الاقتصاد الرقمي في الصين نقطة مشرقة وسط مزيج من الاضطرابات العالمية
برز الاقتصاد الرقمي في الصين نقطة مشرقة لكل من الصناعة ومعيشة الناس في وقت أدى فيه التباطؤ الاقتصادي وإعاقة العولمة إلى تعثر النمو في جميع أنحاء العالم.
قال خبراء إن العالم أصبح أكثر رقمية من أي وقت مضى، لكن الفجوة الرقمية بين الاقتصادات الرائدة والأسواق الناشئة اتسعت بشكل أكبر. فكيف يمكن تضييقها من أجل تعزيز الازدهار المشترك حول العالم؟ بحسب الخبراء، الصين تقدم لمحة من خلال وضعها تنمية الاقتصاد الرقمي على رأس جدول الأعمال وإطلاق تدابير مختلفة لسد الفجوة الرقمية.
ففي ديسمبر، أطلقت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح وإدارة البيانات الوطنية بشكل مشترك خطة تنفيذية لتسهيل الازدهار المشترك من خلال تطوير اقتصاد رقمي أفضل وأكبر.
وبحسب "تشاينا ديلي"، سيتم بذل جهود أكبر لدفع التكامل العميق بين التكنولوجيات الرقمية والاقتصاد الحقيقي، فضلا عن حل مشكلة التنمية غير المتوازنة وغير الكافية من خلال الوسائل الرقمية.
ولتحقيق هذا الهدف، سيتم اتخاذ خطوات متسارعة لدفع التنمية الإقليمية المنسقة من خلال الاقتصاد الرقمي، وتطوير التنمية الرقمية في المناطق الريفية، وتعزيز الكفاءة الرقمية للجمهور من أجل توظيف أفضل، وتسهيل الإمداد الشامل للخدمات الاجتماعية من خلال الوسائل الرقمية.
تسارع الاقتصاد الرقمي في الصين خلال الأعوام القليلة الماضية. ووفقا لتقرير الاقتصاد الرقمي الآسيوي الذي أطلقه منتدى بواو الآسيوي والأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مؤسسة بحثية حكومية، فإن وتيرة التسارع في الصين كانت "متقدمة بفارق كبير" عن الاقتصادات الآسيوية الأخرى.
بلغ حجم سوق الاقتصاد الرقمي الصيني العام الماضي 7.47 تريليون دولار، متجاوزا الاقتصادات الآسيوية الكبرى الأخرى. وجاءت اليابان في المرتبة الثانية بـ2.37 تريليون دولار، بينما حلت كوريا الجنوبية في المركز الثالث ب ـ952.3 مليار دولار. قال لي باودونغ، الأمين العام لمنتدى بواو الآسيوي: "مع الاقتصاد الرقمي، نمت الاقتصادات الناشئة في آسيا بوتيرة أسرع، ما يدل على مرونة اقتصادية قوية وإمكانات تنموية.
وإلى حد ما، عزز الاقتصاد الرقمي بشكل فعال الانتعاش المستدام للاقتصاد العالمي". ووجد التقرير أن الاقتصادات الرقمية لـ 14 اقتصادا آسيويا توسعت 3.5 % على أساس سنوي بالقيمة الاسمية في العام الماضي، وهو ما يزيد بنسبة 3.3 نقطة مئوية عن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي خلال الفترة نفسها.
قالت هيلين هان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة آي إم تي للاستشارات التكنولوجية الإدارية: "إن الاستثمارات في تحديث الزراعة الريفية، والسياحة البيئية الثقافية، ورقمنة البنية التحتية ستعزز اقتصاد البلدات الريفية".
في الوقت نفسه، تعمل الصين على تسريع التحول الرقمي في جميع القطاعات والجوانب الاقتصادية، خاصة التصنيع الذكي والذكاء الاصطناعي في التصنيع، وتبني إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والبلوكتشين، والسحابة، والبيانات، والجيل الخامس.
أضافت هان: "تعمل التكنولوجيات الجديدة والاقتصاد الرقمي أيضا على تعزيز الزراعة والتنمية الاقتصادية على مستوى المقاطعات من خلال تحسين الإنتاج وخفض التكاليف وفرض أسعار أعلى على أساس قيمة العلامة التجارية، إضافة إلى تحسين الكفاءة الإدارية العامة".
يمكن القول إن الصين تبذل أكبر جهد في العالم لتقليص الفجوة الرقمية بين الأسر الريفية والحضرية. تضخ شركات الاتصالات الصينية مزيدا من الموارد لضمان قدرة عدد أكبر من السكان على الوصول إلى خدمات الاتصالات المتنقلة وشبكات النطاق العريض السريعة وبأسعار معقولة.
وتسلط هذه التطورات الضوء على الجهود الأوسع التي تبذلها الصين للتغلب على الحواجز الجغرافية لتوسيع بناء الشبكات التي وفقا لخبراء الصناعة ستدفع الازدهار المشترك وتقلل الفجوة بين المناطق الشرقية والغربية في الدولة.
ومن منظور الأعمال، تجني الشركات الصغيرة والمتوسطة في الصين أيضا كثيرا من الفوائد من الجهود المستمرة لدفع الازدهار المشترك من خلال تنمية الاقتصاد الرقمي.