الخميس 30 يناير 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
اقتصاد مصر

حاجة مصر بتعملها لأول مرة من 4 سنين.. إيه اللي بيحصل في سوق السندات الدولية؟

الأربعاء 29/يناير/2025 - 07:30 ص
السندات المصرية
السندات المصرية

ليه مصر بتلجأ لسوق السندات الدولية لأول مرة من 4 سنين؟ هل ده حل لأزمة الدولار اللي بنعاني منها؟ ولا خطوة جديدة لزيادة الديون؟ وإيه تأثير الطرح ده على الاقتصاد وعلى جيب المواطن؟

 

لأول مرة من 4 سنين .. مصر طرقت باب سوق السندات الدولية وطرحت سندات بقيمة 2 مليار دولار على شريحتين.. شريحة مدتها 5 سنين بعائد 9.25%.. والتانية مدتها 8 سنين بعائد 10%.

لكن السؤال اللي بيشغل الكل.. ليه مصر بتتحرك في الاتجاه ده دلوقتي و بتطرح سندات دولية؟

ببساطة الحكومة بتواجه فجوة تمويلية تقدر بحوالي 10 مليار دولار خلال السنة المالية الحالية اللي بتنتهي في يونيو الجاي… الفجوة دي معناها إن مصر محتاجة تمويل خارجي عشان تقدر تغطي احتياجاتها.. سواء لسداد التزامات ديون قديمة أو لتلبية احتياجات السوق من العملة الصعبة.

وكانت مصر بالفعل اقترضت 2 مليار دولار من مستثمرين إقليميين ودوليين الأسبوع اللي فات.. وده بعد ما سددت تسهيلات بقيمة 3 مليار دولار في نوفمبر اللي فات.. يعني إحنا بنتكلم عن عملية إدارة ديون أكتر منها اقتراض جديد.

طب ليه دلوقتي؟

طرح السندات الدولية مش قرار عشوائي.. الحكومة شايفة إن الوقت مناسب ترجع للأسواق الدولية بعد 4 سنين غياب.. لأن الظروف العالمية اتحسنت شوية مع تراجع علاوة المخاطر على السندات المصرية.. واللي ارتفعت بقوة مؤخرًا وخلتها واحدة من أكتر الأسواق الناشئة تحقيقًا للمكاسب.

كمان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حسّن حركة التجارة في البحر الأحمر وزود التوقعات الإيجابية لإيرادات قناة السويس.. وده جزء مهم جدًا في تحسين الصورة الاقتصادية لمصر قدام المستثمرين الدوليين.

طب هل الطرح ده هيحل أزمة الدولار؟

خلينا نبص للموضوع من زاويتين.. زاوية إيجابية.. الطرح هيضيف سيولة دولارية جديدة للاقتصاد المصري.. وده ممكن يخفف الضغط شوية على احتياطي النقد الأجنبي.. ويساعد في استقرار سعر الدولار لفترة مؤقتة.. ده غير إن الحكومة ملتزمة بألا تتجاوز إصدارات الدين الدولية 4 مليارات دولار السنة دي يعني بتتحرك بحذر.

زاوية التحديات.. السندات دي هتكون بعائد مرتفع (9.25% و10%) وده معناه إن تكلفتها على المدى الطويل كبيرة. .وكل ما تزيد الفوايد اللي مصر ملتزمة بيها كل ما الضغط على الموازنة العامة يزيد.. يعني رغم إن الخطوة دي بتدي مساحة قصيرة للتهدئة.. إلا إن حل الأزمة بشكل جذري هيحتاج إصلاحات هيكلية أكبر، زي زيادة الصادرات وجذب استثمارات أجنبية مباشرة.

وإيه تأثير الطرح على الاقتصاد والمواطن؟

بالنسبة للاقتصاد الخطوة دي بتساعد مصر إنها ترجع للأسواق الدولية بشكل إيجابي.. وده بيبعت رسالة إن البلد قادرة على الالتزام بتعهداتها.. لكن تأثير ده على المواطن هيبان أكتر على المدى البعيد.

لو الفلوس دي اتوظفت بشكل صحيح في مشروعات إنتاجية، ده هيخلق فرص شغل ويزود العائد الاقتصادي. لكن لو استُخدمت في سد ديون بس من غير خطط للتنمية، الأزمة هتفضل موجودة.