ليه دول الخليج انسحبت من صفقات بيع الشركات المصرية؟.. هنقولك مصر هتعمل إيه؟
محدش أبدا يقدر ينكر ان دول الخليج وقفت مع مصر كتير.. ومحدش يقدر ينكر الدعم السياسي والمالى الكبير اللى قدمته دول زي السعودية والامارات وقطر والكويت لمصر في عز أصعب الأزمات اللي مرت بيها.. والرئيس السيسي بنفسه في أكتر من لقاء وعلى الهوا مباشرة اعترف بفضل أهل الخليج حكام وشعوب واتكلم بمزيد من الثناء على وقفتهم في ضهر مصر.. كل ده كلام جميل ومفيش عليه خلاف.. لكن اللي بيحصل في ملف بيع عدد من الشركات الحكومية المصرية بقا غريب شوية.. يعنى مثلا ليه بعض دول الخليج مصرة تشترى الشركات بسعر بخس ؟ وليه بعض صناديق الاستثمار الخليجية انسحبت من صفقات بيع الشركات دي .. وخدت كام خطوة لورا؟ وايه الحاجات اللي مستنينها تحصل عشان يضخوا استثمارات جديدة في مصر؟
لو ملاحظين يوم التلات اللى فات ورئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي بيتكلم عن ملف الطروحات الحكومية وبيع حصص الشركات المملوكة للدولة .. ما جبش سيرة دول الخليج ولا قال هل السعودية والامارات وقطر والكويت لسه مهتمين بشراء شركات من اللى طارحاها مصر ولا لأ؟ والغريبة ان حتى معظم الفلوس اللى أتكلم عنها رئيس الحكومة واللى مصر جمعتها مؤخرا من التخارج من شركات مملوكة للدولة كان معظمها من مستثمرين محلليين زي هشام طلعت مصطفى واحمد عز.. فيا ترى هل ده معناه ان دول الخليج تراجعت عن شراء حصص في الشركات المطروحة للبيع ؟
بص يا سيدى ملف الطروحات الحكومية ده مصر أعلنت عنه بقالها كتير جدا وفى شهر فبراير اللى فات طلع الدكتور مصطفى مدبولى وأعلن عن طرح 33 شركة للبيع كمرحلة أولى في علية الطروحات اللى هتستمر لمدة 4 سنين ومصر بتستهدف من وراها جمع مبلغ حوالى 40 مليار دولار لحل أزمة نقص العملة اللى بتعانى منها بقالها اكتر من سنة ونص.
ومن التاريخ ده الحكومة المصرية دخلت في مفاوضات مع صناديق استثمار عربية وأجنبية عندها رغبة في الاستحواذ على حصص أغلبية في معظم الشركات المطروحة في البورصة سواء لأفراد أو مستثمرين استراتيجيين ومن بينهم طبعا صناديق استثمار خليجية لعدد من الدول الشقيقة وفى المفاوضات زي ما بيحصل في اى عمليات بيع أو شراء طبيعي بتحصل بعض الاختلافات .. زي ان الحكومة عاوزة تبيع الشركات بأسعارها العادلة وتاخد أعلى سعر تقدر عليه وفى نفس الوقت المشترى بيحاول يطلع من البيعة بأكبر قدر من المكاسب فمصر حطت الأسعار المناسبة لشركاتها من وجهة نظرها والمسئولين في صناديق الاستثمار العربية شافوا ان الأسعار مبالغ فيها فخدوا كام خطوة لورا عشان يضغطوا على الحكومة ويشتروا بالسعر اللى هما عاوزينوا.
وطبعا في وسط المفاوضات مع الحكومة المصرية كان فيه شكوى من وجد سعرين للدولار سعر رسمي وسعر في السوق الموازية ومخاوف معلنة من تعويم الجنيه مستقبلا وتخفيض قيمة العملة المصرية ورغم ان مصر طلعت نفت الكلام ده على لسان الرئيس السيسي بنفسه لكن كان فيه تباطؤ من بعض الصناديق في حسم الصفقات المتفق عليها.. ومن هنا بدات مصر تغير استراتيجيتها وتوسع دايرة الخيارات وفعلا اتعاقدت مع مؤسسة التمويل الدولية عشان تكون مستشار الطروحات وبدأت تعمل جولات طرق أبواب لكتير من الدول الأجنبية عشان تطرح الفرص الاستثمارية اللى عندها ودخلت المنافسة مع الصناديق الخليجية شركات مالتي ناشيونال أبدت رغبتها في شراء بعض محطات الكهرباء الكبيرة في مصر وكمان مشروعات انتاج الطاقة من الرياح وغيرها من المشروعات اللى بتوفر فرص استثمارية مهمة جدا.
وحاليا في مفاوضات في مراحلها النهائية مع صناديق استثمار أجنبية ضخمة هتدخل وهتضخ استثمارات مباشرة في كتير من الشركات المطروحة للبيع من جانب مصر.
طب هل ده معناه ان دول الخليج مش هتشتري حاجة من الشركات المطروحة؟
لا طبعا بنسبة كبيرة مع دخول منافسين للسوق المصري صناديق الاستثمار الخليجية هتبدأ تعيد تفكيرها وتقيم الأمور وفقا للتطورات الحاصلة، خصوصا ان مصر أبدت حسن نية ورئيس الحكومة كان قع مع مستثمرين عرب من مختلف الجنسيات واستمع لشكاويهم وحل كتير منها ونفذ كل الطلبات اللى قالوها وحتى موضوع سعر الصرف اتقفل بكلام فخامة الرئيس السيسي.. وبنسبة كبيرة هتكون فيها انفراجة قوية في مفاوضات مصر مع صناديق استثمار خليجية في كتير من الصفقات اللى حصل فيها تفاوض طول الشهور اللى فاتت .