عمرو عامر يكتب: حسن عبد الله.. رهان السيسي الرابح
في وقت يحتفي فيه الإعلام بأنصاف وأرباع الرجال ومطربي المهرجانات والمهرجين هناك أشخاصا وهبوا حياتهم لخدمة هذا الوطن كل في موقعه لا يكترثون لإعلام ولا يهمهم أن يعرف الناس مافعلوه في سبيل بلدهم ولا يبالون بكاميرات الفضائيات ولا الظهور في وسائل إعلام للتلميع.
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في حب وطنهم والفناء في الذود عنه .. مصر مليئة بأمثال هولاء الرجال وبفضلهم تخطت كل الصعاب وتجاوزت كل التحديات وأنهت عهد المؤامرات.
حسن عبدالله .. المعادلة الصعبة في الاقتصاد المصري .. رجل ذو بأس شديد ولا يألوا جهدا في خدمة الوطن كجندي يتشبث بسلاحه ويقف في أقصى الحدود لا يشغل باله سوى الحفاظ على أمن وأمان هذا البلد العظيم وشعبه العريق.
حسن عبدالله .. مصرفي من طراز رفيع لا يجود الزمان بمثله كثيرًا ، ولمن لا يعرف هذا الرجل جيدا فيكفيه أن يعي أنه من أنقذ مصر من أزمتها المالية والنقدية بشهادة القاصي والداني من الخبراء.
حسن عبدالله.. مهندس إدارة معركة الدولار وقاهر تجار العملة والمضاربين والمفاوض الذكي مع وكالات التمويل الدولية وكبير حراس الجنيه المصري.
هذا الرجل استدعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت كانت تمر مصر بأزمة اقتصادية طاحنة وتقارير على مكتب الرئيس تحذر من العواقب الوخيمة للأحداث الدولية في روسيا وأوكرانيا على الاقتصاد المصري ومستقبل مظلم للجنيه وضبابية مشهد سوق الصرف وتخبط وانفلات في أسعار السلع والخدمات والأمر يحتاج لرجل بمواصفات خاصة لا يهاب المخاطر ولا ترتعش يديه عند اتخاذ أي إجراء لإنهاء الأزمات .. رجل لديه الثقة والثبات والخبرة في إدارة أمور مصر المالية والنقدية .. وأثبت عبد الله أن اختيار الرئيس له لم يكن محض صدفة.
ولأن لغة الأرقام وحدها هي من ستحكم على أصعب فترات مصر اقتصاديا وماليا فهي بالطبع تنصف الرجل القوي في البنك المركزي.. تولي محافظ المركزي منصبه وكانت خزينة البنك شبه خاوية من الاحتياطي النقدي الأجنبي وأغلبها كان ودائع لدول عربية ليقفز بنحو 7 مليارات دولار مرة واحدة .. وليس هذا هو الانجاز فحسب لكن المعجزة أن ذلك تم في ذروة أخطر أزمة عملة مرت بها مصر في تاريخها الحديث.
وعلى مستوى الديون سواء الخارجية أو الداخلية وفي ذروة الأزمة تمكن البنك المركزي من سداد أكثر من 25 مليار دولار، ودفع أقساط الشركات الأجنبية في مصر والتي بدأت تضخ مليارات الدولارات في السوق المصري كاستثمارات جديدة.
وعلى مستوى القرارات المصيرية لم يتردد حسن عبد الله في اتخاذ قرار تحرير سعر الصرف والذي كان تصحيحا لأخطاء دامت سنوات اعتمدت على الحماية الوهمية للجنيه أمام العملات الأخرى ما تسبب في تعدد سعر الصرف في الأسواق وإحجام المستثمرين عن السوق المصري.
ولم يكن التعويم مجرد قرار لكن كان خطة محكمة تمت إدارتها بحرفية عالية قبل إصدار القرار بشهور طويلة حيث اتخذ المركزي كافة الاحتياطيات في الأسواق وتوفير حصيلة دولارية كافية لمواجهة أي محاولات تلاعب وكانت الخطة ترتكز على السرية التامة لضمان صعق السوق السوداء وإصابة تجار العملة بالسكتة القلبية.
وفي اليوم الموعود صدر القرار ليحول عبد الله دفة الأمور لصالح الدولة والبنوك وتسقط على صخرة التخطيط الاحترافي كل المؤامرات التي حيكت في ليل من أجل إسقاط مصر ماليا واقتصاديا وصعق القرار كل الجهات التي ظنت أن مصر لقمة سائغة ويمكن حصارها.
بكل أمانة وبدون مجاملات وكلمة لله والوطن.. نجح حسن عبد الله في رفع السكين من على رقبة مصر وردها في صدور المتآمرين واليوم مصر تعد أفضل مقصد استثماري في أفريقيا بفضل السياسة النقدية المرنة للبنك المركزي وقدرته على تجاوز الصعاب.
وتنهال ومازلت الصفقات المليارية على السوق المصري وفتحت الطريق أمام خطط اقتصادية طموحة في الصناعة والتجارة والاستثمار والتعهيد والصناعات التحويلية وحدثت الطفرة في قطاعات السياحة والتصدير وعادت تحويلات المصريين تنتعش كسابق عهدها.
ما تحقق في القطاع المالي والمصرفي لمصر يحتاج لمجلدات لتشرحه وكان أخرها تحول البنك المركزي المصري من الخسارة إلى خانة الأرباح بعد 7 سنوات عجاف وهو بكل المقاييس إنجاز يحسب للرجل.