في اسبوع البيانات.. الدولار يشهد تراجعا كبيرا
شهد الدولار الأمريكي تراجعا هامشيا خلال التداولات المبكرة من يوم الجمعة، ولكنه اتجه بعد ذلك نحو الصعود بشكل كبير، وهو ما وضع العملة الخضراء على الطريق نحو تحقيق أرباح هامشية هذا الأسبوع.
أبرز العوامل التي أثرت على تحركات الدولار
افتتح الدولار الأمريكي التعاملات المبكرة خلال الجلسة الأسيوية على تراجع هامشي، ولكنه اتجه بعد ذلك نحو تقليص أرباحه واستقر قرب مستوى إغلاق الجلسة الماضية، ليشهد بعد ذلك قفزة قوية عقب صدور بيانات سوق العمل القوية للغاية بالولايات المتحدة.
وأظهرت البيانات الصادرة منذ قليل ارتفاع التوظيف بالقطاع غير الزراعي داخل الولايات المتحدة بواقع 253 ألف وظيفة خلال شهر أبريل الماضي، وهو ما فاق توقعات الأسواق التي أشارت لإضافة القطاع 181 ألف وظيفة فقط، كما أنه أعلى أيضا من قراءة الشهر الماضي التي سجلت 165 ألف وظيفة بعدما تمت مراجعتها على نحو منخفض من 236 ألف وظيفة.
وفي الوقت ذاته، أظهرت البيانات أيضا انخفاض معدل البطالة بالولايات المتحدة إلى 3.4% خلال نفس الفترة، وهو أفضل من التوقعات التي كانت تشير لارتفاعه إلى مستوى 3.6%، كما أنه أفضل من قراء شهر مارس البالغة 3.5%، وجاء هذا بالوقت الذي سجلت فيه الأجور نموا بنسبة 0.5%، بما يتجاوز توقعات الأسواق البالغة 0.3% فقط، التي تم تسجيلها الشهر الماضي.
وأدت تلك البيانات الإيجابية إلى صعود الدولار بقوة، حيث عكست مدى قوة وضيق سوق العمل بالولايات المتحدة، على الرغم من استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بدورة التشديد النقدي، والتي كان آخرها هذا الأسبوع، والتي أشارت التوقعات إلى أن ستضعف سوق العمل الأمريكي بشكل كبير.
ومن ناحية أخرى، فإن تلك البيانات الإيجابية للغاية بسوق العمل تدعم التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي قد يقوم برفع سعر الفائدة مرة أخرى في اجتماعه المقبل بشهر يونيو من أجل السيطرة على التضخم الاساسي الذي لا زال يبدي مقاومة واضحة للتباطؤ بالوتيرة المرجوة.
وفي نفس الوقت، كانت البيانات الصادرة في بداية هذا الأسبوع لأسعار طلبات مديري المشتريات بالقطاع التصنيعي داخل الولايات المتحدة قد جاءت إيجابية وقوية للغاية أيضا، حيث سجلت نموا قويا وخرجت من منطقة الانكماش، ليسجل المؤشر 53.2 نقطة، بعدما كان منم المتوقع أن يظل في منطقة الانكماش أدنى مستوى 50 نقطة ويسجل 49.4 نقطة فقط، وهو ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية، ويدعم بدوره صعود الدولار.
وجاء صعود الدولار اليوم بعد الخسائر التي تكبدها عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، بعدما رفع سعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس أخرى إلى 5.25%، وتصريح محافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنه على الرغم من أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لم تناقش خيار التوقف عن رفع الفائدة هذا الاجتماع، إلا أنها قد تبدأ بمناقشته بالاجتماع المقبل في يونيو.
وأدت تلك القفزة التي حققها الدولار اليوم عقب صدور بيانات سوق العمل إلى وضع الدولار على الطريق نحو تحقيق أرباح أسبوعية، وذلك بنحو 0.23% حتى الآن، خاصة بعدما تلقى الدولار دعما كبيرا من القفزة القوية لعوائد سندات الخزانة الأمريكية اليوم، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنحو 3.27% لتسجل 3.462%.
في تلك الأثناء، هدأت مخاوف المستثمرين حيال القطاع المصرفي بالولايات المتحدة بعض الشئ، حيث ارتفع مؤشر صناديق الاستثمار الخاص بالبنوك الإقليمية للولايات المتحدة SPDR S&P Regional Banking ETF بواقع 4.49%، ليسجل 73.70 خلال تعاملات ما السوق.
ويعكس هذا الصعود بمؤشر البنوك الإقليمية تحسن معنويات المستثمرين، بعدما أوقفت السلطات التداول على اثنين من البنوك تجنبا لحدوث أزمة وأكدت على ضمان ودائع المستثمرين، وهو ما أفسح الطريق أمام الدولار للاستفادة من البيانات الإيجابية اليوم.