مجلس الذهب العالمي يتوقع حدوث مفاجأة بشأن الطلب على الذهب!
أظهر تقرير اتجاهات الطلب على الذهب للربع الثالث من العام، الصادر عن مجلس الذهب العالمي، الصادر اليوم الثلاثاء، استمرار البنوك المركزية في الحفاظ على وتيرة شرائية تاريخية للمعدن الأصفر. حيث بلغ الطلب ربع السنوي على الذهب، باستثناء التداول خارج البورصة، 1,147 طناً، وهو أعلى بنسبة 8% من متوسط الطلب خلال الخمس سنوات الماضية.
ووفقًا لبيانات المجلس الذهب العالمي، شهدت البنوك المركزية ثالث أقوى ربع سنوي من حيث صافي المشتريات، والتي وصلت إلى 337 طناً في الربع الثالث من هذا العام. على الرغم من عدم تحطيم الرقم القياسي الذي سُجل في الربع الثالث من عام 2022، إلا أن الطلب منذ بداية العام حتى الآن وصل إلى 800 طن، وهو رقم قياسي جديد. من المتوقع أن تستمر هذه السلسلة القوية من عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية في مسارها لبقية العام، مما يشير إلى تحقيق إجمالي سنوي قوي مرة أخرى في عام 2023.
تعد مشتريات البنوك المركزية المكثفة هذه بمثابة دعمًا حاسمًا للأسعار التي واجهت ضغوطًا من تشديد السياسة النقدية العالمية.
وقال مجلس الذهب العالمي في تقرير له يوم الثلاثاء إن الدول زادت احتياطياتها من السبائك بمقدار 337 طنا في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر. ويأتي ذلك بعد زيادة قدرها 175 طنًا في الربع الثاني، وهو أكبر من التقدير السابق للمجلس البالغ 103 أطنان.
وقد وفرت فورة الشراء ثقلًا موازنًا رئيسيًا لمبيعات المستثمرين خلال العام الماضي، مما عزز الأسعار التي تجاوزت الأسبوع الماضي حاجز الـ 2000 دولار للأوقية للمرة الأولى منذ شهر مايو. وقد أدت قوة السوق إلى انفصال الذهب بشكل متزايد عن عوائد سندات الخزانة المعدلة حسب التضخم، والتي عادة ما تكون المحرك الرئيسي للسبائك التي لا تحمل فائدة.
وأفادت لويز ستريت، المحللة لدى مجلس الذهب العالمي: "شهد الذهب طلباً مستداماً على مدار هذا العام، وأظهر أداءً جيداً في مواجهة التحديات كارتفاع أسعار الفائدة والدولار الأمريكي. حيث يكشف تقريرنا عن تحسن الطلب على الذهب خلال هذا الربع مقارنة بمتوسط السنوات الخمس، وبالنظر إلى المستقبل وتزايد التوترات الجيوسياسية، والتوقعات بالاستمرار في عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية، قد يكون هناك تصاعد في الطلب على الذهب يفاجئ الجميع".
إرتفعت اسعار الذهب هذا الشهر بعد اندلاع الحرب بين حركة المقاومة حماس وإسرائيل، مما أدى إلى تأجيج التوترات في منطقة ذات أهمية حيوية لإمدادات الطاقة العالمية، وهو الأمر الذي عزز الطلب على الملاذ الآمن. وهو ما أدى إلى صعود الذهب الفوري من 1810 دولار في السـادس من أكتوبر تشرين الأول كأدنى سعر، أي قبل يوم واحد من بدء الحرب، إلى مستوى 2009 دولار يوم الجمعة الماضي وهو أعلى مستوى مسجل هذا الشهر.
وفي الوقت نفسه، توقع المجلس استمرار شهية الصين تجاه الذهب حتى نهاية عام 2023. حيث شهدت البلاد ارتفاعًا قياسيًا في أسعار هذا الملاذ الآمن، نتيجة لأقوى طلب عليه منذ أكثر من عامين.
أوضح المجلس في توقعاته الأخيرة أن الطلب على السبائك والعملات الذهبية في الصين ارتفع بنسبة 16% على أساس سنوي خلال الربع الثالث، ومن المتوقع أن يظل هذا الطلب "قوياً" خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام. وكانت حالات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، وتقلبات العملة، ومخزونات البنوك المركزية، سبباً في دعم موجة الشراء الكبيرة.