بلع الدولار والذهب.. ظهور وحش جديد في السوق السوداء للعملة
ليه الدولار والدهب طالعين في السما.. وايه الجديد.. وليه الأسعار رفعت زي زمان.. وايه حكاية التحالف الجديد بين أباطرة الدهب وتجار الدولار وحيلة اشتري وماتبعش وتعطيش السوق والحكومة تخبط دماغها في الحيط..
القصة مش قصة دولار ولا مكسب سريع.. الحكاية كبيرة.. سوق مفتوح بمليارات الدولارات وسماسرة وشبكات عملاء وتداول وتحديد اسعار وشركات وتجار ومرابين ومستغلين وعرب وترك ووشوش غريبة وأجنبية مش مصرية.. تاجر الدهب بقي هو تاجر الدولار وهو نفسه المستورد والمحتكر والشيطان اللي بيغوي.. وهو اللي بيصعبها على الناس.
معروف في كل العالم أن الدهب ماشي عكس الدولار لما سعر واحد بينزل فيهم التاني بيزيد.. لكن في مصر قانون تاني ملهوش علاقة بقوانين الاقتصاد في العالم الدولار يزيد الدهب يولع وكل حاجة تغلي .. طيب ليه.. عشان اللي بيتحكم في الدهب والدولار هي نفس المافيا ونفس العصابة.. اوعي تفتكر إن السوق السوداء للدولار قليلة أو ناس بتغير الدولار في نص الليل وتجري في توكتوك .. دي بقت غول ووحش بيتحكم ويدير في اكتر من 40 مليار دولار يعني اكتر من الاحتياطي النقدي للدولة وعشان كده السوق السوداء بقالها حماية وحراس ومنتفعين وشلة مصالح وتجار كبار فوقيهم تجار أكبر.. وفي النهاية اللي ماسك خيوط اللعبة كيانات وتنظيمات وأجهزة اتسللت في سوق العملة وبقالهم مندوبين عشان يتحكموا في نقطة ضعف الدولة.
ببساطة اللي بيحصل في سوق الدولار هو ظهور تحالف جديد ومتين من تجار العملة وتجار الدهب وممكن يكون هو نفس الشخص.. الخطة سهلة اجمع ولم وحوش الدولار من السوق بأي سعر.. وبعدها اشتري بيه دهب وخزنه وقلل المعروض من الدهب والنتيجة الدولار يزيد جدا والناس تفتكر فيه تعويم والمستوردين مايلقوش دولار يستورودا بيه فالناس تحس بالخطر وتجري تشتري دهب بمدخراتها وتحويسة العمر ومهما كان سعره غالي والجرام عدى الـ3 آلاف جنيه وتاجر الدهب يبيع دهب قليل بسعر عالي جدا ويرجع يشتري دولار ويجيب بيه دهب ويخزنه.. يعني الفكرة قايمة بين مجموعة من التجار الكبار في العملة والدهب على جمع العملة والمعدن وحبسهم وتعطيش السوق بأكبر قدر ممكن عشان الأسعار تضرب في سوق العملة والصاغة ودا اللي حصل دلوقتي الدولار طار في السما والدهب اتجنن والرجالة مخزنة ملايين الدولارات والدهب وبتروي عطش الأسواق بنظام التنقيط البطيء.
دا اللي بيحصل في سوق العملة والدهب ضيف عليهم إن نشاط التجارة الحرام وصل للمصريين بالخارج ونجحت مافيا المنتفعين في استقطاب مليارات الدولارات من المصريين بالخارج مقابل تحويل أموالهم بالمصري لأسرهم وأهلهم وترجع الدولارات دي تدخل في نفس دايرة السوق السوداء والمضاربة وحبسها ورفع أسعارها سواء عملة أو معدن دهب وفي النهاية مئات الملايين من الدولارات مكاسب من الهوا وقصادها خراب اقتصادي وإرهاق للدولة وتعب للمواطن... وللاسف طول ما فيه ناس كده بتلم الدولار بأي سعر عشان تعطش السوق وتستفيد من رفع الأسعار طول ما هتفضل الحكومة إيدها قصيرة وعاجزة مهما ضخت دولارات في سوق الصرف لأنها هتكون زي اللي بترمي فلوسها في دوامة ملهاش قرار بتبلع اي حاجة في وشها.
طيب لما كل الأطراف في السوق السوداء معروفين ليه الدولة سيباهم.. دا سؤال سهل جدا حد يسأله.. والحقيقة الموضوع معقد في حاجات كتير واصعبها في تتبع الدولارات وتعرف وجهتها لأن حيازة العملة في حد ذاتها مش جريمة وهنا بتبقى فيه إشكالية ازاي أثبت إن الفلوس دي حصيلة مضاربة في السوق السوداء ودا غير كمان إن شبكات السوق الموازية مش معروفة وأشخاص عاديين وعددهم ضخم جدا وكمان الفلوس دي مش بتدخل اي حساب في أي بنك رسمي عشان يمكن تتبعها لكن في نفس الوقت الدولة قدرت توجه ضربات قاضية لتجار العملة وبقى الفيصل في الصراع بين الحكومة والسوق السوداء هو المعلومة وحالة التلبس.