حكاية الـ 100 مليار دولار اللي طلبها السيسي من الـ 10 الكبار
يا ترى إيه حكاية الـ 100 مليار دولار اللي السيسي طلبهم من الـ 10 الكبار؟ وليه ما نفذوش وعودهم دي رغم التعهد بدفع المبلغ المطلوب؟ وهل ممكن خلال الأيام الجاية الـ 100 مليار دولار توصل ويتم تنفيذ المشروعات اللي اقترحها الرئيس السيسي؟ وإيه البدايل لو ده محصلش؟
الرئيس السيسي واحد من أكتر الزعماء في العالم اللى بيتكلموا بصراحة ومش بيحاول يخبي حاجة لا عن شعبه ولا على الدول الخارجية وعشان كده ناس كتير بتبقا مستغربة إزاي الرئيس بيتكلم بكل شفافية ووضوح كده رغم ان الخطاب ده ممكن يخسره على المستوى الشعبي.. وفي عز الأزمة الاقتصادية العالمية الرئيس خرج وقال ان مصر بتمر بظروف صعبة زيها زي أغلب دول العالم وقال اننا بنحاول نقلل تداعيات اللى بيحصل على حياة الناس لكن لا وعد ان الدنيا هتبقا جنة ولا انه معاه فانوس سحري هيحل بيه كل المشاكل.
منهج السيسي اللي خده من أول يوم ليه في الحكم والمبني على الصراحة والمكاشفة مكنش بس مع المصريين في الداخل .. لأ ده كان مع كل دول العالم اللى بترتبط بعلاقات مع مصر.. وعشان كده الرئيس في زيارته الأخيرة لفرنسا وخلال مشاركته في قمة "ميثاق التمويل العالمي الجديد" فجر واحدة من أهم وأخطر المفاجآت.. وصارح الغرب والدول الكبيرة.. وانتقد أسلوب تعاملهم مع دول افريقيا خصوصا فيما يتعلق بالتمويل.. والوعود اللى قطعوها على نفسهم في التزامات همة لدول القارة السمراء.
الرئيس انتقد بشكل واضح وصريح تخلي الدول العظمى عن مسئولياتها واصرارها على التهرب من سداد التزماتها .. وحكا حكاية مهمة جدا بتكشف ازاى الغرب كل وعوده كاذبة وحتى المؤتمرات الدولية اللى بتتعمل بتكون مجرد فض مجالس وأول ما المؤتمر بيخلص كل الى بيتقال بيطير في الهوا.
والحكاية بقالها حوالي 8 سنين وبترجع لسنة 2015 تحديدا لما مصر كانت بترأس الاتحاد الافريقي وشارك الرئيس السيسي وقتها في قمة المناخ وفى القمة دي الدول العظمى اتفقوا انهم يخصصوا لافريقيا 100 مليار دولار سنويا لاستخدامها في مشروعات ليها علاقة في مشروعات بتدعم الاقتصاد الأخضر بالإضافة لتغيير البنية التحتية وتطويرها في كتير من دول القارة اللى بتعانى من التلوث المناخي الناتج من دول اوربا الصناعية.
ورغم مرور 8 سنين على القمة دي وعلى الوعد بالـ 100 مليار دولار ده محصلش وده اللى خلا الرئيس يرحج فرنسا ومعاها باقي الدول الكبرى زي المانيا والصين وإيطاليا وامريكا وغيرهم من الدول وطالب بتوفير الـ 100 مليار دولار بأقصى سرعة وقال انه لو الفلوس دي كانت وصلت الوضع في افريقيا كان هيتغير 180 درجة.
ووجه السيسي كلامه للدول دي وقال:" أنا كل اللي هأسأله لو إحنا كلنا نفذنا الـ100 مليار دولار لصالح تغير المناخ النتائج كانت هتكون إزاي؟"وأتصور إن الفرق كبير جدا بين الخطة وبين تنفيذها، فقد تكون النتائج أكثر أو أقل شوية، لكن دا ما حصلش".
السيسي سمع الاوربيين كلام صعب وبالبلدي كده قالهم حسوا على دمكم وقوموا بمسئولياتكم وده لما قال:" الريادة مسؤولية، ولما تكون فيه دول متقدمة وغنية وعندها التكنولوجيا والمعرفة، يبقى عليها مسؤولية تجاه الآخرين اللى ما بيمتلكوش التكنولوجيا دي، وممن المسئولية تكون أخلاقية أو سياسية، ولما تحدثنا عن الـ100 مليار دولار، تقدمت باقتراح لرئيس الاتحاد الإفريقي وقلت لهم إن إحنا بنعرض عليكم إن البنية الأساسية القارية لإفريقيا هتحول وتغير وجه القارة، وإن كل دولة زي فرنسا وألمانيا والصين، هتدفع جزءا من المبلغ المخصص تدخل بشركاتها وتعمل مشروعات لخدمة البنية الأساسية القارية بالنسبة المخصصة ليها".
الرئيس السيسي كان ذكي جدا وهو بيحذر الاوربيين من اللى ممكن يحصل لو ما قاموش بمسئولياتهم وقال : إذا لم يجد الناس في أفريقيا الأمل وفرصة للحياة سيتحركون في اتجاه الدول التي لديها الأمل والفرصة.. هنا في أوروبا"
يعنى من الاخر كده لو ما دفعتوش ال 100 مليار دولار اللى تعهدتوا بيها استقبلوا بقا مهاجرين غير شرعيين ولاجئين وشوفوا تأثير ده على بلادكم ايه؟!
كلام الرئيس السيسي كان ليه تأثير قوي جدا وسريع للغاية وما فتش حوالى 48 ساعة الا وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الدول الغنية وضعت الصيغة النهائية لتعهد متأخر بقيمة 100 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ في الدول النامية.
اللي عملوا السيسي في فرنسا بلغة السياسة "ضربة معلم" ولعبة حلوة تستحق التشجيع والاشادة ومصر طبعا هينوبها نصيب من كعكة ال 100 مليار دولار اللى هييجوا لأفريقيا.. والأهم ان اللى حصل ده بيؤكد قوة مصر وامتلاكها أدوات تأثير مهمة في المجتمع الدولي