صندوق النقد الدولي: تهديد ترامب بالرسوم الجمركية يدفع أسعار الفائدة العالمية إلى الارتفاع

قالت كريستالينا جورجيفا المديرة الإدارية لصندوق النقد الدولي إن تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالرسوم الجمركية تعمل بالفعل على رفع تكاليف الاقتراض الأطول أجلا في جميع أنحاء العالم.

وأضافت جورجيفا أن عدم اليقين بشأن سياسات التجارة للإدارة القادمة يزيد من الرياح المعاكسة للاقتصاد العالمي و"يتم التعبير عنه عالميًا من خلال أسعار فائدة أعلى طويلة الأجل"، موضحة أن هذا يحدث حتى مع انخفاض أسعار الفائدة قصيرة الأجل، وهو مزيج "غير عادي للغاية".

وتعهد ترامب، الذي من المقرر أن يتولى منصبه في 20 يناير، بفرض رسوم جديدة على الواردات من خصوم الولايات المتحدة مثل الصين وكذلك الحلفاء بما في ذلك كندا والمكسيك، مما أثار مخاوف من أن يؤدي تعطيل سلسلة التوريد إلى إبطاء النمو الاقتصادي ودفع الأسعار إلى الارتفاع. 

وحذر كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي بيير أوليفييه جورينشاس في أكتوبر من أن الرسوم الجمركية وعدم اليقين التجاري قد يقللان من الناتج العالمي بنحو 0.5٪.

شهدت الأسابيع الأخيرة من عام 2024 والأيام الأولى من العام الجديد زيادات حادة في عائدات السندات في معظم أنحاء العالم، وارتفاعًا في قيمة الدولار الأمريكي، حيث يزن المستثمرون التأثير المحتمل لسياسات ترامب في فترة ولايته الثانية.

وقالت جورجيفا: "ليس من المستغرب، نظرًا لحجم ودور الاقتصاد الأمريكي، أن يكون هناك اهتمام كبير عالميًا بالاتجاهات السياسية للإدارة القادمة، وخاصة فيما يتعلق بالتعريفات والضرائب وإلغاء القيود التنظيمية وكفاءة الحكومة".

وأضافت أن تأثير سياسات التجارة الأمريكية سيكون أكثر حدة على البلدان والمناطق المتكاملة مع سلاسل التوريد العالمية، بما في ذلك العديد من الاقتصادات المتوسطة الحجم وآسيا كمنطقة.

وأكدت جورجيفا إن قوة الدولار "يمكن أن تغذي تكاليف التمويل الأعلى لاقتصادات الأسواق الناشئة وخاصة البلدان المنخفضة الدخل"، مضيفة أن الأرقام الاقتصادية الأمريكية، بما في ذلك تقرير الوظائف الضخم أمس الجمعة، تظهر أن بنك الاحتياطي الفيدرالي "يمكنه تحمل الانتظار لمزيد من البيانات قبل إجراء المزيد من التخفيضات" على سعر الفائدة القياسي.

كان صندوق النقد الدولي يحذر منذ الوباء من آفاق نمو متواضعة للاقتصاد العالمي وفي أكتوبر توقع الصندوق توسعًا بنسبة 3.2% هذا العام، وهو التوقع الذي من المقرر مراجعته في 17 يناير عندما ينشر الصندوق تحديثًا لتوقعاته الاقتصادية العالمية.

وألمحت جورجيفا إلى أن الرقم الإجمالي لن يتغير كثيرًا، قائلة إن صندوق النقد الدولي يرى "أن النمو العالمي ثابت"، لكنها أشارت إلى اختلافات كبيرة.

وقالت: "الولايات المتحدة تؤدي بشكل أفضل كثيرًا مما توقعنا من قبل". وعلى النقيض من ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي "يتعثر إلى حد ما"، والهند "أضعف قليلاً"، والصين تواجه تحديات من الضغوط الانكماشية وانخفاض الطلب المحلي.