سقطة الدولار.. رقصة الموت الأخيرة لتجار العـُملة

 
  
زي ما كلنا عارفين..  السوق السودا للدولار في مصر من بعد مارس 2022 ولحد دلوقتي .. وهى بتعيش انتعاشة كبيرة بسبب أزمة نقص العملة اللى بتعانى منها مصر نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والفجوة التمويلية اللى حصلت في الموازنة العامة نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب والطاقة وكل السلع الأساسية تقريبا.. وسعر الدولار في السوق السودا وصل في بعض الأوقات الى مستوات فوق الـ 40 جنيه.. لكن من يوم التلات اللى فات وفيه قلق وخوف مسيطر على تجار العملة وسعر العملة الأمريكية انهار بشكل واضح في التعاملات غير الرسمية.. فيا ترى ايه اللى حصل في الكام يوم الأخيرة عمل  الارتباك الواضح في سعر العملة بالسوق الموازية؟ وهل الدولار سعره هينزل الأيام الجاية ولا ممكن المضاربين يعملوا ريمونتادا؟ 
 
يوم التلات اللى فات كان فيه مؤتمر في غاية الأهمية لرئيس الحكومة المهندس مصطفى مدبولي.. المؤتمر ده كان مخصص للإعلان عن التطورات الجديدة في ملف الطروحات الحكومية.. وايه الشركات اللى مصر باعتها وايه الشركات اللى لسه هتطرح في البورصة الفترة الجاية.
وفي المؤتمر ده مدبولي أعلن أرقام وأخبار مهمة جدا.. وكان أهمها ان مصر نجحت في أيام قليلة للغاية في جمع ما يقرب من 2 مليار دولار من بيع حصص في شركات حكومية واللافت ان الحصص دي اتباعت لمستثمرين مصريين وكمان مستثمرين عرب.. مش بس كده رئيس الحكومة والدكتورة هالة السعيد أعلنوا عن صفقات بحوالي مليار دولار هتتم في الكام شهر الجايين وتحديدا قبل نهاية شهر أكتوبر، بالإضافة الى صفقات ضخمة متوقع يكون منها بيع المصرف المتحد وشركتي صافية ووطنية وبيع حصص الحكومة في الشركات دي هيدخل للدولة مليارات الدولارات خصوصا ان فيه صناديق استثمار عربية وخليجية كبيرة مهتمة جدا بشراء الحصص دي.
حد هيسأل ويقول.. طب وايه علاقة السوق السودا للدولار بالكلام ده ؟ 
بص يا سيدي زي ما كل الناس عارفة السوق السودا للدولار أو السوق غير الرسمية أو أيا كان المسمى بتاعها سوق غير شرعية وبتعتمد بشكل كبير على الاشاعات وطول ما فيه كلام عن نقص في الدولار السوق دي بتنتعش وتحار العملة والمضاربين بيحركوا الأسعار زي ما هما عاوزين .. لكن لو فيه كلام عن توافر العملة الأجنبية وصفقات بمليارات الدولارات بتعملها الدولة لحل أزمة شح العملة ده بيخلى المضاربين يرجعوا خطوات للوراء وعشان كده اللى متابع اللى بيحصل في السوق السودا للدولار في مصر هيلاحظ ان في اخر 3 أيام تحديدا سعر الدولار بيتراجع وفيه مضاربين كتير اختفوا ومفيش تنفيذ كبير لعمليات بيع وشرا الدولار اللى بتنشط تحديدا على صفحات التواصل الاجتماعي.

مش بس كده ده حصل انهيار كبير جدا في سعر الدولار وبيتم تداول العملة الأمريكية حاليا في مستويات بتدور حوالين من 35 الى 36 جنيه للدولار بعد ما كان سعر العملة الأمريكية بيتم تداوله في حدود 38 و39 جنيه للدولار.
طب هل خطة الطروحات دي ممكن تحل أزمة الدور بشكل نهائي؟ 
الحكومة مؤخرا قررت تعتمد على نفسها وتوقف شوية عملية الحصول على قروض من بره وعشان كده مكنش قدامها غير بيع الأصول وهو ده تقريبا الحل الوحيد المتاح حاليا والخطة اللى حاطها الدولة انها على مدار 4 سنين تجمع 40 مليار دولار من بيع حصص في شركات مملوكة للدولة بمعدل 10 مليار دولار كل سنة والمبلغ ده هيتم استخدامه في سداد التزامات مصر الخاريجة ومنها طبعا ملف خدمة الديون وكمان وفير سيولة دولارية لاستيراد الاحتياجات الأساسية للمصريين.
وطبعا الخطة دي لو اتنفذت صح هتساعد جدا في حل أزمة نقص العملة مع إجراءات تانية كتير لزيادة حصيلة مصر من الدولار من مصادر تانية زيادة تعظيم عوائد قناة السويس وزيادة عوايد السياحة ووضع خطة للوصول الى 100 مليار دولار في السنة.. ويمكن تكون الحرب الروسية الأوكرانية بداية لتنويع مصادرنا من العملة الصعبة .. ورب ضرة نافعة زي ما بيقولوا في الأمثال
ربنا يحفظ مصر .. وان شاء الله نعدي الأزمة دي على خير