البنك المركزي قلب الموازين وغير المعادلة.. أسرار الضربة الكبرى لـ “خفافيش الدولار”
إيه اللي يخلي عملة زي الدولار كانت بتتحكم في مصير اقتصاد بلد كبير زي مصر؟ وإزاي كانت السوق السودا بتلعب في سعر الدولار؟ والأهم إزاي البنك المركزي المصري نجح في إنه يقلب الموازين ويكسب معركة صعبة زي دي؟
الموضوع بدأ لما سعر الدولار بقى الشغل الشاغل للجميع السوق السودا كانت بتستغل أي أزمة أو نقص في العملة الأجنبية وتضخم المشكلة أكتر والمضاربين حولوا الدولار من وسيلة للتجارة لسلعة بيحققوا منها مكاسب خيالية لكن البنك المركزي المصري كان له رأي تاني، ومعركة تانية
الأزمة مكانتش بسيطة..و الدولار بقى عامل زي السلعة اللي الكل بيجري وراها وكل ما يزيد الطلب عليه سعره يعلى أكتر..و السوق السودا كانت بتلعب دور كبير في تضخيم الأزمة، والمضاربين كانوا بيستغلوا الوضع بشكل كبير.
لكن السؤال المهم .. لما الموجة كانت عالية كده إزاي البنك المركزي وقف قدامها؟
الإجابة باختصار في خطة مدروسة وقرارات جريئة.. وأول حاجة عملها البنك المركزي كانت تحرير سعر الصرف… االخطوة دي اللي كتير شافوها مغامرة وقتها كانت المفتاح لتكسير سيطرة السوق السودا.. و لما الدولار بقى بيتحدد سعره بناءً على العرض والطلب السوق السودا فقدت أهميتها بشكل كبيروالمضاربين اللي كانوا بيتاجروا على فرق السعر لقوا نفسهم قدام وضع جديد محدش فيهم كان مستعد ليه
لكن الموضوع ما وقفش هنا البنك المركزي اشتغل على محورين.. الأول إنه وفر الدولار للسوق الرسمية والتاني إنه ضرب المضاربين بشكل مباشر شفنا قرارات زي دعم استيراد السلع الأساسية واللي خلا التجار الصغار ما يضطروش يلجأوا للسوق السوداو ده خفف الضغط بشكل كبير وخلى المضاربين يلاقوا نفسهم في موقف ضعيف
في نفس الوقت البنك المركزي ركز على تعزيز الاحتياطي النقدي.. والاحتياطي دلوقتي وصل لأرقام مطمئنة وده كان عامل أساسي في طمأنة السوق لما المستثمرين يشوفوا إن الاحتياطي مستقر الثقة في الاقتصاد بتزيد والمضاربة بتقل
وكمان البنك المركزي شجع المصريين في الخارج إنهم يحولوا فلوسهم من خلال القنوات الرسمية والحملات دي كانت فعالة جدًا وقدرت تسحب سيولة كبيرة من السوق السودا.. بالاضافة الى ان برامج زي شهادات الاستثمار بعائد مرتفع شجعت الناس على الاحتفاظ بالجنية بدل ما يحولوها لدولار
ما نقدرش ننسى كمان الرقابة الشديدة اللي البنك المركزي فرضها على السوق..و أي محاولة للمضاربة أو التلاعب كانت بتتقابل بإجراءات صارمة و ده خلا كتير من اللي كانوا شغالين في السوق السودا يعيدوا التفكير ويبعدوا عن اللعبة دي
في النهاية النتيجة واضحة الأزمة اللي كانت عاملة قلق لكل بيت في مصر بدأت تروح في اتجاه الاستقرار.. والسوق السودا اللي كانت بتتحكم في سعر الدولار فقدت تأثيرها والبنك المركزي أثبت إنه قادر يدير معركة زي دي بحنكة وذكاء… و النهاردة الاقتصاد المصري واقف على أرض صلبة أكتر والخطوات اللي اتعملت في الفترة دي بتأكد إن أي أزمة ممكن تتواجه بخطة واضحة وإدارة قوية