الإثنين 03 فبراير 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
اقتصاد مصر

حل لأزمة شح الدولار وارتفاع تكلفة العائد.. مكاسب وخسائر العودة لسوق السندات الدولية

الإثنين 03/فبراير/2025 - 10:30 ص
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

يا ترى  إيه أول حاجة هتيجي في بالك لو قلتلك إن مصر رجعت تقتَرِض من الأسواق الدولية بعد غياب سنتين؟.. هل دي علامة على إن الاقتصاد بقى أقوى والمستثمرين بقوا واثقين فينا؟ ولا معناها إننا محتاجين فلوس بشكل عاجل وده هيزود علينا الفوايد والالتزامات؟ والأهم... القرض ده هيروح فين بالضبط؟

 

بعد سنتين من التوقف.. مصر طرحت سندات دولارية وجمعت 2 مليار دولار عشان تسدد ديون مستحقة في أبريل ويونيو الجايين واللي مجموعهم حوالي 2.25 مليار دولار.

طب الفلوس دي جت إزاي؟
تم طرح السندات على شريحتين الأولى 1.25 مليار دولار لمدة 5 سنين بعائد 8.625%.. والتانية 750 مليون دولار لمدة 8 سنين بعائد 9.45%.. يعني اللي استلفناه دلوقتي فايدته أعلى بكتير من السندات القديمة اللي كنا هنستحقها قريب.. وده لأن السندات اللي هنرجّعها في أبريل كانت بعائد 4.75% واللي في يونيو كانت بعائد 5.87%.

طب إيه اللي حصل؟ وليه الفايدة عالية كده؟

السندات اللي مصر طرحتها كانت عليها طلب كبير جدًا وتغطت 5 مرات.. يعني المستثمرين كانوا متحمسين يشتروها وده مؤشر على إن الثقة بدأت ترجع بس العائد اللي بندفعه لسه مرتفع جدًا مقارنة بدول تانية.. وده لأن تكلفة التأمين على الديون المصرية اللي بتعكس مستوى المخاطرة كانت 19.1% في أكتوبر 2023 وده رقم ضخم جدًا.. لكن الخبر الحلو إن التكلفة دي نزلت لحد 5.3% دلوقتي وده معناه إن الأسواق بقت شايفة إن مصر بدأت تتحسن.

 

لكن هل ده معناه إن الوضع بقى آمن تمامًا؟

مش بالضرورة صحيح إننا نجحنا في الاقتراض لكن المشكلة إننا دلوقتي بندفع 177 مليون دولار فوايد سنويًا مقارنة بـ 120 مليون دولار بس كنا بندفعهم على الديون اللي هنسددها قريب يعني كأننا بدّلنا قرض بقرض أغلى.

 

وده بيطرح سؤال مهم.. هل كان عندنا بدائل غير إننا نستلف بالفايدة العالية دي؟

الحكومة قررت إنها ما تستدينش بأكتر من 4 مليار دولار السنة دي رغم إن الإقبال كان كبير.. وده عشان ما ترفعش الدين بشكل مبالغ فيه لكن رغم كده القروض دي مش حل نهائي لأنها بتراكم علينا التزامات جديدة بفوائد أعلى.

 

الخلاصة في الموضوع ده ان المستثمرين رجعوا يثقوا في الاقتصاد المصري.. وده سبب إن الطلب على السندات كان كبير.. لكن التكلفة لسه مرتفعة وعلينا نحسن أوضاعنا أكتر عشان القروض الجاية تكون بفوايد أقل.. والفلوس دي مش رايحة لاستثمارات جديدة لكنها رايحة لسداد ديون قديمة… وده معناه إننا لسه في مرحلة "إدارة الأزمات"، مش "النمو الاقتصادي".

 

السؤال اللي يهمنا كلنا إمتى هنقدر نوصل لمرحلة إننا مش بنستلف عشان نسدد ديون قديمة بل بنستلف عشان نعمل مشروعات حقيقية تخلق فلوس جديدة؟