روبرت مفوني.. قصة أفريقي من عامل في بوفيه لأشهر مليونير في لندن
والدته عملت في كل المهن ليل نهار لتوفر له مصاريف المدرسة الثانوية ولما ظهر نبوغه باعت أسرته كل ما تملك ليحصل على منحة للسفر لانجلترا وهو يحزم حقائبه ذكرته والدته أن بيتهم مرهون من أجله وعليه أن يرسل المال فور وصوله لانجلترا.
سافر الشاب روبرت مفوني وهو لا يملك ثمن طعامه وخط رحاله في مدينة الضباب لندن لكن كان لديه حلم ومسؤولية أسرة ضحت من أجله وحاصرها الفقر ليحظى هو بفرصته.
بالعودة لبدايات القصة فهي تعود لقرية صغيرة في جنوب أفريقيا، يعيش أهلها على جني الثمار وبيعها للتجار بأسعار زهيدة طمعا في كسب بعض الأموال ليستطيعوا أن يعيشوا بأبسط مظاهر الحياة.
كانت أسرة روبرت مفوني تتكون من أم تعمل في جني ثمار الزراعة وثلاثة أشقاء يعملون في نفس المجال لكن كان الشقيق الأصغر روبرت له طموح أبعد من مجرد جني الثمار في المزارع.
فقد أثبت تفوقه منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها المدرسة الابتدائية، ولم تستطع الأم أن تترك الطفل ليعمل نفس المهنة التي يعملون بها جميعًا، فظلت تعمل وتدفع به إلى الأمام لأن جميع أساتذته تنبأوا له بمستقبل باهر ما دفع الأم لتعمل بكد واجتهاد حتى توفر له ما يحتاج إليه ليستكمل تعليمه الثانوي.
وفي الثانوية العامة أثبت الشاب الصغير أنه نابغة، فقد كان الأول على المدرسة وحصل على الدرجات النهائية، مما جعله يطمع في أن يحصل على منحة تعليمية من الحكومة ليسافر لاستكمال دراسته في إنجلترا.
وبالفعل حصل على المنحة لكنه كان بحاجة إلى مال لكي يستطيع العيش في هذه البلاد الغريبة مما اضطر الأم إلى رهن المنزل على وعد من ولدها بأن يعمل بجانب الدراسة ليُرسل لها المال اللازم لفك رهنية المنزل.
سافر الشاب إلى إنجلترا وهو سعيد بالمرحلة التعليمية الجديدة التي سوف يبدأها لكنه لم ينسى وعده لوالدته بأن يعمل بجانب الدراسة ليرسل لها المبلغ التي تستطيع بها أن تفك رهنية المنزل.
وبعد بحث التحق روبرت بالعمل في مطعم شهير كعامل توصيل طلبات للمنازل وبعد فترة من انتظامه في دراسته، وجد أن مواعيد عمله تتعارض تمامًا مع دراسته مما دفعه للبحث عن عمل آخر يتوافق مع مواعيد المحاضرات والمذاكرةفبحث حتى وجد مكتب صغير يعمل في مجال استضافة المواقع الإلكترونية، فالتحق بالعمل به كعامل بوفيه لفترة واحدة.
وكانت هذه هي المرة الأولى كما يقول روبرت التي يعرف فيها معنى الموقع الإلكتروني وبمرور الوقت استطاع أن يكتسب بعض الخبرة في هذا المجال ما شجعه على الطلب من صاحب المكتب أن يعطي له موقعًا الكترونيا يجرب فيه حظه ويعمل عليه في وقت فراغه.
وافق صاحب العمل وحصل روبرت على موقع من صاحب المكتب كهدية، وبدأ يفكر في فكرة جديدة لموقعهفكانت الفكرة عبارة عن عرض للمحاصيل الزراعية وتوفير معلومات عنها، وبالفعل كتب روبرت بنفسه المقالات لكي يضعها في الموقع وبعد أن بلغت ستين مقال قرر أن يضع الإعلانات للربح، ولكن تصادف وقت الامتحانات فوضع الشاب الأفريقي الإعلانات وترك الموقع ليتفرغ للمذاكرة وأداء الامتحانات.
لم يكُن يعلم روبرت أن بعد انتهائه من الامتحانات سيكون نقطة فارقة في حياته فقد تفاجأ بأن الموقع قد حقق ربح خمسين ألف جنيه استرليني خلال ثلاثة أشهر، وهنا قرر روبرت أن يرسل إلى والدته المبلغ لكي تدفع رهن المنزل، ولكنه قرر أيضًا أن يقوم بإنشاء مواقع الكترونية أخرى ويستكمل النجاح.
بعد سنوات قليلة وهي ثلاثة سنوات أصبح الشاب الجنوب افريقي من أغنى وأصغر الشخصيات الموجودة في إنجلترا وقام بشراء أسطول من السيارات الفارهة لأنه يهوى امتلاك السيارات، ولم ينسى روبرت عائلته وأرسل إليهم مبالغ كبيرة لشراء منتجع خاص في نفس القرية التي كانوا جميعًا يعملون فيها مزارعين.
ولم تكن هذه هي المفاجأة الوحيدة التي حظى بها روبرت مفوني، فقد حقق أيضًا تفوقا يثير الإعجاب في دراسته بجامعة هارفارد لدراسة العلوم الإقتصادية والسياسية وكان من الأوائل على دفعته واستمر في النجاح حتى تخرج منها في عام 2018 والآن يمتلك روبرت مفوني أكثر من ثماني مواقع إلكترونية تعد هي الأشهر على الإطلاق في لندن، وأصبحت ثروته تقدر بملايين الجنيهات الإسترليني.
لم تحلم العائلة التي تتكون من أم وثلاثة أشقاء أن هذا الشاب سوف يكون سببا في انتقالها إلى حياة أخرى حياة الأثرياء لكن ذكاء الأم التي قرأت واستغلت نبوغ ابنها وقررت أن تستثمر فيه وضحت بكل شيء لتراهن على نجاحه وقد كسبت الرهان وحياة جديده لم تراودها حتى في أسعد أحلامها.