البنك المركزي الصيني يعزز من دفاعه عن اليوان
كثف البنك المركزي الصيني دفاعه عن عملته مع تزايد المخاوف بشأن صحة ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتأتي الجهود التي يبذلها بنك الشعب الصيني لوقف الانزلاق في الرنمينبي في أعقاب سلسلة من البيانات الاقتصادية القاتمة التي صدرت هذا الأسبوع والتي أظهرت ضعف الصادرات وتراجع ثقة المستهلك.
وقال تجار ومحللون في العملات الأجنبية إن الضغط الهبوطي على العملة الصينية تكثف بعد خفض غير متوقع لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي يوم الثلاثاء. وأضافوا أن بنوك الدولة كانت تشتري الرنمينبي وتبيع الدولار في محاولة على ما يبدو لإبطاء وتيرة الانخفاض.
وفي أحدث تحرك للدفاع عن العملة ، حدد البنك المركزي اليوم الجمعة نقطة الوسط اليومية للرنمينبي - حيث يُسمح للعملة بالتداول بنسبة 2 في المائة في أي من الاتجاهين - عند 7.2006 رنمينبي للدولار وذلك مقارنة بمتوسط تقدير 7.3047 من المحللين الذين استطلعت بلومبرج استطلاع رأيهم ةالفجوة بين التوقعات والمستوى الذي حدده بنك الشعب الصيني هي الأكبر منذ بدء المسح في عام 2018.
وأكد التجار والاستراتيجيون أن ذلك يعكس عدم ارتياح متزايد في البنك المركزي بشأن سرعة هبوط العملة الصينية ، والذي كان مدفوعًا بالأداء الاقتصادي المخيب للآمال والتدفقات الخارجة من أسواق السندات والأسهم المقومة بالرنمينبي في البلاد.
كما يتعرض بنك الشعب الصيني (PBoC) لضغوط لتعزيز النمو وضخ هذا الأسبوع 757 مليار رنمينبي (104 مليار دولار) من السيولة قصيرة الأجل في النظام المصرفي للبلاد - وهي أكبر خطوة من هذا القبيل منذ آذار (مارس) وربما تقوض الجهود لوقف هبوط العملة. كما تعهد البنك المركزي يوم الخميس "بتكثيف تعديلات سياسة الاقتصاد الكلي".
قال هوي شان ، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك جولدمان ساكس: "من الناحية المثالية ، سيرغبون في خفض أسعار الفائدة دون انخفاض قيمة الرنمينبي ، ولكن بالنظر إلى مدى قوة الدولار ومدى ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية ، لا يمكنك فعل ذلك".
قال تاجر صرف أجنبي مقيم في شنغهاي لدى بنك أوروبي كبير: "الأمور مختلفة الآن. مع خطوط الضعف السابقة ، ساعدت الأساسيات [للاقتصاد الصيني] ولم تكن هناك مثل هذه المعدلات المرتفعة للدولار ".
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها في 16 عامًا هذا الأسبوع ، مما أدى إلى توسيع الفجوة بين عوائد السندات الأمريكية والصينية.
