الرنميني يهزم الدولار.. شركات عالمية تستبدل ديونها بالعملة الصينية لهذا السبب
اتجهت الشركات العالمية التي لها أعمال صينية إلى إصدار ديون بالرنمينبي بشكل متزايد لتمويل عملياتها هناك، حيث أصبح القيام بذلك أرخص للمرة الأولى منذ ستة أعوام بدلا من جمع الأموال بالدولار الأمريكي.
وفي الأعوام الأخيرة، اتجهت الشركات المتعددة الجنسيات إلى جمع التمويل بالدولار أو عملاتها المحلية، ثم حولته بعد ذلك إلى الرنمينبي، أو اليوان، لإقراض شركاتها الصينية التابعة لها. وساعدت أسعار الفائدة الأمريكية القريبة من الصفر على جعل القيام بذلك أرخص.
لكن منذ النصف الثاني من العام الماضي، أصبحت ميزة التمويل لمصلحة الرنمينبي أكثر وضوحا، حيث أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة بينما اضطرت الصين إلى خفضها مع تباطؤ نموها بعد كوفيد - 19.
التباين في الأسعار يسمح الآن للشركات بتوفير ما يصل إلى 150 إلى 250 نقطة أساس في تكاليف الفائدة من خلال جمع الأموال بالرنمينبي، وفقا للمتداولين ومستشاري الشركات.
وأدى انخفاض التكاليف والفائدة الإضافية المتمثلة في القدرة على تجنب مخاطر العملة من خلال جمع الأموال حيثما يحتاجون إليها، إلى زيادة الاهتمام بالمشتقات التي تسمى مقايضات العملات والسندات المقومة بالعملة الصينية، وفقا لخبراء السوق.
وقالت ديزيريه بيريس، العضو المنتدب ورئيس مبيعات الشركات في المملكة المتحدة في بنك ستاندرد تشارترد: "هذا يعني بالنسبة لأولئك الذين قد تكون لديهم احتياجات الرنمينبي، أن الاقتراض بالرنمينبي يصبح جذابا".
تظهر خطوة جمع الأموال بالعملة الصينية، كيف تتغلب الشركات العالمية على المفاجآت العديدة التي ألقاها الاقتصاد في أعقاب الوباء، إضافة إلى أنهم يحاولون أيضا تجربة طرق جديدة لخفض تكلفة رأس المال في بيئة ترتفع فيها أسعار الفائدة. كما يسلط الضوء على القبول المتزايد للعملة الصينية في الأسواق الدولية.
وتزايدت مقايضات العملات، التي تسمح للشركات بتبادل التدفقات النقدية من عملة إلى أخرى بمعدل محدد، في الأشهر الأخيرة، حيث أدت تخفيضات أسعار الفائدة في الصين منذ يونيو إلى دفع الفارق بين عائدات السندات الحكومية الأمريكية والصينية إلى أوسع مستوياتها في عديد من البلدان.
وقال أمول دارغالكار، الرئيس العالمي للشركات في شركة تشاتام فاينانشيال الاستشارية لإدارة المخاطر، "إنه بدءا من الأول من أبريل، تم تداول مبادلة العملات لمدة عام واحد بين الدولار الأمريكي والرنمينبي الصيني في الخارج، بنسبة 2.28 % أقل من المعدلات الأمريكية".
ويرى دارغالكار أن الطلب على مقايضات العملات الأجنبية بالرنمينبي بدأ في أواخر العام الماضي. وقال "لم تكن فرصة إيجابية بالنسبة لهم من قبل. واليوم أصبحت كذلك".
البيانات المتعلقة بالسوق خارج البورصة غير مكتملة. في فبراير، وهو الشهر الأخير الذي تتوافر عنه البيانات، كان هناك 5.5 مليار دولار أمريكي في عقود مقايضات العملات الجديدة بالدولار الأمريكي/اليوان الصيني، ارتفاعا من 4.7 مليار دولار أمريكي في ديسمبر، وفقا لبيانات في بورصة هونج كونج، التي تقوم بتصفية بعض العملات المشتركة عن طريق مقايضات.
وفي علامة أخرى على هذا الاتجاه، بلغ إجمالي الديون المقومة بالرنمينبي الصادرة عن الشركات غير الصينية، والتي تسمى سندات الباندا، ما يقرب من 50 مليار دولار هذا العام، وهي في طريقها للتغلب على الإجمالي القياسي البالغ 143 مليار دولار في 2023، حسبما قال جورج صن، الذي يدير بنك بي إن بي.
وقال جارث أبيلت، رئيس قسم النقد الأجنبي ومشتقات الأسواق الناشئة في شركة ميزوهو الأمريكتين، "إنه من خلال المبادلة بالرنمينبي أو عملة عملياتها المحلية، تمكنت الشركات من حماية القيمة الدولارية لنقدها المحلي".
وأضاف: "إنهم قلقون بعض الشيء بشأن قيمة كل الأشياء التي استثمروها، وليس فقط مدفوعات الأرباح، وليس فقط الصادرات".