سر اكتناز البنوك المركزية للدهب.. هل انتهى زمن الدولار؟
يا ترى ايه سر اهتمام البنوك المركزية حول العالم باكتناز كميات كبيرة من الدهب؟ وايه علاقة ده باستغلال الدولار كسلاح سياسي؟ وهل الاتجاه ده بيعني نهاية زمن العملة الأمريكية؟ وايه تأثير ده عل. أسعار الدهب؟
في آخر سنتين وتحديدا من بعد الحرب الروسية الأوكرانية وفيه اهتمام كبير من البنوك المركزية العالمية بشراء كميات كبيرة من الدهب والملاحظة المهمة أن كل البنوك المركزية تقريبا واخدة نفس الاتجاه وبتزود احتياطياتها من الدهب على حساب الدولار بعد استخدام الولايات المتحدة عملتها كسلاح في حربها ضد روسيا وده خلا دول كتيرة تخاف من استخدام السلاح نفسه ضدها في اي وقت.
و كثفت معظم البنوك المركزية مشترياتها من الدهب كاستراتيجية للتنويع بعيداً عن الدولار، في ضوء المخاوف بشأن العجز المالي المستمر في الولايات المتحدة والضغوط التضخمية الكبيرة
و على الرغم من استقرار الدولار وارتفاع العائدات الحقيقية عليه واصلت أسعار الدهب القفز إلى أعلى مستوياتها من 50 سنة مقابل معظم العملات الرئيسية، وده مكنش مدفوع بصناديق الاستثمار المتداولة أو الشراء الموسمي ولكن بمشتريات البنوك المركزية
وبتأكد الزيادة في حيازات البنوك المركزية من الدهب خصوصا في الصين وألمانيا وتركيا، على اتجاه أوسع نحو حماية الأصول الاحتياطية من الانخفاض المحتمل في قيمة الدولار ومخاطر النظام المالي.
ووفقاً لمجلس الذهب العالمي، اشترت الصين 225 طن من الذهب خلال عام 2023، وواصلت الشراء خلال يناير وفبراير اللي فاتوا للشهر الـ 16 على التوالي،و أضافت الصين 22 طن من الذهب إلى احتياطاتها الذهبية خلال العام الجاري، ليصل إجمالي الاحتياطي إلى 2257 طن
وبلغت إجمالي مشتريات البنوك المركزية من الدهب خلال 2023، نحو 1037 طن، بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، وهو ما يرسل رسالة مفادها أن النظام المالي العالمي على وشك التغيير
ورغم إن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمربكي، جيروم باول، بيشعر ببعض الراحة إزاء التضخم مع تصريحاته الأخيرة اللي كرر فيها أن بنك الاحتياطي الفيدرالي بيسير على الطريق الصحيح لخفض أسعار الفائدة في ٢٠٢٤ لكن البنوك المركزية التانية لا تشعر بالراحة ولا الأمان وليشير الارتفاع الجديد للدهب إلى أن البنوك المركزية العالمية تقوم بتجميع المعدن النفيس في محاولة للتنويع بعيداً عن الدولار، لان العجز المالي الضخم المستمر بيهدد بزيادة تآكل قيمته الحقيقية ويؤدي إلى المزيد من التضخم.
وارتفع الدهب إلى أعلى مستوياته التاريخية عند 2179 دولارا للأوقية.
وكانت حركة الدهب في الأيام الأخيرة واسعة النطاق وواضحة، ووصل المعدن الثمين إلى أعلى مستوياته خلال 50 سنة مقابل ثلاثة أرباع عملات الدول النامية والأسواق الناشئة الرئيسية.
وفيما كانت أكبر حيازات للدهب مرتبة كالتالي؛ الحلي، وصناديق الاستثمار المتداولة والسبائك والعملات المعدنية تليها حيازات الاحتياطيات الرسمية للبنوك المركزية
و بلغت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة، واللي كانت أكبر مشتر للمعدن النفيس نحو 2500 طن من الذهب لكن حيازات صناديق الاستثمار المتداولة تراجعت حتى مع ارتفاع سعر الذهب بالدولار.