سر زيارة وفد الكونجرس لمصر.. السيسي لعبها صح

من يوم الخميس اللى فات ولحد النهاردة مفيش سيرة فى عالم البيزنس الا عن انضمام مصر لتحالف بريكس وتأثير ده على اقتصاد مصر وعلى علاقاتها الخارجية وتحديدا علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية.. وناس كتير بدأت تروج ان مصر بانضمامها لبريكس هتخسر حليف قوي وتاريخي هو الولايات المتحدة الأمريكية اللى واحد من أهداف بريكس ضرب عملتها الدولار فى مقتل.. وبدأنا نسمع ونقرا تحليلات بتقول ان واشنطن هتعلن غضبها على مصر وهتوقف كتير من المساعدات اللى بتقدمها للقاهرة.. لكن اللى حصل عكس ده تماما لأن الرئيس السيسي لعبها صح واتحرك بذكاء فى الملف الاقتصادي والتجاري.. وكمان دور على مصلحة مصر بغض النظر عن ده هيزعل مين أو يرضي مين.. فيا ترى امريكا اتصرفت إزاي؟ وايه هيكون ردها على انضمام مصر لبريكس؟ وهل مصر ممكن تخسر تحالفها مع الأمريكان؟
 
السياسة لعبت مصالح وكل بلد من حقها تدور وتشوف مصلحتها فين وتشتغل عليها وفى السياسة مفيش عداء دائم ولا صداقة بشيك على بياض وزي ما بيقولوا كده فى المثل الشعبي اللى تغلبوا العبوا وده اللى عملتوا مصر فى اخر كام سنة.. ولو بصيت وتابعت اللى بيحصل فى السياسة الخارجية لمصر هتعرف ان العلاقات الخارجية مبنية على المصالح المشتركة ومصر لما لقت نفسها بتعانى من أزمة عملة ونقص كبير فى الدولار بدأت تشوف مصلحتها وتدور ازاى ممكن تحل الأزمة دي وعشان كده سارعت للانضمام الى تحالف بريكس اللى بيضم مجموعة دول كبيرة زي الصين وروسيا والتحالف ده بيتبنى سياسة قايمة على تبادل العملات المحلية فى التجارة بين الدول الأعضاء وهدفه التخلي عن الدولار بشكل نهائي وخطوة زي دي فى صالح مصر جدا وهتوفر مليارات الدولارات اللى كنا بنستورد بيها قبل كده وده هيخفف الضغط على احتياطي النقد الأجنبي وهيحللك مشاكل كبيرة جدا.

وفكرة ان امريكا ممكن تقلب على مصر بسبب خطوة الانضمام لبريكس مش صحيحة تماما لأن زي ما مصر ليها مصلحة مع واشنطن الأمريكان ليهم هما كمان مصالح مع القاهرة وعشان كده أول حاجة عملها المريكان بعد انضمام مصر لبريكس زيارة مهمة قام بيها وفد من الكونجرس لمصر فى الساعات الأخيرة.
واستقبل فخامة  الرئيس عبد الفتاح السيسي وفد رفيع المستوى من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالكونجرس ضم السيناتور "ليندساي جراهام" عضو مجلس الشيوخ، والسيناتور "روبرت مينينديز" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ
وأكد وفد الكونجرس قوة ومتانة الشراكة الاستراتيجية الممتدة من عقود بين مصر والولايات المتحدة، والأهمية اللي بتوليها القاهرة وواشنطن لتعزيز علاقاتهم على جميع المستويات، الرسمية والبرلمانية والشعبية، خصوصا في ظل الواقع الإقليمي والدولي المضطرب وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وأزمات عالمية في الغذاء والطاقة والتمويل طال تأثيرها كل دول العالم تقريبا 
وتطرق الحوار بين الرئيس السيسي وقيادات الكونجرس الأمريكي، إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة خصوصا على الصعيد الاقتصادي وتعزيز استثمارات الشركات الأمريكية في مصر وتمت الإشادة بجهود التنمية الشاملة الجارية في مصر وعلى راسها  تحديث البنية التحتية وإنشاء المدن الجديدة، وكمان النمو الكبير قطاعات البترول والغاز والطاقة المتجددة والخضراء، واستصلاح الأراضي الزراعية. 
خد بالك الزيارة دي أهميتها الكبيرة انها جاية بعد ايام قليلة من قرار تحالف بريكس بضم مصر و5 دول تانية للمجموعة والكلام الكتير اللى طلع من الاخوان وغيرهم بان مصر خسرت حليف استراتيجي وطبعا مفيش شك ان الزيارة دي رد على المشككين وكمان بتثبت قوة وصلابة مصر وقدرتها على فتج جسور التواصل مع الجميع. 
وفى الفترة الأخيرة ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى 8 مليارات دولار خلال أول 10 أشهر من عام 2022 مقابل 7.2 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 12.2%؛ وبلغت قيمة الصادرات المصرية للولايات المتحدة الأمريكية 2 مليارات دولار مقابل 2.1 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2021 بنسبة انخفاض طفيفة قدرها 5.2%،  وسجلت قيمة الواردات المصرية من الولايات المتحدة الأمريكية 6 مليارات دولار خلال أول 10 أشهر من عام 2022 مقابل  5.1 مليار دولار خلال نفس الفترة من  عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 19.3%.