الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي: التقرير الأخير من بيانات التضخم مخيب للآمال
قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند لوريتا ميستر، تعليقًا على بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي "إن التقرير الأخير من بيانات التضخم كان مخيب للآمال"، لكنها مع ذلك ليست مستعدة بعد للإفصاح عما يجب أن يفعله البنك المركزي الأمريكي في اجتماع السياسة النقدية في يونيو.
وفي الوقت نفسه، رفض رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، أمس الأحد، الإفصاح عما إذا كان سيدعم رفع أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل يومي 13 و14 يونيو، مشيراً إلى أن التأثير الكامل لزيادة أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي لم يتحقق بصورة كاملة حتى الآن.
وقالت كاثي بوستانسيك، كبيرة الاقتصاديين في شركة“نيشن وايد لايف إنشورانس” (Nationwide Life Insurance): إن“مزيج التضخم الذي يرتفع والإنفاق الاستهلاكي الذي لا يزال قوياً للغاية سيزيد من احتمال رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى في منتصف يونيو”.
وأكد ديريك تانج، الخبير الاقتصادي في“إل إتش ماير/موناتري بوليسي أناليتيكس” (LH Meyer / Monetary Policy Analytics)، التي رفعت توقعاتها لذروة أسعار الفائدة من 5.1% إلى 5.6% يوم الجمعة: “سيستغرق الأمر وقتاً أكثر قليلاً لتحريكها بعد توقف مؤقت في يونيو، لكنه يزيد من فرصة رفع آخر بعد ذلك.. فكلما كانت البيانات الواردة أقوى، زاد احتمال أن يكون الارتفاع التالي في يوليو بدلاً من سبتمبر”.
وأوضحت ميستر في مقابلة مع قناة سي إن بي سي، عندما سئلت عما إذا كان هناك ما يبرر زيادة أخرى في سعر الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر عقده في 13-14 يونيو: "ربما ليس من الحكمة نوعًا ما التخمين المسبق لما ستكون عليه نتيجة الاجتماع". لكنها قالت أيضًا إن البيانات الصادرة يوم الجمعة تؤكد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لديه المزيد من العمل لإعادة التضخم إلى هدف 2٪.
وأضافت ميستر: "في الوقت الحالي، عندما ألقي نظرة على البيانات وعندما أنظر إلى ما يحدث مع بيانات التضخم، أعتقد أننا سنضطر إلى القيام بتشديد السياسة النقدية".
وتابعت: "لقد أحرزنا تقدمًا؛ الآن إنها عملية "معايرة"، وهذا هو الصعب".
وحذرت ميستر من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال بحاجة إلى رؤية المزيد من البيانات قبل اتخاذ قراره في يونيو. وقالت: "أمامنا أسبوعان ونصف الأسبوع، وكما أشرت، ستكون بعض هذه البيانات بيانات مهمة للغاية".
ورحب رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، أمس الأحد، بأنباء التوصل إلى اتفاق لتعليق سقف الدين الأميركي، قائلاً إن الإخفاق في التوصل إلى اتفاق سيكون "سلبياً للغاية" بالنسبة للنظام المالي والاقتصاد.
وخلال مقابلة تلفزيونية رفض غولسبي الإفصاح عما إذا كان سيدعم رفع أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل يومي 13 و14 يونيو، مشيراً إلى أن التأثير الكامل لزيادة أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي لم يتحقق بصورة كاملة حتى الآن.
وأضاف غولسبي "أحاول ترسيخ مبدأ عدم إصدار أحكام مسبقة وعدم اتخاذ قرارات بينما لا تزال هناك أسابيع حتى موعد الاجتماع"، موضحاً "سنحصل على الكثير من البيانات المهمة من الآن وحتى موعد الاجتماع".
وقال غولسبي إن هناك بالفعل "خوفاً وعدم يقين" حول أسعار الفائدة التي رفعها الاحتياطي الفيدرالي خمس نقاط مئوية كاملة منذ مارس 2022.
وأوضح غولسبي أن "إجراءات الاحتياطي الفيدرالي قد تستغرق شهوراً وحتى سنوات ليظهر تأثيرها في النظام المالي"، مضيفاً "لا شك أن التضخم لا يزال مرتفعاً للغاية، ونحن نحاول فقط إدارته".
ألمح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه بعد ما يزيد قليلاً عن عام من الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة، يمكن أن يكونوا في مكان يسمح لهم بالوقوف على هدف سعر الفائدة الحالي للأموال الفيدرالية بنسبة 5٪ -5.25٪ أثناء تقييمهم لكيفية تأثير أفعالهم السابقة على الاقتصاد.
ومع ذلك، تتحدى بيانات التضخم الصادرة يوم الجمعة وجهة نظرهم أن ضغوط الأسعار تتجه مرة أخرى نحو 2٪، مما يضع بدوره ارتفاع سعر الفائدة في يونيو مرة أخرى على الطاولة وقد يشير حتى إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتعين عليه رفع أسعار الفائدة أكثر بمرور الوقت.