الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
فيديو بانكير

المهمة المستحيلة.. إزاي البنك المركزي قدر يلجم الدولار وفوضى سوق الصرف

الإثنين 25/سبتمبر/2023 - 01:30 ص
صورة خاصة لبانكير
صورة خاصة لبانكير

 كل المؤشرات كانت بتقول إن سوق الصرف في مصر رايح ناحية الانهيار والخروج عن السيطرة بعد الأزمة الروسية وهروب مليارات الدولارات من السوق في وقت قصير وارتفاع اسعار السلع المستوردة والتضخم.. ايه المهمة المستحيلة اللي نجح فيها البنك المركزي المصري وإزاي قدر يسيطر على سوق العملة.

زي ما قلنا الوضع الاقتصادي كان صعب جدا على الدولة والبنك المركزي، ولما جي حسن عبد الله محافظا للبنك وخد التكليفات من الرئيس كانت الأمور في غاية السواد.. سوق منهارة.. شح في الدولار.. سوق سودا متوحشة.. طلبات ملهاش أخر على الدولار من الشركات والمستوردين والديون الخارجية ومستحقات الشركات الأجنبية العاملة في مصر .. خط تنمية محتاجة مكون أجنبي بالدولار .. إعلام مضاد بيبث سموم ليل نهار.. صورة كانت تحبط أي مسئول عن الماليات في بلد زي مصر.. لكن رجال المركزي كانوا ناس من طراز خاص ميعرفوش المستحيل والمحافظ الجديد كان عارف حجم التحديات لكن مفيش بد من المواجهة.

بعد شهور طويلة في المواجهة على كل الجبهات الاقتصادية وبمرونة الفهود والتفكير خارج الصندوق قدر المركزي المصري يحقق المعجزة ويمسك لجام السوق من تاني ومش كده وبس دا كمان حط حلول جذرية على المدى القصير لحل مشكلة التدفقات الدولارية للدولة.

والمؤشرات الإيجابية اللي كشف عنها البنك المركزي المصري في الفترة الأخيرة والخاصة بسوق الصرف، بتأكد إنخ نجح في تعزيز مستويات مرونة سعر الصرف، عن طريق تحقيق زيادة كبيرة في حصيلة البنوك من النقد الأجنبي سواء من السوق المحلية، أو حصيلة تحويلات المصريين بالخارج، ومن قطاع السياحة، والتصدير إضافة إلى عمليات دخول مستثمرين أجانب للسوق المصرية مرة أخرى منذ 11 يناير اللي فات.

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء كشف عن طفرة كبيرة في قيم التداول في سوق الـ"إنتربنك"، واللي سجلت مبالغ التداول منذ 11 يناير زيادة تجاوزت الـ20 ضعف، مقارنةً بالمبالغ اليومية المسجلة مسبقًا في إشارة إلى الحراك الإيجابي لسوق الصرف الأجنبي.

والمؤشرات الإيجابية دي جت بعد تنفيذ الحكومة كتير من الإجراءات الخاصة بضبط سياسة سعر الصرف، ومنها تحرير سعر الصرف في أكتوبر 2022 ويناير 2023، والإجراءات شملت كمان قرارا ترشيد الإنفاق الدولاري، والسماح للبنوك بالقيام بعمليات الصرف الآجلة لغير أغراض المضاربة، وإطلاق التعامل بنظام المشتقات، وطرح بنكي الأهلي ومصر شهادات ادخار جديدة للمصريين والأجانب بالدولار لمدة 3 سنوات بسعر عائد سنوي يبلغ نحو 7%، و9%.

 

ومن بين القرارات اللي أعادت الانضباط في سوق الصرف كانت الإلغاء التدريجي لنظام الاعتمادات المستندية والعودة لمستندات التحصيل، بداية من 13 فبراير لسنة 2022، والخاصة باستخدام الاعتمادات المستندية في عمليات تمويل الاستيراد حتى إتمام الإلغاء الكامل لها في ديسمبر عام 2022، والسماح للبنوك بالقيام بعمليات الصرف الآجلة للعملاء من الشركات لغير أغراض المضاربة بهدف تعظيم مراكز العملاء الناتجة عن العمليات التجارية، والتي تتم عن البنك ذاته، والسماح للبنوك بالقيام بعمليات الصرف الآجلة مع البنوك المحلية لغير أغراض المضاربة.
ومن بين الإجراءات الكتير اللي خدها المركزي لاستعادة الدولار الهارب إطلاق عدد من المبادرات زي مبادرات استيراد السيارات للمغتربين وفتح حسابات بنكية ليهم بالدولار في الخارج واطلاق خدمة انستاباي بالخارج لتسهيل تحويلات المصريين، بجانب الضربات التقيلة للسوق السودا بعد توفير الدولار للشركات والمستوردين، كل دا ومعاه إجراءات تانية كتير كانت السبب في تحجيم الأزمة وزيادة قدرة مناورة الدولة في سوق الصرف ومش فاضل غير خطوات قليلة لإنهاء الأزمة تماما وبتتعلق بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي ودخول مصر لعالم البريكس لتحقيق سيولة دولارية ضخمة تودع بيها الأزمة للأبد.