تقرير: محافظ البنك المركزي اللبناني السابق كلف البلاد 7.7 مليار دولار
رسم تدقيق جنائي أولي للبنك المركزي اللبناني من قبل شركة الخدمات المهنية ألفاريز ومارسال صورة دامغة للمؤسسة في عهد الحاكم السابق رياض سلامةK قدم وزير المالية المؤقت يوسف خليل نسخا من تقرير بنك لبنان إلى رئيس الوزراء المؤقت نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ومشرعين آخرين أمس الجمعة، وهي تتألف من 332 صفحة في 14 قسمًا وتفاصيل العمليات المحاسبية والمصرفية والإدارية المعقدة.
ويأتي التقرير بعد أن أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية ، يوم الخميس الماضي، فرض عقوبات على سلامة ، وكذلك نجله نادي سلامة ، وشقيقه رجاء سلامة ، والمساعد ماريان حويك ، وصديقته آنا كوزاكوفا.
وكان سلامة لا يزال في منصبه عندما فازت ألفاريز ومارسال بعقد التدقيق في عام 2021. وقد استقال الشهر الماضي.
وقال التقرير إن الهندسة المالية التي أجراها المحافظ السابق كانت "مكلفة للغاية ، بتكلفة إجمالية قدرها 115 تريليون ليرة لبنانية (7.7 مليار دولار) بين عامي 2015 و 2020".
وبحسب التقرير ، لم تظهر الميزانية العمومية أي خسائر. وبدلاً من ذلك ، تم تسجيلها ضمن فئات "الأصول الأخرى" و "حسابات المقاصة والتسوية".
لم يتم تقديم أي تفسير لدفع الفوائد للمودعين والمقترضين الرئيسيين.
وقالت الوثيقة إن البنك المركزي لجأ إلى إصدار السندات وطباعة النقود ، مما أدى إلى زيادة الإنفاق الحكومي وتسبب في حدوث مشكلة تضخم أثرت على قدرته على استقرار معدل التغيير.
وكشف التقرير في نتائجه الأولية أن التحويلات إلى حساب شركة فوري أسوشيتس المحدودة - المملوكة لراجا سلامة والتي تخضع لتحقيقات قضائية أوروبية بشأن فساد محتمل - بلغت 333 مليون دولار ، بما في ذلك 111 مليون دولار في التحويلات غير القانونية.
ألقت الحركات المدنية باللوم في الانهيار الاقتصادي في لبنان منذ عام 2019 على فشل الحكومات المتعاقبة والهندسة المالية التي اتبعها سلامة.
وأشار التقرير إلى أن قيمة القروض الممنوحة من البنك المركزي بلغت 15 تريليون ليرة لبنانية ، وأن 23 فردًا وكيانًا وجمعية استفادوا ظلماً من دعم مالي تجاوز 100 ألف دولار لكلٍّ منها بين عامي 2015 و 2020.
وقال التقرير إنه نتيجة المعايير غير التقليدية التي يتبناها البنك المركزي وتلاعبه بالحسابات ، ارتفع عجزه إلى 77 تريليون ليرة لبنانية عام 2020.
وأضاف أنه بينما كان لدى البنك فائض بالعملة الأجنبية بلغ 7.2 مليار دولار بنهاية 2015 ، أصبح بنهاية 2020 عجزا قدره 50.7 مليار دولار، موضحا أن التدهور السريع للوضع المالي للبنك لم ينعكس في ميزانيته العمومية وبياناته المالية ، حيث أتاح استخدامه لمعايير محاسبية غير تقليدية للمبالغة في قيمة أصوله وأرباحه.
كما كشفت الوثيقة عن محضر اجتماع المجلس المركزي للبنك الذي أظهر كيف شكل سلامة السياسة النقدية ، ووضع معايير محاسبية أخفت الخسائر المتراكمة ، وحدد البنوك التي ستستفيد من القروض والهندسة المالية.
وأضافت أن أعضاء المجلس المركزي لم يطعنوا في تلك القرارات أو يشرفوا على التفاصيل ذات الصلة.
وقال التقرير إن السياسات غير التقليدية التي يطبقها البنك المركزي تضمنت: "تأجيل تكاليف الفائدة لزيادة الربحية وإنشاء أرصدة ملكية لتعويض جزء من التكاليف المؤجلة للأوراق المالية المستحقة الدفع وكوبونات التأمين على الأدوات القائمة لزيادة الربحية ؛ المبالغة في القيمة الدفترية لأذون الخزانة اللبنانية من خلال عدم الاعتراف بالانخفاض في قيمتها. تسجيل الارتفاع غير المحقق / (الاستهلاك) للميزانية العمومية للذهب مما أدى إلى بخس / (المبالغة) في الأصول وحقوق الملكية ؛ موازنة التزامات السحب على المكشوف بالدولار الأمريكي التي تتحملها وزارة المالية تجاه البنك المركزي مقابل ودائع الخزانة بالليرة اللبنانية مما أدى إلى تقليل قيمة كل من الأصول والخصوم ؛ وتعويض القروض والودائع بموجب اتفاقيات الرفع المالي مما أدى إلى تقليل قيمة كل من الموجودات والمطلوبات ".
كما تطرق التقرير إلى جذب الودائع الأجنبية وتحويلها إلى أصول محلية. ووجدت أن جزءًا كبيرًا من الأصول بالعملات الأجنبية كانت ، في الواقع ، أصولًا محلية ، وقالت إنه إذا تم إرجاع هذه المبالغ ، فإنها ستمارس ضغوطًا هائلة على الدولة والشعب والاقتصاد في لبنان.
وذكر التقرير أنه في نهاية كل عام وجه المحافظ دائرة المحاسبة لتعويض نفقات المعاملات المالية. وبالتالي ، فإن البيانات المالية الصادرة لم تصور بدقة الوضع المالي الحقيقي للبنك.
وقال التقرير: "يتم عرض مواقف وخسائر مصرف لبنان من خلال مقاصة الأصول والخصوم وتسجيلها في حسابات عامة وغير مفسرة مثل" الأصول الأخرى "و" حسابات المقاصة والتسوية ".
وأضاف: "لا تظهر أي خسارة على الإطلاق في الميزانية العمومية" ، مشيرة إلى أنه لم يتم تقديم أي معلومات للجمهور ، مثل حسابات الأرباح والخسائر من 2015 إلى 2020 ، أو الفوائد المدفوعة للمودعين الرئيسيين أو الممنوحة لكبار المقترضين ، أو منهجية للإبلاغ عن تلك المصالح.
وذكر التقرير أنه تم حجب تفاصيل مثل تجزئة الودائع ، وكذلك تكاليف الهندسة المالية والقرارات ذات الصلة.
وبدلاً من ذلك ، لجأ البنك المركزي إلى التسييل لزيادة المعروض من الليرة اللبنانية ، مما أدى إلى زيادة الإنفاق العام للبلاد.
وقال التقرير إن البنوك المركزية قد تشارك في بعض الأحيان في مثل هذه الأنشطة ، لكن الزيادة في تلك العمليات خلقت مشكلة تضخم وأثرت على القدرة على استقرار سعر الصرف.
وقالت إن البنك المركزي استخدم أيضًا الهندسة المالية للاحتفاظ بالدولار الأمريكي داخل النظام المصرفي ، ولكن بمجرد انتهاء مرحلة استقرار سعر الصرف ، أصبح نهج الربح من التسييل غير تقليدي وغير مستقر.
وذكر التقرير أن ارتفاع قيمة الليرة اللبنانية أدى إلى نمو اقتصادي ، خاصة في القطاعات التي حققت أرباحًا بالعملة الأجنبية، مشيرا إلى أن استخدام تسييل الأموال لم يكن حصيفًا تمامًا ولم يتم الكشف عنه للجمهور.