انتصار أكتوبر.. عندما واجه العرب إسرائيل والغرب بسلاح النفط
ازاي العرب استخدموا ملف النفط في حرب أكتوبر..دور الدولة النفطية في الضغط على أمريكا..العرب في مواجهة أكبر قوى عسكرية في العالم
تاريخ 15 أكتوبر ١٩٧٣.. يعتبر تاريخ محفور في أذهان الكثير ممن عاشوا تلك الفترة الزمنية، أو من الأجيال التي لحقت بهم، خاصة أنه ارتبط بأكبر أزمة اقتصادية عاشتها الولايات المتحدة الأميركية وعدد من الدول الغربية وأخرى ممن أعلنت تأييدها لإسرائيل في حربها ضد العرب، ودا بعد ما قرر العاهل السعودي الملك فيصل بن عبدالعزيز قطع إمدادات النفط من قبل الدول العربية الأعضاء في منظمة "أوبك" والتي عرفت تاريخياً في ما بعد بـ"صدمة النفط الأولى".
واللي حصل إن الملك فيصل أعلن حظر تصدير النفط ل أمريكا وعدد من الدول الأوروبية الداعمة ل اسرائيل.. وبالرغم من الحملة الإعلامية الضخمة اللي استخدمتها دول الغرب وامريكا ضد العرب.. بسبب امتناع
شركة "أرامكو" المنتجة للنفط تصديره، لكن الرياض استفادت من تلك الواقعة، وحصلت الحكومة وقتها على 25 في المئة من أسهم "أرامكو"، ودا خفض من ملكية شركات النفط الأميركية لها.
والامتناع العربي دا ماكنش الأول من نوعه.. بل استخدم العرب النفط كأداة لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الأراضي العربية، بل كانت الثالثة والأكثر تأثيراً، واللي سبقتها قرارات حظر أخرى.
وأول قرار من هذا النوع اتخذ من الدول العربية كان عام 1956 بعد اعتداء بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، بسبب إعلان الرئيس المصري حينها جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس.
ووقتها أعلنت الحكومة العراقية استعدادها لدعم مصر وقطع علاقاتها بالدول المعتدية، في حين اتخذت الحكومة السورية قرار نسف محطات الضخ التابعة لخطوط الأنابيب شركة (نفط العراق) على أراضيها، ودا أدى إلى انخفاض حجم إمدادات النفط للدول الأوروبية، وكمان عملت القاهرة على إغلاق قناة السويس التي كان يمر من خلالها 77 مليون طن من النفط سنوياً، وفي الرياض تم إيقاف ناقلات النفط التي تنقل البترول إلى لندن وباريس".
ووقتها أدركت الدول العربية من خلال هذه التجربة أن للنفط العربي دوراً قد يخدم مصالح القضية العربية في المستقبل إذا تم بصورة منتظمة وجماعية منسقة".
وخلال اجتماع قمة الخرطوم لقادة جامعة الدول العربية عام 1967 بعد حرب النكسة، أعلن القادة العرب حينها "الاستثمار في النفط كوسيلة لزيادة الضغط على إسرائيل وداعميها الغربيين"
وبسبب امتناع العرب عن مد الدول المناصرة ل إسرائيل بالنفط.. دا أرغم بريطانيا وفرنسا على تبني موقف الحياد ورفض استخدام مطاراتهما لنقل العتاد العسكري إلى إسرائيل.
ونتيجة ل امتناع العرب عن تصدير النفط ل أمريكا.. فقد ألغت الولايات المتحدة، 160 رحلة طيران يومية في الأول من نوفمبر عام 1973 لمواجهة أزمة إمدادات الوقود، وعلى صعيد المواصلات الداخلية واجه أصحاب السيارات صعوبات كبيرة في الحصول على الوقود، وتكدست الطوابير الكبيرة أمام محطات التزود في عدد من الدول الغربية.
وتسبب حظر تصدير النفط بكثير من الخسائر الاقتصادية في الولايات المتحدة وفقدت سوق الأوراق المالية 97 مليار دولار تقريباً.
وفي السابع من نوفمبر 1973، أصدر وزراء خارجية السوق الأوروبية المشتركة بياناً طالبوا فيه إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.
ومن النتائج الإيجابية التي تسببت فيها صدمة النفط عام 1973، أو ما تسمى "الأزمة الأولى للنفط"، ارتفاع سعر البرميل من 2.32 إلى 11 دولاراً، وعلى رغم أن حظر النفط العربي دام فقط أشهراً إذ تم الإعلان عن انتهائه في الـ18 من مارس 1974 .. ودا بعد دخول الدول العربية في مفاوضات سلام، لكنه كان وسيلة فاعلة وقتها كعامل لردع الكثير من الدول التي تدعم إسرائيل في حربها ضد العرب ومكّن الدول العربية من زيادة الأسعار وأعطاها السيادة في الإنتاج والتصدير.
وزير النفط السعودي السابق وقتها أكد بأن سياسة استخدام البترول كسلاح في سبعينيات القرن الماضي نجحت على المدى القريب وأسهمت بشكل واضح في رفع أسعاره واللي بلغت ثلاثة أضعاف بعد "حرب أكتوبر".
وهنا نقدر نقول إن مقولة حاكم الإمارات التاريخي الشيخ زايد بأن النفط ليس أغلى من الدم العربي.