الرئيس على التليفون.. كيف حرم السيسي زواج السلطة برأس المال
السادات ومبارك ارتكبوا غلطة عمرهم لما حطوا البنزين جمب النار وكانوا فاكرين الشعب مش هياخد باله والمقصود بالنار هنا السلطة وبـ البنزين رأس المال.. إزاي دمر رجال الأعمال إنجازات مبارك والسادات.. وإزاي السيسي اتجنب الشبهات وقدس المال العام وحرم على أي مسئول الاستفادة منه بأي شكل من الأشكال.
في عهد كل رئيس الشعب هو الحكم الأول والأخير.. وبيقيم المرحلة بحسب أداء الرئيس والرجال اللي حواليه ومدى استفادتهم من قربهم من السلطة ودي الغلطة اللى وقع فيها الزعيم السابق محمد أنور السادات واللي رغم اللي حققه من انجاز في 6 أكتوبر واستعادة الأرض المغتصبة ودا يكفيه شرف في سنين حكمه لكن تقريبه لرجال الأعمال في دايرة السلطة كان محل نقد وغضب شعبي واستغلته الجماعات المتطرفة اللي بدأت تظهر بعد سنة 73 واتحججت إن رجال السلطة عاييشين في بذخ والناس مش لاقية تاكل وكانت صورة وفيديوهات جولات السادات مع سيد مرعي وعثمان أحمد عثمان وغير هم من الرجال الأعمال اثر في إثارة غضب الناس لدرجة إن الناس خرجت تعترض وتهتف الهتاف الشهير: «سيد مرعي يا سيد بيه.. كيلو اللحمة بقى بجنيه»،
مبارك في أول 20 سنه في حكمه حاول يبعد عن دايرة رجال الأعمال والاستعانة بيهم في السلطة لكن مع قدوم مشروع جمال مبارك وشلة أحمد عز عرف المليارديرات طريقهم للسلطة من خلال لجنة السياسات في الحزب الوطني، وبعدها سيطرة رجال الأعمال والمليارديرات على حكومات مبارك وخاصة حكومة الدكتور أحمد نظيف في أول زاوج علني بين السلطة ورأس المال يعين مثلا وزير السياحة ممدوح البلتاجي كان عنده شركات سياحة خاصة ورشيد محمد رشيد كان رجل صناعة وعنده شركات وفي نفس الوقت كان وزير الصناعة في حكومة نظيف.
وكان الملياردير محمد منصور ملك التوكيلات والسيارات وزير النقل، ومحمد إبراهيم سليمان كان وزير الإسكان وكان شركاته مشاركة في معظم المشروعات.
وتولي أحمد المغربي المدير السابق بمجموعة أكور الفرنسية للفنادق وزارة السياحة قبل مايروح وزارة الإسكان، نفس الوضع زهير جرانة رجل السياحة الشهير واللي مسك بردوا الوزارة حتى وزارة الزراعة مسلمتش ومبارك عين أمين أباظة رئيس الشركة العربية لحليج الأقطان وزيرا.
ومن رجال القطاع الخاص اللي دخلوا الحكومة كان حاتم الجبلي كوزير للصحة والسكان وكان نائب الرئيس والعضو المنتدب لمستشفى دار الفؤاد.. وغيرهم من رجال السلطة واللي جمعوا بين قوة القرار والاستفادة منه وكانت الصفقات تروح لشركاتهم دا غير الميزات اللي كانوا يحصلوا عليها وكانت النتيجة في الأخر إن الفساد وصل الركب زي ما قال الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان مبارك نفسه، وكانت النتيحة 25 ينابر 2011.
الرئيس السيسي فلسفته في الحكم تختلف تماما عن سابقيه لأنه من الأخر معندهوش وقت يضيعه وعشان كده وزرائه دايما في أشغال شاقة يومية ومفيش وقت ياخدوا نفسهم وإذا كان الرئيس نفسه مش بينام عشان يتابع المشروعات وأداء الحكومة حتي في يوم الجمعة والوزير في أي لحظة بيجيله تليفون ويقولوله الرئيس على التليفون ومش بيسيب تفصيلة وإلا ويتابعها، والمال العام عند الرئيس السيسي مقدس ويحرم الاقتراب منه وشفنا مليارات الجنيهات اللي رجعها السيسي وكانت حق الدولة وكل اللي استفاد من المال في العهود السابقة السيسي جاب حق البلد منهم وشفنا أمثلة كتير عشان كده الناس وثقت في الرئيس السيسي لأن مفيش شلل ولا محاسيب ولا مستفيدين وبيقطع رأس أي فساد بالقانون.