لايعوم ولا يغرق.. نبوءة هيكل عن الحرب ضد السيسي
ناس كتير في مصر مش بتعترف بنظرية المؤامرة وبتعتبر دي شماعة معلقاها الحكومة والرئيس عشان أي فشل يحصل، لكن الحقيقة إن فعلا فيه مؤامرات لاتتوقف لأن الصراع من طبائع البشر ومن أساسيات السياسة في إقليم ساخن في العالم فيه قوى سياسية واقتصادية تتناحر على الصعود واقصاء الأخر، ولأن مصر دولة قيادية بطبيعة الحال كان مطلوب إنها متعديش الخطوط الحمراء ومطلوب إن السيسي يفضل في المنطقة الرمادية ومايعديش للمستقبل.. ايه الدليل على كلامنا وكبار السياسين في العالم قالوا إيه ساعة تولي السيسي أمور مصر وايه النبوءة اللي حذر منها عملاق الصحافة والسياسة محمد حسنين هيكل وطالب المصريين يخلو بالهم مع السيسي.
معروف الظرف التاريخي اللي اتولي فيه الرئيس السيسي مقاليد المسؤولية في مصر ، وكلنا عارفين إنها كانت على وشك الانهيار اقتصاديا لا فيه غاز ولا كهربا ومخزون السلع كان على وشك يخلص والبلد فاضية، ومفيش سياحة ولا تجارة ولاتصدير ولا استثمار، وسياسيا كلنا شفنا حالة النار والفوضى في الشوارع وكل الأمور كانت بتقول رايحين على انهيار لولا اللي حصب في 30 يونيه وربنا أنقذ البلد دي، وظهر اسم عبد الفتاح السيسي على إنه المخلص والمنقذ والفدائي وانتشل البلد من قلب الجحيم ومن ذروة المؤامرة وقبل ماتروح في سكة البلاد المنهارة.
الكاتب الصحفي والسياسي المخضرم الراحل وهو معروف إنه معظم مسيرته كانت في القصور الرئاسية بجوار عبد الناصر والسادات وكان منخطر ضفي مطبخ السياسة المخلية والدولية وليه علاقاته الخارجية بكبار مفكري السياسة والاقتصاد، ومطلع على حقيقة الأمور وفي الكواليس، وهو صاحب كلمة إن السيسي مرشح الضرورة والبطل اللي محتاجاه مصر قبل السقوط بخطوة، المهم الراحل هيكل كان ليه حلقة تلفزيونية قبل فوز الرئيس السيسي بالانتخابات وقال فيها حاجات مهمة وحذر فيها من كوارث ومؤامرات دولية واقليمية ومحلية وذكر ألغام وأشواك في طريق السيسي والكلام دا بنهديه للي رافضين فكرة نظرية المؤامرة على مصر.. وقال هيكل نصا ودا راجل كان عارف هو بيقول إيه، إن فيه كتير من القوى الدولية والإقليمية والداخلية لن ترضى عن السيسي وستحاول توقعه بأي شكل وفي أضعف الإيمان هتخليه يطفو ومايغرقش لكن مش هتخليه يسبح وينطلق ويعدي بالبلد للشاطيء التاني وإن السيسي مش لازم يبي جسر جديد للمستقبل.
واتكلم هيكل عن محطط الأمريكان اللي كان بيتنفذ مع الإخوان وإزاي لما حصل اللي حصل والشعب طردهم الإدارة الأمريكية حصل عندها تخبط شديد لكن مقدرتش ترجع الأمور لمجاريها لأن السيسي كان عضمة ناشفة، لكن الأمرييكيين صعب يتخلوا عن أي مخطط استراتيجي ليهم في أي منطقة ولما معرفوش يزيحوا السيسي قالوا كفاية إنه مايعديش الخطوط الحمراء ويخلي مصر قوى عظمي في الاقليم على حساب أطراف تانية ولو فكر في دا ساعتها هيدور الأمريكان على نقاط الضعف ويخترقوا منها الدولة المصرية لإضعاف النظام السياسي في مصر.
وقال هيكل إن القوى المعادية في الإقليم كتيرة منها الكياتن ودول عربية شايفة نفسها قائد بديل في المنطقة وهتحاول تستغل أزمات مصر للاقصائها في الإقليم وتقدم نفسها البديل ، وبخصوص أعداء الداخل فهما معروفين وأولهم الإخوان اللي سخروا حياتهم لاسقاط الدولة بعد 30 يونيه وبيعلموا كوادرهم إن الانتقام من المصريين فرض عين ولازم نشتعل ليل نهار لتشويه اي انجاز والنفخ في اي نار ممكن تحرق الحكومة والنظام وطبعا الإخوان عندهم دافع قوي جدا بعد اللي حصلهم على يد المصريين، والطرف التاني اللي مش عاوز السيسي ينجح زي ماقال هيكل هما أصحاب المصالح في عصر ماقبل الإخوان واللي عندهم بيزنس ضخم ومصادره مشبوهة ومن مصلحتهم مايجيش حد يحاسبهم.
حسب نظرية الصراع الدولي كل صراع بيبدأ زي ما قلنا بخطوط معينة لكل طرف وكل طرف يختبر الحطوط دي للطرف التاني لمعرفة نقاط الضعف وفيه قوى كتير
دلوقتي بتختبر الخطوط المصرية لاستكشاف نقاط الضعف وتخترقها وتنفخ فيها ودا اللي حصل فبي أزمة الدولار والأسعار الأخيرة وزي ماحصل في أزمة السجاير والارز وأخرها البصل والطماطم وهي دي الثغرات اللي دخلت منها القوى المعادية لاضعاف النظام وإظهاره بموقف العاجز وخروج الأمور عن السيطرة.
مشكلة السيسي مع القوى المعادية إنه جي في مرحلة دقيقة في تاريخ الأمم اللي بتحاج فيها لشخصيات قوية وجربئة بتظهر وتدير، وزي ماقالوا إن البطل هو روح التاريخ،والسيسي هو البطل اللي ظهر في الوقت المناسب، ومكانش مطلوب إن السيسي ينجح أو يفشل، لكن مطلوب يفضل بمصر في منطقة ماتمثلش خطر على مصالح الأطراف في الأقليم وعشان كده حملات التشهير والتسريبات والتشكيك ظهرت مع انطلاقة مصر الاقتصادية والتوقعات العالمية إنها هتكون قوى عظمى اقتصادية بجانب التطور الرهيب في البنية التحتية والمشروعات والصناعة والزراعة والاستثمار والمواني واللوجستات ورؤية 2030، لأنه في النهاية مش مطلوب إن مصر يكون ليها رؤية وماينفعش تعوم ولا تغرق.