التعويم على الأبواب.. لغز وجود 5 أسعار للدولار فى مصر
فيه حاجة غريبة جدا بتحصل فى سوق الصرف مش موجودة فى اى حتة تانية فى العالم غير فى مصر وهي وجود أكتر من 5 اسعار للدولار.. يعنى تخيل حضرتك فيه سعر للدولار فى سوق الصاغة والدهب وسعر تانى فى سوق العربيات وسعر تالت في سوق الأجهزة المنزلية وسعر رابع للعملة الأمريكية فى اسعار اسهم بعض البنوك المصرية فى بورصة لندن .. والغريبة ان ال 4 اسعار مختلفين عن بعض وال 4 كمان فيه فارق بينهم وبين السعر الرسمي للدور فى البنوك بنسب بتوصل لأكتر من 12 % فى بعض السلع.. فيا ترى ايه اللى بيحصل بالظبط ؟ وايه لغز وجود 5 أسعار لصرف العملات الأجنبية؟ وايه تأثير ده على الاستثمار الأجنبي ؟ وهل اللى بيحصل ده معناه ان التعويم الجديد أصبح على الأبواب؟
واضح كده ان السواق بدأت تحضر نفسها لخفض محتمل فى قيمة الجنيه المصري بيتوقع كتير من الخبراء ومؤسسات التمويل الدولية انه هيحصل بعد انتخابات الرئاسة او بحد أقصى على نهايةالربع الأول من 2024 وكل التجار بدأوا من دلوقتى يتحوطوا ضد التعويم الجديد للجنيخ وبيسعروا البضاعة بتاعتهم بسعر دولار كبير جدا وبيختلف من سلعة للتانية يعنى مثلا تجار الصاغة مسعرين الدهب على 52 جنيه ..و إرتفعت اسعار الدهب في مصر فى الايام الأخيرة إلي مستوي قياسي غير مسبوق بحسب آخر تحديثات شاشات عرض اسعار الدهب رغم ان السعر العالمي للدهب بيتراجع عالميا مع عودة الحديث عن استمرار سياسة الفيدرالى الامريكي المتشددة فى مواجهة التضخم.. والفرق في سعر الجرام بين السعر المحلى والسعر العالمي وصل لحدود الف جنيه فى الجرام الواحد.. تخيل 1000 جنيه زيادة فى كل جرام عن السعر العالمي والتفسير الوحيد ان دولار الصاغة متسعر زي ما قولنا لحضراتكم على 52 جنيه فى حين السعر فى البنك 31 جنيه يعنى فى الدولار الواحد فيه زيادة حوالى 21 جنيه !!
مش بس دولار السوق السودا اللى متعسر بالشكل الكبير والمبالغ فيه ده جرب تروح تسال على سعر عربية جديدة واحسب سعرها بالدولار وحولوا لجنيه هتكتشف ان فيه تجار مسعرين الدولار بأكتر من 55 جنيه وطبعا ده بيخلى سعر العربية يتضرب فى 4 اضعافه والعربية اللى كان ممكن تشتريها ب 500 الف جنيه حاليا بتخش فى 2 مليون جنيه.. وده عامل ركود غير مسبوق فى بيع وشراء السيارات سواء الجيدة او المستعملة
ومن العربيات سوق الأجهزة المنزلية اللى بيتم فيها تسعير الدولار على حوالى 50 جنيه والسعار زادت فى الفترة الأخيرة بأكتر من 30 % وبقا شراء غسالة او تلاجة جديدة او حتى فريزر حلم صعب تحقيقه وفيه تلاجات سعرها مكنش يعدى ال 8 الاف جنيه حاليا بتتباع ب30 و40 الف.. واى اسرة بتجهز بنتها للجواز اليومين دول بتعانى بشكل واضح وبتقابل صعوبة فى شراء الأجهزة والعفش وكل شوية الميزانية بتزيد يعنى لو حد كان عامل حسابه يشترى كل احتياجاته مثلا ب 200 الف ممكن فى شهر واحد المبلغ ده يزيد ويوصل الى 260 الف جنيه.
طب ايه خطورة الوضع ده ؟
بص وجود أكتر من سعر للدولار فى السوق السودا خطر جدا على اقتصاد أى دولة لأن أولا ده هيؤدي الى تطفيش الاستثمار الأجنبي ومفيش مستثمر هييجى يحط فلوسه فى بلد هو مش عارف هيصرف كمان ولا هيكسب اد ايه وتانى حاجة اللى بيحصل ده معناه ان الأسعار هتخرج عن السيطرة تماما وكل تاجر هيحدد السلع بمزاجه وده هيؤدي طبعا الى ركود تضخمي السلع هتغلى بس محدش هيبيع ولا هيشترى بسبب ارتفاع الأسعار
وهل اللى بيحصل ممكن ينتهي لو حصل تعويم جديد للعملة؟
ساعات بيكون تخفيض العملة هو الحل الأمثل للقضاء على السوق السودا لأن طول ما فيه فرق كبير بين السعر الرسمي وسعر السوق السودا طبيعي الناس هتروح للى هيشترى منها بسعر اعلى وبالتالى لو حصل تعويم والفجوة بين السعرين تلاشت كل الناس هتتعامل من خلال البنوك ومش هيكون فيه سوق سودا بس لازم طبعا الدولة تقدر توفر الدولار لاى حد بيطلبوا عشان لو مالقاش هيروح تانى على السوق السودا