وقرر ترامب، يوم الاثنين، زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من الصلب والألومنيوم إلى 25% "دون استثناءات أو إعفاءات" على يبدأ التطبيق من الشهر المقبل، وأدانت المكسيك وكندا والاتحاد الأوروبي قرار ترامب وذلك في ظل مخاوف من حرب تجارية.
وقال بنك مورجان ستانلي Morgan Stanley، عبر مذكرة: "الرسوم الجمركية والرسوم المضادة لديها القدرة على التأثير على الجزء كثيف الاستهلاك للنفط من الاقتصاد العالمي على وجه الخصوص، مما يخلق حالة من عدم اليقين بشأن الطلب".
في سياق آخر، توقعت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة، ارتفاع العرض والطلب العالميين على النفط إلى مستويات قياسية خلال العامين 2025 و2026.
وتضمنت توقعت الإدارة ارتفاع إجمالي إنتاج النفط العالمي إلى 104.6 مليون برميل يومياً خلال العام 2025 وإلى 106.2 مليون برميل يومياً خلال العام 2026 مقابل مستوى قياسي وصل إلى 102.8 مليون برميل يومياً خلال العام 2024.
كما توقعت الإدارة أن يزيد إجمالي استهلاك النفط عالمياً إلى 104.1 مليون برميل يومياً خلال العام 2025، وإلى 105.2 مليون برميل يومياً خلال العام 2026 مقابل مستوى قياسي سجل 102.8 مليون برميل يومياً في العام 2024.
