الأحد 08 سبتمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

غول جديد يطيح بالدولار.. نهاية هيمنة الأمريكان عبى العالم

الأحد 23/يونيو/2024 - 05:33 ص
الدولار
الدولار

 

 

يا ترى فعلا زمت الدولار ممكن ينتهي؟ وهل الولايات المتحدة الأمريكية ممكن تفقد سيطرتها وهيمنتها على العالم؟ وايه علاقة السعودية بالموضوع؟

 

لسنوات طويلة اتسببت هيمنة الدولار الأمريكي في مشكلات متزايدة للاقتصادات في جميع أنحاء العالم، وبسبب اللي بيحصل أصبح فيه اهتمام عالمي بالبحث عن عملات احتياطية بديلة.

ولعقود من الزمن سعت الصين نحو تدويل اليوان، ولكن  تحقيق  الهدف ده كان بطيئ جدا

وفقا لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك المعروفة باسم (SWIFT) بداية من 2022، احتل اليوان المرتبة الخامسة، بحصة سوقية تزيد على 2% واتقدم على الدولار الكندي وخلف الين الياباني مباشرة

وعلى سبيل المقارنة، استخدم ما يقرب من 42% من المدفوعات عبر الحدود الدولار الأمريكي في التسوية في حين استخدم نحو 36% اليورو، وظلت حصة اليوان مستقرة خلال السنوات القليلة اللي فاتت.
و"سويفت" عبارة عن خدمة مراسلة مش نظام تسوية، وبتسجل بياناتها كل المعاملات اللي بتستخدم الخدمة، بما فيها حصة كبيرة من نظام المدفوعات الدولية الصيني (CIPS) في الصين

حد ممكن يسأل ايه المكانة اللي بيحتلها اليوان في التجارة العالمية؟

مع ارتفاع قائمة البلدان الخاضعة للعقوبات، تتضاءل دقة البيانات المتعلقة بالاستخدام الدولي لليوان في التجارة، وده بيعني أن تقديرات استخدام اليوان في التجارة ممكن تكون أقل من قيمتها الحقيقية بمقدار نقطة مئوية

وزي ما كلنا عارفين  الحرب الروسية في أوكرانيا أدت إلى فرض عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا من قبل الدول الغربية ودول أخرى، و انضمت روسيا إلى قائمة الدول المنتجة للنفط الخاضعة للعقوبات حاليا .. وطبعا مصادرة الأصول وطرد روسيا من النظام المالي العالمي  أدت إلى زيادة المخاوف بين بعض البلدان من احتمال اعتمادها بشكل مفرط على نظام الدولار.

وبناء على التطورات الأخيرة زار الرئيس الصيني شي جين بينج المملكة العربية السعودية في نهاية عام 2022، وفي خطاب شي، أوضح طموحات الصين المتعلقة بالبترو يوان وأن الصين بترغب في "نموذج جديد للتعاون الشامل في مجال الطاقة" وأن "منصة تبادل النفط والغاز الطبيعي في شنغهاي هيتم استخدامها لتسوية اليوان في الصين

 

ما يقترحه الرئس الصيني يتلخص في إقامة علاقة تكافلية مع بعض من أكبر موردي النفط للصين، وبناء عليه هتدفع الصين تمن وارداتها باليوان. وفي المقابل، توفر الصين السلع الرأسمالية والخبرة لمساعدة  الاقتصادات على الابتعاد عن النفط والغاز.

 

 

ودي هتكون علاقة اقتصادية لا تحتاج الدولار الأمريكي والنظام المالي الغربي إلى لعب أي دور فيها، مما يؤدي إلى تحصين كلا الطرفين من التهديد بفرض عقوبات أمريكية، ووضع البترويوان كتحدي للبترودولار.

 

طب ايه الأسباب اللي خلت الدولار يتفوق في التجارة الدولية والتدفقات المالية؟

لما انهار نظام بريتون وودز، نظام الإدارة النقدية اللي ابتكرته الاقتصادات الغربية، في أوائل سبعينيات القرن العشرين، كانت الولايات المتحدة بتمثل نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و14% من التجارة العالمية، وفقا لبيانات البنك الدولي، وكانت بتمثل حوالي 50% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمية الصادرة، وفقا لبيانات "مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية"، وعشان كده كانت الاقتصاد العالمي المهيمن وأكبر لاعب دولي.

وكان الدولار الأمريكي كمان قابل للتداول بحرية في عصر  كانت ضوابط رأس المال شائعة، وكانت قيمته مدفوعة بالسوق، الأمر اللي  أعطى الثقة لحاملي الدولار المحتملين في أن قيمته بتعكس ظروف العرض والطلب الواسعة.

وكانت الولايات المتحدة سوق مفتوحة نسبيا أمام المصدرين، وكانت مستعدة لتحمل عجز في الحساب الجاري، وده خلا من السهل نسبيا كسب الدولارات من خلال التجارة. وباعتبارها المستثمر العالمي المهيمن، يمكن للولايات المتحدة أن تجعل الدولارات يمكن الحصول عليه من خلال حسابات رأس المال أيضا.

وأدت أهمية الولايات المتحدة كقوة مهيمنة اقتصاديا إلى قيام عدد كبير من البلدان بتحديد أسعار صرف عملاتها مقابل الدولار الأمريكي، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، مما يعني أنها بحاجة إلى مخزون من احتياطيات النقد الأجنبي بالدولار الأمريكي لتخفيف التقلبات قصيرة المدى، وهو ما جعل الدولار الأمريكي العملة العالمية المهيمنة.

وكان اتساع وعمق أسواق رأس المال الأمريكية يعني أن الدولار كان العملة الواضحة للإقراض وجمع رأس المال عبر الحدود، وكانت الولايات المتحدة تمتلك البنية التحتية المالية اللازمة لتسهيل استخدام الدولار في جميع أنحاء العالم.

طب هل الدولار لسه بيحافظ على هذه الهيمنة؟

من الواضح أن بعض الخصوصيات اللي أدت إلى هيمنة الدولار على التمويل والتجارة الدوليين  تضاءلت، و تم تخفيض أو إلغاء ضوابط رأس المال إلى حد كبير في أجزاء كبيرة من العالم باستثناء الصين.

ولم تعد الولايات المتحدة هي المهيمنة وحدها فيما يتعلق بالاستثمار أو الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وأصبحت الصين هي الشريك التجاري الأكثر أهمية بالنسبة للغالبية العظمى من البلدان، وينطبق هذا بشكل خاص على تجارة السلع الأساسية.