ماذا تعني الاضطرابات في الشرق الأوسط بالنسبة لأسعار النفط؟

ارتفعت أسعار النفط العالمية أمس الاثنين بسبب مخاوف من أن الهجوم المفاجئ الذي تشنه حماس على إسرائيل، وهو أكبر تصعيد للتوتر بين الجانبين منذ خمسة عقود، قد يتصاعد إلى صراع طويل الأمد يؤثر على الإمدادات من منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط.

وقفزت أسعار النفط 4% أمس الاثنين مع إثارة أنباء الصراع قلق السوق، لكنها هدأت قليلا في أوائل اليوم الثلاثاء وانخفض خام برنت، المؤشر الرئيسي لمنتجي النفط في الشرق الأوسط، بنسبة 0.2٪ إلى 87.97 دولارًا للبرميل في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.2٪ إلى 86.22 دولارًا للبرميل.

وتراجعت أسعار النفط الأسبوع الماضي، حيث أدت المخاوف من ضعف التوقعات الاقتصادية العالمية إلى زيادة المخاوف من تراجع الطلب. وانخفض خام برنت بنحو 11% وانخفض خام غرب تكساس الوسيط أكثر من 8%، وهي انخفاضات لم تتمكن قفزات يوم الاثنين من تعويضها.

وفي الوقت الحالي، يعتقد المحللون أن نوع الارتباطات ومدة الصراع الحالي سيكونان المحركين الرئيسيين لأسعار النفط العالمية، فمن منظور جيوسياسي، اندلع الصراع على طول خطوط الصدع المعروفة.

وقال نورمان فيلامين، كبير الاستراتيجيين في Union Bancaire Privée (UBP) في مذكرة حول هذا الموضوع، إن خطر تحول هذا التطور الأخير من حدث محلي إلى حدث طويل الأمد ويغطي نطاقًا أوسع من الدول يجب أن يكون من بين المخاوف الرئيسية للمستثمرين.

وأكد أن الصراع المطول من شأنه أن يجذب إيران ويعرض للخطر التطبيع المحتمل للعلاقات السعودية الإسرائيلية الذي ورد أنه كان على وشك الإعلان عنه.

وتابع: "مع الصادرات الإيرانية والإفراجات الأمريكية من احتياطيها النفطي الاستراتيجي التي عوضت بشكل كامل تقريبًا تخفيضات الإمدادات السعودية منذ سبتمبر، فإن الاستجابة العالمية التي تقلل الإمدادات الإيرانية حيث لا تعوض المملكة العربية السعودية بزيادة الإنتاج من شأنها أن تخلق صدمة إمدادات متجددة لأسواق الطاقة العالمية".

وبينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه لا يوجد دليل مباشر على تورط إيران في الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس، قال متحدث باسم البيت الأبيض أمس الاثنين إن إيران متواطئة على الرغم من أن الولايات المتحدة ليس لديها معلومات استخباراتية تشير إلى صلة مباشرة، ومع ذلك، إذا ظهرت أدلة، فقد تقوم الولايات المتحدة بتشديد العقوبات على إيران، مما يزيد من الضغط على إمدادات النفط الخام العالمية.

وقالت شركة كابيتال إيكونوميكس للاستشارات، ومقرها لندن، إن ارتفاع أسعار النفط أمس الاثنين لم يكن بسبب انقطاع الإمدادات، ولكن احتمال حدوثه.. "تنتج إسرائيل القليل جدًا من النفط الخام، لكن المخاطر التي تهدد الإنتاج في المنطقة الأوسع نطاقًا كبيرة، ولسوء الحظ، تصبح هذه المخاطر أكبر كلما طال أمد الصراع وإذا تورط فيه أي لاعب إقليمي آخر، كما أنها تأتي في وقت حيث يبدو أن سوق النفط العالمية تعاني بالفعل من عجز كبير إلى حد ما."

وقال إدوارد جاردنر، خبير اقتصادي السلع في كابيتال إيكونوميكس، إن حقيقة ارتفاع سعر خام برنت بنحو 4% فقط يوم الاثنين ترجع إلى أن "الكثير من مخاطر العرض هذه لا تزال مجرد مخاطر".

لا يزال الوضع غامضًا، ولا تزال هناك رؤى موثوقة مفقودة حتى الآن، وفقًا لنوربرت روكر، رئيس قسم الاقتصاد وأبحاث الجيل القادم في شركة Julius Baer، مضيفا: "يبدو أن الصراع قد اندلع بين خطوط الصدع المعروفة، على الرغم من أن حدته مفاجئة..وسوف نراقب الوضع عن كثب ولكننا نعتقد أنه من غير المرجح أن يكون هذا تحولًا جذريًا في الجغرافيا السياسية يحمل تأثيرًا دائمًا."