بدأ بالرفض وانتهى بالترحيب.. ايه اللي خلي صندوق النقد يغير موقفه قدام السيسي
إيه اللي خلى صندوق النقد الدولي يغير موقفه 180 درجة في طريقة تعامله مع مصر وازاي رئيسة الصندوق رضخت في النهاية لقرار الرىئيس السيسي بخصوص التعويم وليه قررت تحرك ملف القرض وتقصد ايه بالدعم الكامل لمصر في تصريحاتها الأخيرة وهل الاقتصاد المصري هو اللي اتحسن ولا الصندوق تعرض لضغوط للوقوف مع مصر
من كام شهر وتحديدا في اكتوبر اللي فات ومصر في ذروة أزمة الدولار طلعت كريستالينا جورجييفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي وقالت نصا " إن مصر "ستستنزف احتياطياتها الثمينة" ما لم تخفض قيمة عملتها مرة أخرى... ومن ساعات طلعت وقالت كلام مختلف تماما وأكدت نصا اقتراب تحريك برنامج تمويل الاقتصاد المصري ويمكنني التأكيد أن مصر سيكون لها دعم كامل من الصندوق وهيكون قريب جدا.. والسؤال هنا ليه مديرة الصندوق غيرت كلامها من الرفض التام لصرف شرايح القرض المتأخرة من مارس اللي فات إلى دعم كامل يتخطى مبلغ القرض الحالي وفيه كلام عن زيادته ل6 مليار دولار كمان .
الموضوع مفيهوش لغز ولا حاجة لكن الصندوق حب يمارس ضغوطه على مصر من قبيل جس النبض ومعرفة مدى استجابتها لصغوطه واللي هتخدم مصالحه لكن اصطدم بموقف مصري صلب برفض التعويم حتى لو وصل الأمر لإلغاء القرض من الأساس والصندوق لقى إن استمرار سياسته المتشددة مع مصر هيفقدها تاني اهم زبون ليه وفي نفس الوقت الصندوق اندهش من قوة الدولة المصرية ومرونة اقتصادها اللي هزم كل التحديات وتجنب حدوث أي أزمات عنيفة زي العجز عن تسديد الديون أو خروج معدلات التضخم عن السيطرة أو فقد السيطرة على سوق الصرف وبالعكس مصر نجحت في السيطرة على كل الصعاب ومتخلفتش عن سداد الديون وقدرت تعظم موارد الدولار وتوفره في البنوك وتنهي أزمة الافراجات الجمركية وعاد الاستقرار نسبيا للأسواق ودا بجانب إبرام الدولة المصرية لاتفاقيات تبادل العملة مع عدد مهم من الدول لتقليل الاعتماد على الدولار وضيف على دا كله انضمام مصر للبريكس خلال أيام ودا هيديهل مرونة أكبر في الاستغناء عن الدولار .
من الاخر جورجييفا لقت أنها فقدت المبادرة وأوراق الضغط على مصر وإن المصلحة دلوقتي تحكم أن الصندوق يغير سياسته القديمة مع الحكومة المصرية لانها لو استمرت هتخسر مصر بعد فقدان الحكومة المصرية الحاجة للقرض من اساسه وعشان كده طلعت وأصرت تقابل الرئيس السيسي في دبي عشان تأكدله إن الصندوق بصدد تقديم حزمة دعم قوية لمصر دا بجانب الدعم الاوربي لمصر على خلفية موقفها في النزاع في المنطقة ودا كان بمثابة الضوء الأخضر للصندوق لتليين اللغة مع القاهرة والتخلي عن سياسة التعنت في التمويل .
الغريبة أن جورجيفا تهربت من سؤال صحفي بخصوص تخليها عن شروطها القديمة بتحرير سعر الجنيه وردت رد دبلوماسي وقالت إن الصندوق بيتعاون مع مصر في الوقت الحاضر وإن السلطات المصرية بتقوم بعمل جيد في ظروف صعبة للغاية لتحديد الأولويات بما يخص تقديم الدعم للسكان المحتاجين، وخلق فرص أفضل لتطوير القطاع الخاص.. وخلي بالك من تغير اللهجة في التصريحات وتجنبها الرد على شرط تعويم الجنيه واللي كانت قبل كده تقوله صراحة.
وموقف الصندوق الاخير يمكن تفسيره بقوة الاقتصاد المصري زي ما قلنا وفي نفس الوقت بقوة شخصية الرئيس السيسي اللي رفض رفض تام املاء اي شروط وتفسير تاني بيقول إن الاقتصاد المصري ماشي في طريق صح رغم أزمات ارتفاع الأسعار والدولار واللي تعتبر أزمات عابرة زي ما قال رئيس الوزراء وإن فيه استقرار قادم للأسواق.