البنك المركزي إيده طايله ومش هيسيب حد.. خطة تجفيف منابع دولار السوق السوداء

من امبارح وفيه ارتباك واضح فى السوق السودا للدولار وسعر العملة الأمريكية فى السوق الموازية تراجع بحوالى 3 جنيه مرة واحدة وده بعد ساعات من تحركات مكثفة بيقودها البنك المركزي لتجفيف منابع دولار السوق السودا وخنق عمليات المضاربة فى سوق العملة.. والمسئولين فى البنك المركزي مدركين خطورة اللى بيحصل فى سوق الصرف وعارفين يعنى ايه بلد يكون فيها اكتر من 5 اسعار لصرف الدولار وتأثير ده على الاستثمار الأجنبي وعلى أسعار السلع فى الأسواق.. فيا ترى ايه التحركات اللى بيعملها البنك المركزي فى الأيام الأخيرة؟ وهل ينجح فى معركته مع مافيا الدولار وتجار العملة؟ وهل ممكن نشوف اليوم اللى تختفى فيها السوق السودا للدولار فى مصر؟ وده ممكن يحصل ازاى؟ 
 

فى الكام يوم اللى فاتوا اتسعت الفجوة بين سعر الدولار فى البنوك وسعره فى السوق السودا يشكل كبير جدا ورغم ان السعر الرسمي للعملة المريكية مستقر فى البنوك من شهر مارس اللى فات عند مستوى 31 جنيه الا ان سعرها فى السوق السودا كان عدا من 3 ايام مستويات ال 50 جنيه قبل ما يرجع يتراجع الى حدود 47 و48 جنيه بعد أنباء ايجابية بخصوص السيولة الدولارية اللى مصر هتجمعها خلال الايام الجاية.  
وخلونا نقول لحضراتكم ان ايد البنك المركزي طايلة ومش هيسيب المضاربين فى العملة ولا هيسمح باستمرار الفوضى اللى بتحصل فى سوق صرف العملات الأجنبية عشان كده فى الساعات الأخيرة المسئولين عن السياسة النقدية بدأوا المعركة الأخيرة مع مافيا الدولار وخلال ايام قليلة هيتم الاعلان عن قرارات مهمة وخطيرة هتقلب الموازين فى سوق العملات. 
والاسبوع اللى فات تم الاعلان عن اول تحركات للبنك المركزي وده بعد ما نجح محافظ المركزي حسن عبدالله فى التواصل مع المسئولين فى البنك المركزي بدولة الكويت الشقيقة وبعدها تم الاعلان عن تمديد وديعة كويتية لمصر بقيمة 4 مليار دولار وده كان ليه تاثير واضح على   السوق السودا وعلى المضاربين على العملة خصوصا ان كل التقارير اللى كانت طالعة بتقول ان مصر مش هتقد تلم سيولة دولارية خلال الفترة الجاية وده كان سبب رئيسي فى ارتفاع سعر العملة المريكية فى السوق الموازية لمستويات تاريخية 
تحركات البنك المركزي امتدت كمان لتجفيف منابع السوق السودا من خلال بدء مفاوضات مع البنوك المركزي فى السعودية والامارات والأردن لتسهيل عمليات تحويلات المصريين العاملين فى ال 3 دول والغاء اى رسوم على التجويلات دي مع تنظيم عملية التحويلات عبر تنطبيق انستاباي الخاضع لاشراف البنك المركزي وتم اختيار السعودية والامارات والأردن لأنهم بيضموا أكبر عدد من الجاليات المصرية فى الخارج وهيتم تعميم الموضوع بعد كده على كل المصريين الموجودين فى باقي الدول. 
وهتعرف اهمية الخطوة دي لما تعرف ان مصر خسرت فى 2023 أكتر من 10 مليار دولار من تحويلات المصريين فى الخارج لأن قطاع كبير من العاملين فى الدول العربية وكمان الأجنبية بدأوا يدخلوا فلوسهم مصر بعيدا عن القنوات الرسمية يعنى القطاع المصرفي خسر 10 مليار دولار وفى نفس الوقت السوق السودا كسبتهم وده يفسرلك ليه حجم السوق الموازية بيتنامى بالقوة دي فى الشهور الأخيرة.
كمان البنك المركزي هيغير استراتيجيته الفترة الجاية ومش هيكتفى بالدفاع عن الجنيه وهيطور من أداؤه وهينفذ عمليات هجومية على مافيا الدولار والعمليان دي مش هتقتصر على السياسة النقدية بس لا دي هتشمل تعاون غير مسبوق مع كل اجهزة الدولة لتعقب مصارد دولار السوق السودا وتوجيه ضربات قوية للمتعاملين فيه لأن مش هينفع ابدا الوضع الحالى يستمر.

تحركات البنك المركزي تزامنت علان رئيس التمثيل التجاري المصري يحيى الواثق بالله إن وزير التجارة السعودي اتقدّم بمقترح لبحث إمكانية سداد جزء من عمليات التبادل التجاري بالعملات المحلية وتأكيده ان المقترح هيخضع لمباحثات بين البنكين المركزيين في البلدين.
وتوقع الواثق بالله الانتهاء من دراسات هذا المقترح قبل نهاية 2024 .. يعنى خلال سنة من دلوقتى على اقصى تقدير المعاملات التجارية بين مصر والسعودية هتكون بالجنيه والريال وهيتم التخلي بشكل نهائي عن التعامل بالدولار .. في ظل حرص البلدين على التحرر من قيود العملة الأمريكية
وتزامنت تحركات المركزي كمان مع اعلان مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن الصندوق بيدرس بجدية زيادة محتملة في برنامج القروض لمصر اللي بيبلغ 3 مليار دولار بسبب التحديات الاقتصادية اللى نتجت عن التوترات الجيوسياسية بالمنطقة.
وكانت فيه تقارير من أسابيع اتكلمت عن زيادة محتملة في قرض الصندوق المقدم إلى مصر من 3 إلى 5 مليار دولار
وكل دي ضربات هتقضى على السوق السودا وممكن بعد التخفيض المحتمل فى قيمة الجنيه البنك المركزي يسد الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السودا وميكنش عندنا تانى سوق غير رسمية للصرف