ارتجاف السوق السوداء والمضاربين.. نزيف حاد للدولار في الموازية ليلامس الرسمي
ترتجف السوق السوداء بعد توقيع مصر اتفاقيه مبادلة العملة مع دولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث تراجع الطلب على الدولار بشكل ملحوظ مما أدى إلى انخفاض حاد للسوق السوداء.
سعر الدولار في السوق السوداء اليوم
ونزل سعر الدولار في السوق السوداء من مستوياتة الكبيرة إلي حدود تلامس السعر الرسمي للعملة الأمريكية وسط توقعات بانهيار السوق السوداء في القريب العاجل.
اتفاقية مبادلة العملة
وقد وقع البنك المركزي المصري ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي اتفاقية ثنائية لتبادل العملات المحلية، يوم الخميس الماضي حيث تتيح هذه الاتفاقية للجانبين مقايضة الجنيه المصري والدرهم الإماراتي بقيمة تصل إلى 42 مليار جنيه مصري 5 مليارات درهم إماراتي.
وعلى وقع هذا النبأ، شهدت السوق السوداء للدولار ارتباكًا وتخبطًا خلال الساعات القليلة الماضية ترقبًا لما ستسفر عنه هذه الاتفاقية، حيث أشار خبراء إلى أن هذه الاتفاقية من شأنها تقوية الجنيه المصري والمساهمة في استقرار أسعار الصرف الرسمية.
اتفاقية لتبادل العملات المحلية
من جانبه أكد حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، أن هذه الاتفاقية تسهم في تيسير وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. وتعزز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة أن مبادلة العملات المحلية تعتبر أساسًا للتعاون المالي بين الدولتين.
من ناحية أخرى، أوضح خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات المركزي، أن هذه الاتفاقية تعد فرصة هامة لتطوير الأسواق الاقتصادية والمالية للجانبين. وتعكس التزام القيادة في البلدين الشقيقين بدعم العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وتحقيق المصالح المشتركة، مما يؤثر بشكل إيجابي على القطاعات التجارية والاستثمارية والمالية ويعزز الاستقرار المالي.
وستقوم الإمارات بتقديم خمسة مليارات درهم إماراتي لمصر مقابل الحصول على 42 مليار جنيه مصري. حيث ينص الاتفاق على إعطاء واستلام الأموال بتاريخ وسعر صرف محددين.
وبموجب هذا الاتفاق، يقوم كلا الجانبين بإقراض بعضهما البعض، حيث سيتم سداد المبالغ وفقًا للشروط المحددة.
وعلى سبيل المثال، تضمن مصر عدم انخفاض قيمة ما حصلت عليه من الريالات الإماراتية باعتبارها عملة أكثر استقرارًا.
من ناحية أخرى، ستحصل الإمارات على الأموال المصرية بسعر الصرف الحالي، ويمكن أن ترتفع قيمتها في حال زادت قوة الجنيه المصري، أو يمكنها ببساطة الاستثمار في السوق المصرية.
ماذا يعني هذا الاتفاق؟
قال الخبير المصرفي المصري، محمد عبد العال، لصحف محلية، إن تفعيل اتفاقية مبادلة العملات بين مصر والإمارات باستخدام الجنيه المصري والدرهم الإماراتي يعزز من استقرار سعر صرف الجنيه المصري أمام جميع العملات الأجنبية الأخرى، نتيجة لتوفر سيولة من النقد الأجنبي لمصر.
وشرح أن مبادلة العملات بقيمة 5 مليارات درهم إماراتي مقابل 42 مليار جنيه تعني أن مصر ستقوم بشراء عملة أجنبية، وهو ما سينعكس إيجاباً على قوة سعر صرف الجنيه وسيعزز من رصيد الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر.
وأضاف محمد عبد العال أن اتفاقية مبادلة العملات بالجنيه والدرهم الإماراتي تعني أن مصر ستحصل على دولارات، نظرًا لأن الدرهم الإماراتي هو عملة نفطية قابلة للتحويل إلى عملات أخرى مثل الدولار أو اليورو البورصات العالمية.
السوق السوداء اليوم
وافق صندوق النقد في ديسمبر كانون الأول على قرض قيمته ثلاثة مليارات دولار في إطار "تسهيل الصندوق الممدد" لمصر التي تتعرض لضغوط مالية قوية منذ انكشاف مشكلات طويلة الأمد بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا.
ويخضع تقديم الدفعات ضمن البرنامج الذي تبلغ مدته 46 شهرا لثماني مراجعات. وكان من المقرر إجراء المراجعة الأولى في مارس آذار لكنها لم تجر وسط تقارير تفيد بعدم رضا الصندوق عن التقدم الذي أحرزته مصر في الوفاء بشروط الاتفاق.
وتعهدت مصر باعتماد سعر صرف مرن عندما توصلت إلى اتفاق القرض مع صندوق النقد الدولي أواخر العام الماضي، لكن السعر الرسمي ظل دون تغيير تقريبا منذ حوالي ستة أشهر عند نحو 30.9 جنيه للدولار.
وفي يونيو حزيران، بدا أن الرئيس السيسي يستبعد تخفيض قيمة العملة أكثر على المدى القريب، قائلا إن مثل هذه الخطوة قد تضر بالأمن القومي والمواطنين.
وبشكل عام، يتراجع الدولار والعملات الأجنبية، في السوق السوداء كلما كانت هناك أنباء مطمئنة حول وضع الاقتصاد المصري، أو صدور توقعات من مؤسسات وبنوك دولية إيجابية بشأن مستقبل الجنيه، حيث يرتفع العرض ويقل الطلب في هذه الحالة. والعكس صحيح، يرتفع سعر الدولار والعملات الأجنبية ويزداد الطلب كلما كانت الأنباء سلبية وغير مطمئنة بشأن الاقتصاد ومستقبل الجنيه.
ظل سعر الصرف الرسمي ثابتا عند حوالي 30.9 جنيه للدولار منذ أشهر، بينما يحوم سعر الدولار أمام العملة المصرية في السوق السوداء حول مستويات بين الـ 36 إلى 35 جنيه للدولار، وذلك بعدما وصل إلى مستويات تخطت الـ 40 جنيه للدولار الواحد خلال الأيام القليلة الماضية.