صفقة الغاز الكبرى.. مصر تتحرك في ملف مهم قبل فوات الآوان

هل فعلاً مصر بتخطط تزوّد إنتاجها من الغاز الطبيعي؟ وليه بتعمل كده دلوقتي؟ وإيه علاقة ده بأزمة الكهربا اللي يقالنا سنيتن ينعانى منها؟ وهل فعلاً فيه أمل إننا نشوف زيادة في صادرات الغاز المصري الفترة الجاية؟ تعالوا نعرف التفاصيل وناخدكم معانا في جولة سريعة عشان نفهم الخطة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.

وزارة البترول أعلنت إنها عاوزة تزود إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 20% تقريباً يعني بنحو مليار قدم مكعبة يوميًا عشان توصل لحوالي 5.8 مليار قدم مكعب يومياً بنهاية النص الأول من 2025. ولو رجعنا شوية لورا، هنلاقي إن إنتاجنا كان قريب من الرقم ده بس قلّ شوية فالحكومة حالياً بتركّز إنها ترجع الإنتاج لمستوياته السابقة

طب ليه الحكومة عاوزة تعمل كده؟

السبب الرئيسي هو تقليل الواردات.. مصر بتعتمد على استيراد كميات من الغاز الطبيعي المسال لتلبية احتياجات السوق المحلي وده بيكلف ميزانية الدولة بشكل كبير.. وبزيادة الإنتاج المحلي مصر تقدر تقلل استيرادها وتخفف الضغط على الموازنة العامة وكمان تستفيد من أي فائض للغاز في زيادة التصدير

وإزاي هنحقق الزيادة دي؟

وزارة البترول دلوقتي شغالة على أكتر من محور لتحقيق الهدف ده.. أولاً فيه حفر لآبار جديدة وتنمية لحقول قائمة بالفعل زي حقل "ظهر" اللي فيه بئرين جداد هيتم حفرهم وده من المتوقع إنه يزود الإنتاج بأكتر من 220 مليون قدم مكعبة يوميًا.. بالإضافة ان في آبار ضمن المرحلة العاشرة في منطقة غرب الدلتا اللي من المنتظر إنها تدخل الإنتاج قريباً

كمان الحكومة المصرية أطلقت جولة عطاءات جديدة في 12 منطقة في البحر المتوسط ودلتا النيل.. وعلشان تشجع الشركات العالمية زي "شيفرون" و"إكسون موبيل"، قدمت حزمة حوافز جديدة لزيادة الاستكشاف والإنتاج… وده يخلي مصر على خارطة الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في قطاع البترول والغاز

طب ايه تأثير زيادة الإنتاج على أزمة الكهربا؟

أول حاجة مصر بتعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي في تشغيل محطات توليد الكهربا.. وبزيادة الإنتاج المحلي هنقدر نوفر احتياجات محطات الكهربا من غير الحاجة لزيادة الاستيراد وده بيعني استقرار أكتر في توافر الكهربا وتقليل أي انقطاعات محتملة خصوصاً في أوقات الذروة.. وبالإضافة لتوفير الكهربا إنتاج الغاز المحلي بيدّي مصر فرصة لتوجيه كميات أكبر للتصدير خصوصا بعد فترة الصيف اللي بيزيد فيها الاستهلاك الداخلي.. وده بيكون مصدر دخل مهم بيدخل العملة الصعبة للبلد وبيخفف الضغط على الاقتصاد المصري خصوصاً في ظل الأزمات العالمية الحالية اللي أثرت على أسعار الغاز والطاقة

وزي ما قلنا  الحكومة قدمت تسهيلات كتير للشركات الأجنبيةودلوقتي فيه نشاط كبير من شركات عالمية زي "شيفرون" و"إكسون موبيل" اللي ابتدوا في عمليات الحفر الاستكشافي في غرب المتوسط لأول مرة.. ده غير شركة "أباتشي" اللي شغالة لزيادة إنتاجها من الغاز من خلال شركة "خالدة للبترول" بحوالي 11%، و"هاليبرتون" اللي بتجهّز 4 آبار في المياه العميقة.. وكل ده بيعني إن القطاع بيشهد شراكات قوية هتساعد على نقل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة وده كله بيصب في مصلحة تطوير القطاع وزيادة الإنتاج

طي ازاى مصر هتستفيد من فائض الغاز؟

زيادة إنتاج الغاز هيكون ليه مردود إيجابي مش بس على توفير احتياجات البلد لكن كمان على مستوى زيادة الصادرات.. و بنهاية الخطة دي مصر تقدر تزوّد صادراتها للأسواق الأوروبية خصوصا بعد الأزمة الروسية الأوكرانية اللي خلت أوروبا تدور على مصادر بديلة للغاز.. وده بيخلق فرصة لمصر تكون مركز رئيسي لتصدير الغاز في المنطقة.

إجمالاً خطة زيادة إنتاج الغاز هي خطوة استراتيجية لتحسين الوضع الاقتصادي في مصر وتقليل الاعتماد على الاستيراد وضمان استقرار الطاقة محلياً.. بجانب إن ده بيساعد في تقليل العجز في الميزان التجاري وتخفيف الضغط على العملة.

وباختصار شديد زيادة إنتاج الغاز مش بس حل لأزمة الكهربا لكنه كمان خطوة مهمة نحو اقتصاد أقوى ومستدام