تقاير: تراجع الاستهلاك قد يؤدي إلى تأخير خروج بنك اليابان من السياسة السهلة
قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن ضعف الاستهلاك في الآونة الأخيرة ظهر كمصدر جديد للقلق بالنسبة لواضعي السياسات في بنك اليابان الذين يتطلعون للخروج من أسعار الفائدة السلبية، مما يشير إلى أن توقعات السوق برفع وشيك لأسعار الفائدة قد تكون جيدة.
وقفز الين وعوائد السندات اليابانية وسط توقعات السوق بتغيير وشيك في السياسة بعد أن قال محافظ بنك اليابان كازو أويدا يوم الخميس إن البنك المركزي سيواجه وضعا "أكثر صعوبة" في نهاية العام والعام المقبل.
لكن تصريحات أويدا، التي جاءت ردًا على سؤال أحد المشرعين حول التحديات التي واجهها منذ أن أصبح حاكمًا في أبريل، تم إخراجها من سياقها من قبل الأسواق ولم يكن المقصود منها الإشارة إلى تحول وشيك في السياسة، حسبما ذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، وفقا لرويترز.
وقال أحد المصادر "لم تكن هناك نية للإشارة إلى أي شيء بشأن توقيت تغيير السياسة" وهو ما لا يزال غير مؤكد وهو رأي ردده مصدران آخران.
من المؤكد أن بنك اليابان يتطلع إلى سحب أسعار الفائدة القصيرة الأجل من المنطقة السلبية مع تجاوز التضخم هدفه البالغ 2٪ لأكثر من عام.
كما أدت التوقعات المتزايدة لزيادة مستدامة في الأجور إلى زيادة فرصة أن تشهد اليابان وصول التضخم إلى الهدف بشكل دائم، وتلبية الشرط الأساسي الذي حدده بنك اليابان لإنهاء سنوات من السياسة المفرطة التيسير.
لكن التوقيت يظل غير مؤكد إلى حد كبير نظرا للاقتصاد الياباني الهش. وتقول المصادر إن بعض صانعي السياسة في بنك اليابان يشعرون بالقلق بشأن الإشارات الضعيفة الأخيرة في الاستهلاك، حيث لم ترتفع الأجور بعد بما يكفي لتعويض ارتفاع تكاليف المعيشة.
أظهرت بيانات يوم الجمعة أن الاقتصاد الياباني انكمش بشكل أكثر حدة من التقديرات الأولية في الربع الثالث، بنسبة سنوية 2.9%، مع انكماش إنفاق المستهلكين والشركات.
ويشير ذلك إلى أن الطلب المحلي ليس قويا بما يكفي لتعويض التراجع الناجم عن تباطؤ الطلب العالمي على الصادرات اليابانية.
وأظهرت البيانات أن إنفاق الأسر انخفض بنسبة 2.5% في أكتوبر مقارنة بالعام السابق، حيث تراجعت الأجور الحقيقية المعدلة حسب التضخم بنسبة 2.3% على أساس سنوي، وهو الشهر التاسع عشر على التوالي من الانخفاضات.
وقال مصدر ثان "ضعف الاستهلاك مبعث قلق كبير لأنه قد يحث الشركات على البدء في خفض الأسعار مرة أخرى" في إشارة إلى خطر عودة الضغوط الانكماشية التي عصفت بالاقتصاد لسنوات.."إذا حدث ذلك، فإن الخروج المبكر سيكون من النافذة".
وتستند التوقعات الوردية الحالية لبنك اليابان على افتراض مفاده أن الزيادات في الأجور سوف تتسارع وتمنح الأسر المزيد من القوة الشرائية، وبالتالي السماح للشركات بالاستمرار في رفع الأسعار.
وقال مصدر ثالث: "إن رسالة بنك اليابان ثابتة، وهي أنه سيحتفظ بسياسة شديدة التساهل حتى تبدأ دورة تضخم الأجور الإيجابية".
وقالوا إن قوة الاقتصاد الياباني لها أهمية خاصة، حيث من المرجح أن يتبع إنهاء أسعار الفائدة السلبية عدة زيادات أخرى في أسعار الفائدة قصيرة الأجل.
يجتمع بنك اليابان بعد ذلك لمراجعة أسعار الفائدة يومي 18 و19 ديسمبر، يليه اجتماع أكثر أهمية يومي 22 و23 يناير حيث سيصدر المجلس توقعات نمو ربع سنوي وأسعار جديدة.
تشمل البيانات الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على توقيت خروج بنك اليابان المركزي مسح معنويات الأعمال "tankan" للبنك المركزي المقرر في 13 ديسمبر، واجتماع مديري الفروع الإقليمية المقرر عقده في منتصف يناير.
وقالت المصادر إن بنك اليابان سيواصل تقديم تلميحات خفية بأن نهاية أسعار الفائدة السلبية قد تكون قريبة، لكنه لن يشير كثيرًا إلى التوقيت.
وقال أحد المصادر بشأن توقيت الخروج: "في النهاية، سيكون الأمر بمثابة حكم".