ببساطة.. ماهو التعويم ؟ وماهي انواعه ؟
كلام كتير حصل الفترة الأخيرة عن تعويم جديد للجنيه المصري ومن هنا تسأل الكثير من الناس عن معني كلمة تعويم واحنا هنا في بانكير دورنا أن نفهم الناس عن كل كبيرة وصغيرة فيما يخص عالم البنوك وسوف نقوم بايضاح وتعريف معني كلمة تعويم.
يعني ايه تحرير أو تعويم كامل للجنيه المصري؟
التعويم الكامل للجنيه يعني البنك المركزي ما يتدخلش خالص في توجيه أسعار الدولار ويكون تسعير الجنيه معتمد على آليات العرض والطلب في الأسواق العالمية .. كأنه سلعة بالظبط ..
وفي حالة الموافقة على التعويم الكامل هنا الدولار ممكن يحصل له حاجه بنسميها overshooting ودا هيخللي الجنيه يفقد كتير من قيمته ويوصله لمستويات قياسية ممكن فيها سعر الدولار .
ده مع الأخذ في الاعتبار ملحوظة مهمة جدا .. وهي ان السعر الحالي للدولار في السوق المصري هو سعر غير حقيقي .. وده اللي شايفه كتير من خبراء الاقتصاد جوا مصر إلى جانب مؤسسات وبنوك عالمية زي دوتش بنك وسيتي جروب اللي قالوا ان السعر الحالي للدولار في مصر متسعر ب اقل من قيمته بسبب تدخل البنك المركزي المصري و ان قيمته الحقيقية دلوقتي في مصر هي حوالي 21 جنيه ..
طيب ليه البنك المركزي بيتحكم في سعر الدولار؟
عشان يحافظ لأكبر فترة ممكنة على قيمته في منطقة آمنة ويحاول يتحكم في موجات الغلاء اللي ممكن يحصل لها انفلات لو رفع ايده تمامًا عن إدارة سعر الدولار، عشان كدا التعويم اللي فات بنسميه التعويم المُدار .. يعني اللي بيديره البنك المركزي ومش خاضع للعرض والطلب.. وده مشكلته انه بيخلي تسعير العملة بتاعتك مش تسعير حقيقي.
ويعني التعويم بمعناه البسيط، عدم تحديد سعر عملة دولة معينة وتركه يتحرك ويتغير أمام العملات الرئيسية وفقا لنسبة العرض والطلب. بحيث يؤدي ازدياد الطلب على العملة إلى ارتفاع سعرها والعكس صحيح.
ومن هنا فإن البنوك المركزية لا تستهدف سعر معين لعملاتها المحلية عند اتباعها لنهج التعويم المطلق، بل إن سعر العملة هنا يكون شبيها بسعر الذهب والمعادن الأخرى الذي يخضع إلى التغيير اليومي في الأسواق العالمية، حتى أنه قد يتغير من ساعة لأخرى.
صارت كلمة التعويم شاملة لرجل الشارع العادي دون التقيد بالمصارف المركزية والعاملين بإدارة السياسة النقدية وخبراء المال والاقتصاد والبنوك، وتحديدا في المناطق التي تعاني من بلبلة اقتصادية كما هو الحال في الجزائر ومصر، أو بلبلة سياسية وأمنية مثلما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا.
فقد أشيع عن البنوك المركزية في مثل هذه الدول أنها تشرع في تطبيق نهج تعويم العملة بعد عجزها عن إيقاف التدهور المستمر بعملاتها أمام الدولار الأمريكي.
انواع التعويم
هناك شكلين من أشكال تعويم العملة:
التعويم الخالص: أو كما يطلق عليه التعويم الحر، وهو الحرية التامة لتغيير وتحديد سعر الصرف مع مرور الوقت وفق آلية العرض والطلب وقوى السوق دون تدخل الدولة في شيء سوى أن تتدخل السلطات النقدية للتأثير على سرعة تغير سعر الصرف فقط دون أن تتدخل في الحد من ذلك التغيير. ويتم اتباع ذلك النهج الحر لتعويم العملة في بعض البلدان المتقدمة ذات النظام الرأسمالي الصناعي، مثل الجنيه الاسترليني التعويم الموجَّه: أو كما يطلق عليه التعويم المُدار، وهو حرية تحديد سعر الصرف وفق آلية العرض والطلب وقوى السوق. وتتدخل الدولة في هذا النوع من أنواع التعويم عبر مصرفها المركزي عند الحاجة إلى توجيه سعر الصرف في اتجاهات محددة مقابل باقي العملات. بحيث يتم هذا الأمر كاستجابة لبعض المؤشرات التي تشمل معدل الفجوة بين العرض والطلب في سوق صرف العملات، التطورات التي تطرأ على أسواق سعر الصرف المماثلة والمستويات الآجلة والفورية لأسعار صرف العملات.
ويتم اتباع هذا النهج الموجَّه لتعويم العملة في بعض البلدان ذات النظام الرأسمالي إلى جانب بعض البلدان النامية التي يرتبط سعر صرف عملتها بالجنيه الإسترليني، الفرنك الفرنسي (سابقا) أو الدولار الأمريكي أو حتى بسلة من العملات.
كيف ظهرت فكرة تعويم العملة ؟
أدت التطورات الاقتصادية والسياسية في أوائل فترة الستينيات من القرن الماضي إلى بيان ما آل إليه نظام النقد الدولي المبني على اتفاقية بريتون وودز التي تعتمد نظام ثبات أسعار الصرف التي تستند على الدولار الأمريكي الذي يتسم بقابليته للتحويل إلى ذهب دون حدوث تغيير للسعر.
إذ أنه لم يعد يتمكن من ضبط التغيرات الكبيرة المستمرة في أسعار صرف العملات في الدول المشاركة في الاتفاقية.
لذلك، وبعد انهيار هذه الاتفاقية، بدأ التفكير في تعويم العملة حيث أدت اتفاقية سيمشونيان التي أبرمت عام 1971 إلى تعزيز ذلك الأمر.