الجنيه مستقر.. ولن يتراجع .. ”البنك المركزي ” بصدد إصدار قرارات جريئة
استقر سعر الدولار مقابل الجنيه المصري خلال تعاملات هذا الأسبوع دون أي زيادة، وذلك لأول مرة منذ قرار تحرير سعر الصرف في 27 أكتوبر 2022.
وسجل السعر الرسمي في البنك المركزي 30.84 جنيه للشراء و30.95 للبيع على مدار أيام الأسبوع حتى نهاية تعاملات الخميس الماضي.
مفيش تعويم
ومن الجدير بالذكر أن أن الدولار لم يتحرك منذ 9 مارس وحتى الآن في الوقت الذي توقعت فيه الكثيرين بخفض جديد لسعر الجنيه المصري ،الي هذا أشار بنك "سيتي جروب" في تقريره الصادر يوم الأربعاء، إلى أن البنك المركزي المصري من المرجح أن يؤجل قراره بشأن تخفيض الجنيه على الأقل حتى نهاية الشهر المقبل. حيث يأتي هذا التوقع عكس الرهانات الأخرى التي ترجح انخفاض الجنيه في القريب العاجل، وذلك وفق ما أفادت به وكالة بلومبرغ.
وقال لويس كوستا من "سيتي جروب" إن حدوث انخفاضًا حادًا آخر في الجنيه قبل نهاية السنة المالية المصرية المنتهية في 30 يونيو قد يعرقل هدف الحكومة المتمثل في تحقيق عجز في الميزانية بنسبة 6.5٪ وتثبيت ديون البلاد مقارنة بناتجها المحلي الإجمالي.
سعر صرف مرن
وخلال 4 أشهر ونصف منذ تحرير سعر الصرف بشكل مرن يعكس قوى العرض والطلب، ارتفع الدولار بشكل تدريجي ومتفاوت بين أسبوع وآخر، ولكنه لأول مرة يمر أسبوع كامل دون تحرك في السعر على الإطلاق.
اجتماع لجنه السياسة النقدية
وفي سياق متصل، فمن المقرر أن تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي اجتماعها الدوري في 18 مايو الجاري الجاري للنظر في أسعار الفائدة التي تسجل حاليًا 16.25% للإيداع و17.25% للإقراض.
ومنذ بداية عام 2023، بلغ إجمالي صعود الدولار 6.17 جنيه بعدما تحرك سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية في السوق المصري من جديد في 4 و11 يناير الماضي، ليعكس سياسة البنك المركزي نحو سعر صرف مرن وفقًا لقوى العرض والطلب، بالإضافة إلى 5 جنيهات أخرى خلال الفترة من 27 أكتوبر إلى 31 ديسمبر 2022.
ارتباك بالسوق السوداء
شهد الدولار تحركات ملحوظة أمام الجنيه المصري في السوق السوداء خلال الفترة الماضية على وقع التوقعات بشأن تراجع الجنيه في القريب العاجل، إذ تنتعش السوق الموازية ويرتفع الدولار بها كلما تعززت هذه التوقعات من خلال تقارير أو تصريحات تفيد باقتراب تراجع الجنيه.
والعكس صحيح، أي كلما استقر الوضع وظهرت تقارير أو أنباء تفيد باستقرار الجنيه وعدم تراجعه قريبًا، ترتبك السوق السوداء، الأمر الذي يؤدي إلى استقرار أو انخفاض الدولار أمام الجنيه في السوق الموازية، وهو ما حدث خلال الساعات القليلة الماضية بعد تقرير "سيتي جروب، وأيضًا قرار الحكومة المصرية بشأن إعفاء واردات الذهب للقادمين من الخارج من الرسوم الجمركية.
وفي هذا الإطار قال سهر الدماطي، الخبيرة المصرفية المصرية، إن القرار إعفاء الذهب من الجمارك للقادمين من الخارج يساعد في حل أزمة قائمة وإعادة تحقيق التوازن بين العرض والطلب وضبط الأسعار، وتهدئة الطلب على السوق السوداء الناجم من زيادة طلب تجار المعدن الأصفر على الدولار لاستيراد ذهب يغطي الطلب المتزايد من المواطنين.
واتفق ماجد فهمي، رئيس مجلس بنك التنمية الصناعية سابقا، ومحمد بدرة الخبير المصرفي، مع رأي سهر الدماطي في مزايا القرار بتخفيف الطلب على شراء العملة من السوق السوداء بعد إتاحة معروض كافي من الذهب.
وأوضح الخبيران، أن العديد من المواطنين يفضلون حاليا استثمار مدخراتهم في الذهب أو الدولار كمخزن للقيمة تخوفا من تراجع قيمة الجنيه مرة أخرى الفترة القادمة، فهذا القرار لن يؤدي إلى وجود أزمة بل معالجة أزمة قائمة في انفلات تسعير الذهب والتكالب على السوق السوداء، في ظل عدم قدرة البنوك على توفير العملة.
وأضاف ماجد فهمي، أنه في كل الأحوال :"بعض المصريين العاملين في الخارج قللوا من حجم تحويلات مدخراتهم لمصر تحسبا للمزيد من تراجع الجنيه مقابل الدولار فلذلك لا يوجد قلق من تبعات القرار على تراجع حصيلة التحويلات".
وبحسب محمد بدرة "هذا القرار يحقق مصلحة للدولة في تراجع أسعار الذهب والدولار، وسيساهم في تخفيف التكالب على شراء العملة من السوق السوداء لشراء ذهب من الخارج كما يحدث حاليا".
الجنيه مستقر.. ولن يتراجع قريبًا
عادت السوق السوداء للهدوء من جديد خلال الساعات القليلة الماضية بعد تقرير بنك "سيتي جروب"، والتي أشارت إلى إن انخفاض الجنيه لن يحدث إلا بعد حدوث عدة أمور، مما يشير إلى أن انخفاض الجنيه لن يحدث في القريب العاجل، وهو ما سبب خمولاً بالسوق الموازية وذلك باعتبارها تنشط في أوقات التوقعات السلبية بشأن اقتراب تراجع الجنيه. وهو الأمر ذاته الذي حدث حينما أصدر بنك جولدمان ساكس تقريرًا بشأن الجنيه، والذي أفاد أيضًا بأن العملة المصرية لن تتراجع إلا بعد حدوث عدة أمور.
أشار بنك "سيتي جروب" في تقريره الصادر يوم الأربعاء، إلى أن البنك المركزي المصري من المرجح أن يؤجل قراره بشأن تخفيض الجنيه على الأقل حتى نهاية الشهر المقبل. حيث يأتي هذا التوقع عكس الرهانات الأخرى التي ترجح انخفاض الجنيه في القريب العاجل، وذلك وفق ما أفادت به وكالة بلومبرغ.