تطور تاريخي في أرصدة الاحتياطي النقدي من الدولار.. البنك المركزي بيعمل عظمة
11.9 مليار دولار زيادة في الاحتياطي النقدي.. هل دي مجرد أرقام؟ ولا مؤشر لإنفراجة في أزمة الدولار؟ إزاي الاحتياطي الأجنبي زاد بالسُرعة دي؟ وهل ده معناه إن مصر خلاص خرجت من عنق الزجاجة؟ وهل ارتفاع الاحتياطي لـ47 مليار دولار هيحمي الجنيه المصري؟هل ممكن نشوف قرارات جديدة تخص الدولار وأسعار الصرف؟
في 2024 البنك المركزي المصري فاجئنا بخبر سعيد جدًا.. الاحتياطي النقدي الأجنبي وصل لـ 47.1 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2024 بعد ما كان 35.2 مليار دولار بس في ديسمبر 2023. يعني في سنة واحدة بس، حصلت زيادة قياسية بقيمة 11.9 مليار دولار
طب ده معناه إيه؟
طبعًا الاحتياطي النقدي الأجنبي.. ده زي شبكة الأمان لأي اقتصاد.. مش مجرد رقم وخلاص. ده اللي بيضمن للبلد إنها تسدد ديونها وتستورد السلع الأساسية زي الأكل والدواء.. وتواجه أي أزمة اقتصادية مفاجئة. وكمان ارتفاع الاحتياطي بالشكل ده بيأمن البلد من تقلبات أسعار الصرف ويديها قوة تفاوضية في السوق العالمي.
لكن السؤال ناس كتير بتسأله.. إزاي حصلت الزيادة دي؟
البنك المركزي بدأ السنة بـ 35.2 مليار دولار ومع نهاية شهر مارس 2024 بس الرقم قفز لـ 40.3 مليار دولار.. يعني زيادة أكتر من 5 مليار دولار في 3 شهور. وبحلول مايو وصل الاحتياطي لـ 46.1 مليار دولار.. نفس القفزة التانية برضه بأكتر من 5 مليار دولار في شهرين.
وده حصل بفضل إيه؟
أول حاجة تحسن إيرادات السياحة اللي حققت أرقام غير مسبوقة. ..مصر السنة دي استقبلت ملايين السياح.. خصوصًا مع عودة الاستقرار السياسي وتحسن الخدمات السياحية.. وكمان زيادة الصادرات المصرية في مجالات زي الغاز الطبيعي والأسمدة والبتروكيماويات.. بالاضافة للاستثمارات الأجنبية المباشرة اللى دخلت البلد ومنها 35 مليار دولار فى صفقة رأس الحكمة مع الجانب الاماراتي؟
طب الكلام ده كله حلو.. لكن هل ده معناه إن أزمة شح الدولار انتهت؟
الحقيقة زيادة الاحتياطي خطوة مهمة جدا.. لكنها مش كافية لوحدها لحل الأزمة بالكامل.. لأن شح الدولار مش مرتبط بس بالاحتياطي لكن كمان بمعدلات الطلب عليه.. السوق المصري لسه بيواجه طلب عالي جدا على الدولار لاستيراد السلع وسداد الالتزامات الخارجية.. لكن لو الاحتياطي فضل يزيد بالشكل ده ومع تحسين سياسات الاستيراد وتوسيع الاعتماد على الإنتاج المحلي أزمة شح الدولار هتبدأ تهدى تدريجيا.
في النهاية، نقدر نقول إن 2024 كانت سنة استثنائية لمصر من ناحية الاحتياطي النقدي… الزيادة دي مش بس بتدي طمأنينة للسوق لكنها كمان رسالة للعالم إن الاقتصاد المصري قادر على التعافي والتطور.. ودي مجرد بداية بس.. التحدي الحقيقي هو الحفاظ على النمو ده وتقليل الضغط على الدولار في السوق المحلي.
