ارتفاع عائدات سندات منطقة اليورو مع التركيز على قرارات البنك المركزي الأوروبي
تشهد عائدات سندات منطقة اليورو ارتفاعًا، حيث ارتفع عائد سندات ألمانيا لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 2.547%، مع استجابة المستثمرين للتحركات الأخيرة للبنك المركزي الأوروبي وسط تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة.
ويأتي الارتفاع الطفيف في عائدات سندات منطقة اليورو بعد انخفاض حاد، يعكس ردود فعل المستثمرين تجاه اتجاهات التضخم في الولايات المتحدة وسياسات البنك المركزي الأوروبي.
وفي حين أدى تخفيف التضخم في الولايات المتحدة إلى استرخاء أسواق السندات العالمية، فإن التضخم المستمر في ألمانيا - الذي اشتد بسبب التكهنات بشأن التعريفات الجمركية مع الإدارة الأمريكية الجديدة - يجعل المستثمرين حذرين كما أدت ارتفاعات مماثلة في عائدات سندات إيطاليا إلى خلق فارق بلغ 115 نقطة أساس عن ألمانيا، في حين بلغ فارق فرنسا 82 نقطة أساس، مما يؤكد مستويات المخاطر.
ويراقب المستثمرون البنك المركزي الأوروبي عن كثب بعد خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مؤخرًا وتلميحاته إلى المزيد من التخفيضات ومن المتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 95 نقطة أساس هذا العام، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 37 نقطة أساس.
ويسلط ارتفاع عائدات السندات الضوء على بيئة مالية معقدة حيث يتلاعب المتداولون بمراهنات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي ضد ضغوط التضخم المستمرة، وخاصة في ألمانيا ومع إضافة الاستقرار السياسي الفرنسي إلى المزيج، يجب على المستثمرين مراعاة هذه العوامل عند وضع الاستراتيجيات حول الأوراق المالية الأوروبية وتعديل محافظهم.
ويعمل الانكماش الاقتصادي في ألمانيا للعام الثاني والتضخم المستمر على مواجهة الارتياح الناجم عن تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة ويزيد التضخم في الخدمات الألمانية والتعريفات الجمركية المحتملة من الضغوط على البنك المركزي الأوروبي لتلبية توقعات خفض أسعار الفائدة، مما يخلق توازناً دقيقاً وتمهد هذه التحولات الجيوسياسية والاقتصادية الطريق لتغييرات سياسية أوسع نطاقاً تؤثر على الاستقرار الاقتصادي العالمي.