الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
بروفايل

محمود العربي.. الملياردير الفقير وحبيب العمال والمصريين

الإثنين 14/أغسطس/2023 - 01:30 ص
محمود العربي
محمود العربي

 

 
اللي عاش للناس عمره ما يموت.. واللي حفر في الصخر عشان يصنع مستقبل لآلاف العمال غير اللي عاش عشان يعايرهم.. ناضل في رحلة كلها خير وعمل واجتهاد وقربه من ربنا.. العمال سموه الحاج محمود مش رجل الأعمال ولا الملياردير.. كان آخر حاجة يفكر فيها الشهرة والإعلام.. العمره أثار الجدل ولا بعد على تويتر ينظر الناس ولا أتصور على يخوت ولا طلع يهاجم غيره.. كان كل وقته لعماله وناسه وبلده.. نال حب الناس في مصر واحترام العالم بره .. وفي اليابان كان ليه تقدير خاص.. فكان أول مصري يحمل اسم براند ياباني عريق.


اكيد عرفتوا الكلام على مين..  الحاج محمود العربي مؤسس وصاحب امبراطورية توشيبا العربي اللي مصر كلها حزنت وبكت عليه لما مات في 2021.

"دي بيوت مفتوحة وأنا مجرد سبب مش مهم نكسب كتير أنا فاتح المصانع عشان الناس دي".. هي دي فلسفة الحاج محمود العربي صاحب اكبر امبراطوريه اقتصادية واللي كان عايش زي الفقرا والعمره تتباهى بفلوسه ولا خدته العزة بالاثم.

قبل ما يموت الحاج محمود بكام يوم الرئيس السيسي سأل عليه خلال افتتاح مشروع وبعت ليه السلام ودعاله بالشفاء وقد إيه كان الرئيس متأثر بمرض الحاج محمود العربي وقد إيه الرئيس السيسي كان عارف الحاج محمود محترم ومجتهد وبيساعد البلد من خلال مصانعه الكتيرة.

جنازة  مؤسس توشيبا العربي  كانت شاهدة على حب الناس ليه، والحاج العربي الكبير هو رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات العربي التجارية، واتوفي بعد صراع دام 4 أشهر مع المرض، عن عمر 89 عاما، وشيعت جنازته من مسجد «العربي» في قرية «أبو رقبة» مركز أشمون محافظة المنوفية.

وقصة كفاح محمود العربي تدرس في كليات رجال الأعمال ومثل حي على رجل وهب حياته للناس، لأنه بدأ السلم من اوله لحد مابقي امبراطورية في التجارة والصناعة في مصر.

محمود العربي من مواليد عام 1932، وينتمي إلى أسرة ريفية فقيرة،  في قرية أبو رقبة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، اتحرم من الأب وهو عنده 3 سنين ، بدأ يتعلم في كتاب القرية، ويحفظ القرآن الكريم.

بداية العربي في التجارة كانت بسيطة للغاية، وحكي بنفسه وقال إنه لما كان عمره 5 سنين كان بيجمع مبلغ صغير كل سنة، حوالي 30 أو40 قرشا، ويعطيهم لأخيه الأكبر ليشتري له بضايع من القاهرة قبل عيد الفطر.

أول شيء تاجر فيه محمود العربي، كان الألعاب النارية والبالونات وقال «كنت أحطها على مصطبة أمام البيت لأبيعها، وكنت بكسب فيها حوالي 15 قرشا، وبعدها أعطي اللي كسبته لأخويا ليشتري لي بضاعة مشابهة لأبيعها في عيد الأضحى».

ولما وصل العربي سن العاشرة، وتحديدا عام 1942، نصحه اخوه بالانتقال إلى القاهرة للعمل بمصنع روائح وعطور، ولكن لم يستمر في العمل إلا  شهر واحد لأنه قال"لا أحب الأماكن المغلقة والعمل الروتيني".


البداية الحقيقية للعربي كانت في القاهرة، بعد عمله في محل بحي الحسين، وأول مرتب ليه كان 120 قرش في الشهر، وبعد 7 سنين أصبح 320 قرشا.

استمرت رحلة النجاح والصبر  في حياة العربي الكبير وقال  «المرحلة التالية كانت العمل في محل جملة بدل من القطاعي، لكي أزيد خبرتي في التجارة، وأول راتب تقاضيته من هذا المحل 4 جنيهات، وبعد 15 سنة بقى 27 جنيها، وهو مبلغ مش صغير وقتها».

في سنة 1963، قرر محمود العربي يبدأ مشروعه الخاص في التجارة، ولأنه مش معاه فلوس، قرر هو وزميل له مشاركة تاجر غني، على أن تكون مساهمته هو وصاحبه بمجهودهما والرجل الغني بماله، ونجح بالفعل وبدأ أول مشروع له برأس مال 5 آلاف جنيه، وهو محل صغير في «الموسكي» بالقاهرة، لا يزال موجودا حتى الآن.
وبمرور الوقت استطاع العربي، أن ينجح ويثبت وجوده، وبعت لاخواته عشن يشتغلوا معاه بعد أن توسعت تجارته، ونجح في تأسيس شركة أصبحت «شركة مساهمة».

وتاجر العربي كمان في الأدوات المكتبية والمدرسية،، وبعدها تجارة الأجهزة الكهربية، خاصة  التليفزيون والراديو والكاسيت
ومع بداية السبعينيات، استطاع العربي، بالتزامن مع سياسة «الانفتاح الاقتصادي»، أن يمتلك توكيل لإحدى الشركات العالمية، وبمساعدة شاب ياباني كان بيدرس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعلى علاقة جيدة بالعربي لأنه كان بيشتري منه أدواته الدراسية، والشاب الياباني ده كان من عمال الشركة في اليابان، فكتب تقريرا لشركته، أكد فيه أن العربي هو أصلح من يمثل توشيبا في مصر، فوافقت الشركة على منحه التوكيل.

وفي منتصف السبعينيات شد الحاج محمود العربي رحاله إلى اليابان، ودخل مصانع توشيبا اليابانية، اللي حصل على توكيلها، ونجح في إقناع المسؤولين فيها بإنشاء مصنع في مصر، ومع تطور الإنتاج أنشأ شركة «توشيبا العربي»سنة 1978.. ومن هنا بدأت اسطورة توشيبا العربي مع الأجهزة الكهربائية اللي مايخلاش منها أي بيت مصري.
مات الحاج محمود وسائل امبراطوريه صناعية في قطاع حساس ساعدت البلد لكن الرصيد الأكبر كانت سيرة طيبة ورحلة كفاح ملهمة ولسه أسرته وعماله ومصانعه ماشية على النهج اللي رسموا الراحل وشعاره إن الحياة مش فلوس وبس.