لغز تذاكر السوتو.. حيلة جديدة من شركات السياحة لاستنزاف الدولار بالبنك المركزي
اللعب في السوق السوداء دخل في قطاعات الدولة مش متوقف علي الأسواق والبنوك بس.. لا في عصابات وأفراد كثير ضربوا اقتصاد البلد علشان يحققوا مكاسب شخصية، واحد من ضمن العصابات دي شركات السياحة اللي كانت شغالة علي نظام تذاكر السوتو وحقق مكاسب مهولة وكانت سبب اساسي في انتشار الدولار مجهول المصدر في السوق السوداء وشحج الدولار في البنوك الوطنية... يا تري اية هيا تذاكر السوتو وحكايتها أية، واية تأثيرها علي الاقتصاد الوطني.. وازاي الشركات دي استفادت منه علي مدار سنوات طويلة واية هيا خطة الدولة علشان تواجه الموضوع ده
وزارة الطيران المدني من شهر يناير الجاري وقف العمل بنظام السوتو في حجز تذاكر الطيران بسبب تاثيره علي الاقتصاد الوطني المصري.. وعلشان نفهم الحكاية لازم نعرف في البداية اية هو نظام تذاكر السوتو.
تذاكر أو نظام السوتو ظهر في حجوزات الطيران، وهو نظام تذاكر طيران بيتم حجزها وشرائها من دولة غير موجودة على خط سير الرحلة مثلا لو شخص مسافر من انجلترا الي ايطاليا بيكون حجز تذكرة الطيران عن طريق مكتب سفريات داخل مصر، وبتكون الرحلة بدأت وانتهت خارج مصر من غير ما تعدي علي اي مطار مصر، وظهر عندنا هنا في مصر مع بداية تحرير سعر صرف الجنية المصري مقابل الدولار الأمريكي للاستفادة من فرق سعر الصرف في السوق السوداء.
طيب ازاي بيتم حجز تذاكر السوتو؟.
تذاكر السوتو قايم عليها مكاتب السياحة اللي بتحجز تذاكر للمسافرين خارج مصر وتسدد سعرها مقدما بالجنيه المصري لصالح البنك المركزي اللي بدوره بيسدد نيابة عن شركات السياحة قيمة التذكرة بالدولار لصالح شركات الطيران، وبتطلب شركات السياحة من العميل تحويل قيمة التذكرة بالدولار عن طريق حسابات بنكية للشركة خارج مصر أو عن طريق أشخاص جايين مصر من الخارج، وبكده مفيش دولار من ثمن الرحلة بيدخل خرينة الدولة وشركات السياحة بتبيعه في السوق السوداء باعلي من سعره الرسمي بالبنوك للاستفادة من فارق السعر.
طيب الاقتصادي المصري بيخسر من الموضوع ده ازاي؟.
البنك المركزي في القصة دي ملزم بتدبير وسداد رسوم تذاكر الطيران عن شركات السياحة بالدولار لان التذكرة بتبدأ وتنتهي خارج مصر، وفي نفس الوقت البنك المركزي مش هيستفاد من العملة الدولارية اللي هتاخذها شركات السياحة لانهم بيبعوها في السوق السوداء ويستفيدوا من فارق السعر، وبالتالي الاحتياطي الدولاري بتاع البنك المركزي بيخلص بسبب تحويلات سداد رسوم تذاكر الطيران.
والموضوع ده اتعرف ازاي؟.
في الفترة من بعد قرار الدولة بتحرير سعر صرف الجنية المصري مقابل الدولار، بدأ يبقي في ضغط كبير قوي من شركات السياحة علي شركات الطيران لحجز تذاكر سفر بتبدأ وتنتهي خارج مصر من غير ما تعدي علي اي مطار داخل جمهورية مصر العربية، وفي 5 أكتوبر لعام 2016، قررت وزارة الطيران وقف العمل بنظام تذاكر السوتو لوقف نزيف العملة الدولارية بالبنك المركزي، وبررت الوزارة قرار الإلغاء في الوقت ده بسبب وجود زيادة أعلى بكثير من المعدلات الطبيعية في مبيعات بعض وكلاء السياحة لتذاكر السوتو للاستفادة من فروق سعر صرف الجنيه المصري بالسوق السوداء .
وفي مارس 2017، قررت وزارة الطيران المدني العودة للعمل بنظام تذاكر السوتو بعد قرار البنك المركزي بتحرير سعر صرف الجنية المصري مقابل الدولار بسبب الضغط اللي عملته شركات السياحة لعودة تشغيل حجز تذاكر السوتو خصوصا بعد ما انخفضت ارباحهم بشكل كبير بعد قرار وقفه، ومؤخرًا الوزارة قررت وقفه بشكل تام بسبب ازمة العملة الخضراء اللي بتعاني منها الدولة حاليا .