سرقة أسرار مصر الاقتصادية.. تفاصيل مرعبة عن الجواسيس والخونة في البنوك والشركات
الحرب معلومة.. والمعلومة قرار أو إجراء.. تعدل كفة وتميل ميزان.. ترفع دولة أو تجيبها الأرض.. تخرب اقتصاد وتهز أسواق وتوقع بورصات وشركات وتركع دول.. معلومة ممكن يدفع مقابلها مليار دولار في عالم بقى فيه التجسس الاقتصادي علم ليه تقنيات حديثة وبيطور كل دقيقة وبقى بيزنس بالمليارات وصراع شرس في الوصول لأسرار الأسواق والبنوك والبورصات والشركات والحكومات.. ايه اللي بيحصل في العالم الخفي للتجسس الاقتصادي وازاي مصر بتتعرض لحملة شرسة في التجسس الاقتصادي وتأثيره ايه على خطط التنمية ومستقبل البيزنس وازاي بيغير موازين القوى الاقتصادية
فاكرين أزمة انهيار مصرف "كريدي سويس" السويسري العريق وبعدها انهيار عدد من البنوك في العالم اتضح إن سببها الرئيسي موظف بدرجة جاسوس سرب معلومات اقتصادية مخالفة لقانون السرية المصرفية وكانت النتيجة إنهيار كيان مالي عملاق استمر 167 سنة والمركزي السويسري دفع 54 مليار دولار لينقذه من السقوط الحر عشان عملية تجسس اقتصادي.
وفي 14 يوليو 1994 الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وجه تكليف للمخابرات المركزية الأمريكية بالمساهمة في رخاء ورفاهية الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن الحادي والعشرين ودا كان أول ضوء أخضر واضح لتحول نشاط المخابرات الأمريكية للتجسس الاقتصادي على باقي دول العالم وعرف العالم عمليات القرصنة الألكترونية عبر شبكات الإنترنت واستهدفت الصين ودول كتيرة تانية ومنها الدول العربية وطبعا مصر كانت في المقدمة.
وفي السنين الأخيرة ظهر مفهوم جديد للتجسس ييركز على الجوانب الاقتصادية للدول ومعرفة اللي بيدور في كواليس العمل الاقتصادي، سواء في مجال التجارة الخارجية أو التجارة الداخلية أو الإنتاج والتسويق والتكنولوجيا وبراءات الاختراع والعلامات التجارية واسرار الشركات والاستثمارات والمشروعات والتحالفات الاقتصادية بين الدول، وبقى التجسس الاقتصادي أداة رئيسية في منظومة الاقتصاد والتجارة والاستثمار الدولي واتفننت الشركات والأفراد في عمليات التجسس بأحدث الأساليب التكنولوجية لجمع المعلومات والحصول على الأسرار عن الدول والشركات.
وحسب المعلومات المتاحة أصبح التجسس وجمع المعلومات الاقتصادية من مهام أجهزة المخابرات للدول تجاه الدول الأخرى، وكفاية نعرف إن الولايات المتحدة الأمريكية عندها حالياً برنامج نوعي للتجسس الفضائي، اسمه “ابشلون”، اللي بيراقب كافة أنواع الاتصالات في العالم، وهو يقوم بالاعتراض والتنصت على كل همس ألكتروني على الأرض، ويتولى هذا المكتب تنسيق أعمال 12 قمر صناعي مزودين بكاميرات رقمية متطورة وكمبيوترات متقدمة ولواقط إلكترونية ضخمة، وتصل قدرات الأقمار إلى حد تصوير أي جسم على الأرض يصل حجمة لحجم كرة البيسبول في أي وقت – ليلاً ونهاراً – وأياً كانت حالة الطقس والنظام دا فضل من الأسرار العسكرية الأمريكية لغاية ما انكشف في حرب الخليج.
وألمانيا كمان اكتشفت بالأدلة القاطعة أكبر عملية تجسس اقتصادية تقوم بها الولايات المتحدة ضد أوروبا، باستخدام الأقمار الصناعية لرصد الأنشطة الاقتصادية والعلمية في بريطانيا وألمانيا، وهذه العملية تسببت في أن يخسر الألمان حوالي 12 مليار دولار، بعد سرقة الأمريكيين ابحاث علمية متطورة المتعلقة بشؤون الاقتصاد والمشروعات الخاصة بتحقيق النمو في مجال الزراعة وغيره من المجالات الاقتصادية الحيوية.
وزادت وتيرة التجسس وجمع المعلومات الاقتصادية مع انتشار عديد من الشركات والمؤسسات العملاقة والمتعددة الجنسيات اللي أصبحت ميزانياتها تتعدى مئات المليارات من الدولارات وبعضها بالتريليونات وتفوق ميزانيات عشرات الدول معاً، ومن أهم أعمالها في الوقت الحاضر هو تدمير اقتصاديات الدول المستهدفة؛ ولعل تجربة النمو الكبير الذى حققته نمور دول جنوب شرق آسيا عندما تعدت إنجازاتها الخطوط الحمراء المحددة لها خير مثال على دا واللي ساعد التجسس الاقتصادي في وقف نموها الكبير.
ليه بنتكلم كتير عن التجسس الاقتصادي في العالم نهاردة.. عشان يافندم دا بيزنس بيدفع فيه مليارات الدولارات ليل نهار في شراء وبيع المعلومات الاقتصادية وفيه شركات ميزانيات مهولة قائمة على معلومة سرية أو تكنولوجية محدش يرعهفعا محدش يعرفها غير أصحابها او سر المهنة زي ما بنقول
واللي فرق شركات انهارت وتانية كملت وانطلقت معلومة سرية أو تقنية جديدة احتفظت بيها زي اللي حصل بين أبل ونوكيا شوف دي فين ودي بقت فين ابل بقت قيمتها السوقية 3 ترليون دولار ونوكيا اختفت.. وكلنا تابعنا صراع أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية بين أمريكا والصين واللي حسمته واشنطن بسبب التقنية السرية بتاعة التصنيع والمعلومات في الاقتصاد والبورصات بقت أشد وأخطر من المعلومات في الصراعات والحروب العسكرية لأنها بتعتمد على افقار الشعوب وإفلاس الدول.
مصر زيها زي اي دولة في العالم معرضة للتجسس الاقتصادي بشدة بسبب خطط التنمية الطموحة في العشر سنين الأخيرة وتطورها الاقتصادي السريع وبثت هدف للتجسس الاقتصادي وشفنا المعلومات اللي أعلن عنها البنك المركزي المصري قبل كده من كشف عشرات من عمليات القرصنة الاقتصادية ومحاولات اختراق منظومة وسيستمر البنوك والشركات وإن الأمن السيبراني قدر يتصدى ليها لكن فيه اشكال كتير من التجسس الاقتصادي اللي مصر بتتعرض ليه بشدة زي مراكز الأبحاث الاقتصادية الأجنبية في مصر سواء المستقلة أو التابعة لمؤسسات مالية واقتصادية عالمية واللي بتجمع معلومات غاية في الأهمية بحجة دراسة النموذج المصري في الاقتصاد وممكن تستغل المعلومات دي في إجهاض خطط التنمية.
وكمان منظومة العمل في الشركات الكبيرة بالسوق المصري وخاصة الشركات اللي فيها شريك اجنبي بيكون من السهل اختراقها والحصول على معلومات هامة عن الأسواق المصرية وخطوات الحكومة وخطط الدولة للنمو الاقتصادي ، خاصة مع المعلومات اللي بتأكد تعرض مصر والدول العربية لعمليات تجسس اقتصادية ممنهجة لصالح أطراف تانية في والمنطقة ومن بين مصادر التجسس الاقتصادي منظمات في المجتمع المدني واللي ثبت علاقاتها القوية بأطراف غربية وشفنا محاولات تهريب وتسريب مستندات اقتصادية مهمة جدا في أعقاب سنين الفوضى في حكم الإخوان المرير، واكيد لسه الجماعة الإرهابية بتلعب نفس الدور عن طريق ذيولهم الاقتصادية السرية في مصر وشفنا عمليات التجسس الاقتصادي ساعدت ازاي في انتشار السوق السوداء للدولار في الخارج بعد ما تسربت حقيقة أزمة العملة في مصر .. والرئيس السيسي نفسه قال قبل كده بس خطاب ليه إننا شغالين قي في مشروعات ضخمة بس مش عايزين نعلن عشان أهل الشر وكان يقصد عشان المعلومات ماتتسربش خارج البلد ويتم إجهاض المشروعات دي بأي أسلوب، ودا اللي حصل في برنامج الطروحات الحكومية واللي اتأخرت واتلغت صفقات كتير مهمة بسبب تسرب المعلومات وبعدها مصطفى مدبولي قرر قرض سرية على المفاوضات وعدم الاعلان عن أي صفقة غير لما تخلص للنهاية.