المهمة الخطيرة للبنك المركزي المصري
في اخر اجتماع للجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري في 22 يونيو اللي فات قررت تثبيت الفايدة عند سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوى 18.25%، 19.25% و18.75% على الترتيب كمان تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوى 18.75%.. واثار القرار ارتياح بني المصريين لكن فيه ناس تانية قلقت وعشان خايفة من ارتفاع جديد في نسب التضخم.. لكن معظم خبراء الاقتصاد المصري شايفين إن المركزي قدامه مهمة خطيرة بعد قرار التثبيت ولازم تخلص قبل اجتماع لجنة السياسة النقدية اللي جاي في 3 أغسطس.. ياتري ايه هي مهمة البنك المركزي المصري في الفترة اللي جاية وايه اللي هيحصل لو فشلت المهمة وايه اللي هيحصل ساعتها في اجتماع اغسطس اللي جاي
طبعا كل البنوك المركزية في العالم بتتعامل مع الوضع الاقتصادي وقراراتها حسب البيانات والمؤشرات لكن لازم تاخد في الاعتبار تبعات اي قرار على حياة الناس اليومية والبدايل اللي عندها عشان ادارة الازمات ماتوديش البلاد في مصير مجهول في خاصة لما تكون فيه أزمة اقتصادية عالمية وضخمة ومستمرة، والبنك المركزي الحقيقة من اول أزمة كورونا لغاية دلوقتي مع الأزمة الروسية الأوكرانية بياخد قراراته بدقة شديدة جدا وبيعمل حساب لكل حاجة عشان الأمور ما تخرجش عن السيطرة.
وكلنا عارفين إن الدولة المصرية عملت وقفة مع صندوق النقد الدولي لما لقت إن تنفيذ كل شروطه في الوقت الحالي هتكون ليه أثار كبيرة على مستوى المعيشة للمصريين وكان القرار الفوري بتأجيل تحرير سعر الجنيه المصري ودا كان شرط أساسي للصندوق الدولي، وبعدها جي دور البنك المركزي واللي حافظ فيه على سعر الفايدة رغم ارتفاع مؤشرات التضخم في مايو والبنك كانت أسبابه قريبة من أسباب تأجيل تحرير الجنيه المصري.. لكن في نفس الوقت الخوف من استمرار ارتفاع التضخم هيخلي الحفاظ على مستوى الفايدة الحالي صعب جدا عشان كده لازم حلول سريعة ودي مهمة البنك واللي شغال عليها فعلا عشان الأمور تفضل تحت الكنترول قبل سبتمر اللي جاي.
أساس مهمة المركزي اللي قلنا عليها هي جمع أكبر حصيلة ممكنة من النقد الأجنبي لأن توفر الدولار في السوق هيقلل بشكل كبير نسب التضخم واللي الأسعار بترفع نتيجة المضاربة على سعر العملة الأمريكية في السوق السودا واللي رغم انهيارها في الأيام الأخيرة لكن تفضل مشكلة نقص المعروض أو الفجوة الدولارية اللي اتكلمنا عليها كتير قبل كده.
وحسب المؤشرات والبيانات الأولية واللي بتأكد إن البنك المركزي هينجح في مهمته هي ارتفاع ايرادات الدولار في الفترة الجاية وكانت البشاير في قناة السويس واللي حققت 9.4 مليار دولار في قفزة كبيرة وأعلى رقم في تاريخها بالإضافة للإيرادات السياحة المتوقعة وتحويلات المصريين واللي متوقع تزيد بعد التراجع الكبير في أسعار السوق الموازية وعودتها كلها للسوق الرسمية وكمان ارتفاع الاستثمار المباشر والتصدير واخيرا الانتهاء من مشروعات عملاقة في قطاعات اقتصاديه مختلفة ومنتظر تحقق عائدات ضخمة زي المواني البحرية وخطوط التجارة الدولية اللي فتحتها مصر مؤخرا زي محطة تحيا مصر البحرية وهي احدث ميناء في البحر المتوسط بخلاف مواني العريش وابي قير والإسكندرية .
كل اللي قلناه بجانب موارد دولارية تانية زي الطروحات الحكومية والودايع الخارجية والمبادرات النوعية بيقول إن المركزي قادر على توفير سيولة ضخمة من الدولار في الفترة الجاية ومع انخفاض أسعار السلع عالميا كمان التضخم لازم هينزل بوتيرة كبيرة في مصر.