ليلة راح فيها النوم من البيت الأبيض.. إزاي السيسي قلب السحر على الساحر

في اليوم الأول للحرب في غزة مصر كانت حاضرة بقوة ومسكت كل الخيوط في ايديها من أول ساعة عشان محدش يجي يزايد على أمنها القومي وهي دي مصر الجديدة اللي بقت تتحرك بقوة وثبات وثقة في كل الأزمات الخارجية على الحدود وشفنا ازاي ردت في ليبيا والسودان وكان ليها اليد العليا والرسالة الجديدة اللي صنعها السيسي كانت واضحة وخطوطه الحمرا محدش قدر  او هيقدر يعديها.. إزاي السيسي قلب الترابيزة على الأمريكان والاسرائلين والغرب ونفذ اللي في دماغه وقلب المواقف لصالح مصر والعرب
 

كل التقارير الساسية وبرامج السياسة في أمريكا وأوربا عارفة إن مصر حذرت الولايات المتحدة أكتر من مرة إن مخطط إسرائيل لإخراج حماس من حكم قطاع غزة غير واقعي، ورفضت بشدة قبول التهجير القسري للفلسطينيين أو تولي دور أمني في القطاع والحقيقة إن تحيلات الغرب عن الموقف المصري جت باندهاش وتعجب بسبب قوة الموقف وحزم السيسي وغضب القاهرة لدرجة إن الغرب وامريكا وحتى إسرائيل اتفاجأو بردة فعل السيسي القاطعة في كل المقترحات اللي اتعرضت عليه.

لكن بنظرة بسيطة لشخصية الرئيس السيسي هنعرف إنه عنده حساسية شديدة من أي حاجة تعرض الأمن القومي المصري للخطر وهو أكتر واحد ملم بالملف دا بحكم عمله السابق والطويل في الأجهزة الاستخباراتية وتقييم المعلومات وتحليها والوصول لموقف استراتيجي في النهاية والسيسي عارف إن طول مدة الحرب واتساعها هيزعزع  استقرار منطقة سيناء بعد سنين من تطهيرها من الإرهاب، ودا بجانب تضامن المصريين الشعبي الواسع مع القضية الفلسطينية وتأييدهم لخطوات السيسي وسياسته الخارجية وتصرفه كزعيم في المنطقة.
ناس كتير استغربت من رد السيسي على موضوع تهجير الفلسطنين لسيناء لما قال إنه المصريين ممكن ينزلوا بالملايين لرفض المخطط والحقيقة كان هدف السيسي غير المعلن هو إن الملايين دي قادرة تنصر فلسطين وضغها ممكن يغير ميزان الصراع في غزة ويبقي خطر داهم على وجود إسرائيل نفسها والإدارة الأمريكية فهمت الرسالة وبطلت تتكلم في موضوع التهجير وكمان طلبت من تل ابيب متجبش سيرة سيناء تاني لأن بايدن عارف لو أمريكا خسرت مصر في المنطقة هيبقي خطر كبير جدا على مصالحها وبالإضافة للعلاقة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن واي تهديد لمصر هو تهديد للوجود الأمريكي كله في المنطقة.

في مجمل الصراع الرئيس السيسي لقى نفسه ماسك حبل من النص وفيه طرفين بيشدوا علشان كل طرف يكسبه في صفه فيكسب معاه مصالحه.. الطرف الأول إسرائيل وامريكا واللي مارسوا الاغراءات وعرضوا عروض ضخمة لقبول السيسي بتهجير ولو جزئي لسكان غزة لسينا ومن بين الاغراءات شطب الديون والضغط على صندوق النقد لرفع قرض مصر ل5 مليار دولار مع التسهيلات بجانب استثمارات مباشرة ضخمة وفي الطرف التاني الفلسطينيبن والشعب المصري واللي شايفين فيه الزعيم والسند.. وطبعا السيسي قلبا وقالبا مع رغبة شعبه ودعمه للقضية الفلسطينية وطوق النجاة لسكان غزة واللي بسببه دخلت المساعدات بالاف الاطنان للقطاع المحاصر.

في النهاية بايدن مقدرش يعمل حاجة وحسب التقارير الأمريكية الإدارة الأمريكية عاشت ليالي صعبة بسبب مواقف السيسي وفي النهاية شافت إنه من الحماقة الضغط على مصر لقبول التهجير ودا لأن سيناء خط أحمر ودا رأي الرئيس والشعب والجيش ولايمكن القبول بالمساس بيها أبدا وتحت أي ظرف، ودا بجانب طبعا القوة العسكرية المصرية الضخمة الكفيلة تغير نتيجة أي صراع وتقطع ايد أي حد يفكر يتجاوز حدوده.
الغريب دلوقتي في التطورات إن جهات غربية وامريكية بطالب بدعم مصر اقتصاديا عشان دورها في المنطقة ودورها في تحرير الرهائن ودورها في ادخال المساعدات ودورها في إدارة وفتح معبر رفح للتخفيف عن السكان وإخراج الاسرى والرعايا الأجانب وعدم المساومة بيه في وقت بتمر بظروف صعبة وبكده قلب السيسي السحر على الساحر ومصر عملت اللي هي عاوزاه وقلب اللعبىة لصالحها.