مفاجأة «أوبك +» تدعم أسواق النفط .. الاجتماع الوزاري يعتمد التخفيضات الجديدة

تلقت أسواق النفط الخام مفاجأة قوية من قرار تحالف "أوبك +" إجراء خفض واسع للإنتاج بنحو 1.16 مليون برميل يوميا، ما رفع إجمالي تخفيضات "أوبك +" إلى 3.66 مليون برميل يوميا.

وقفزت أسعار النفط عقب هذا القرار بنسبة 8 في المائة في بداية التعاملات قبل أن تتراجع قليلا.

يأتي ذلك في وقت اختتم فيه الاجتماع 48 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف "أوبك +" أعماله أمس عبر الفيديو كونفرنس، حيث استعرضت اللجنة بيانات إنتاج النفط الخام لشهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) 2023 ولاحظت المطابقة الكلية لدول "أوبك +"، كما اعتمد الاجتماع حصص التخفيضات الجديدة.

وقال البيان الختامي للاجتماع: إن أعضاء "أوبك +" جددوا التزامهم باتفاقية التطابق التي تمتد حتى نهاية العام الجاري حسبما تقرر في الاجتماع الوزاري في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وحث البيان جميع الدول الأعضاء على تحقيق الامتثال الكامل والالتزام بآلية التعويض.

ولاحظ الاجتماع – بحسب البيان - التعديل الطوعي التالي للإنتاج الذي أعلنته السعودية في 2 نيسان (أبريل) 2023 (500 ألف برميل يوميا) والعراق (211 ألف برميل يوميا) والإمارات (144 ألف برميل يوميا) والكويت (128 ألف برميل يوميا) وكازاخستان (78 ألف برميل يوميا) والجزائر (48 ألف برميل يوميا) وعمان (40 ألف برميل يوميا) والجابون (ثمانية آلاف برميل يوميا) بدءا من أيار (مايو) المقبل حتى نهاية عام 2023، وهذا إضافة إلى تعديلات الإنتاج التي تم تحديدها في الاجتماع الوزاري الـ33.

وقال البيان: "إن ما سبق يضاف إلى التعديل الاختياري المعلن من قبل الاتحاد الروسي البالغ 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية عام 2023 الذي سيكون من متوسط مستويات الإنتاج حسب تقدير المصادر الثانوية لفبراير 2023".

وعد البيان ان هذا سيرفع إجمالي تعديلات الإنتاج الطوعية الإضافية من قبل البلدان المذكورة إلى 1.66 مليون برميل في اليوم.
وأشار الاجتماع إلى أن هذا إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار السوق النفطية ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للجنة الوزارية المشتركة (49) في الرابع من حزيران (يونيو) 2023.

إلى ذلك، قال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون: إنه مع الخفض الجديد سيصل إجمالي خفض الإنتاج من "أوبك +" إلى 3.66 مليون برميل يوميا أو 3.7 في المائة من الطلب العالمي على النفط الخام.

وذكر المحللون أن تحرك "أوبك +" جاء للحد من الإنتاج مدفوعا إلى حد كبير بالقلق بشأن الصناعة المصرفية بعد انهيار بنوك في الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن القرار بخفض الإنتاج كان مفاجئا بشكل كبير وفي يوم عطلة وقبل بدء اعمال اللجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج في "أوبك +" لكن "التحالف عودنا على الخطوات والإجراءات الاستباقية".
وأشار إلى أنه دون شك أخذ التحالف في الحسبان الأحداث الأخيرة وتنامي المخاوف بشأن استقرار النظام المصرفي الغربي مع اتساع الخوف من ركود قد يؤثر في الطلب على النفط، مبينا أن "أوبك +" تتخذ خطوات استباقية في حالة رصد أي خفض محتمل للطلب.

من جانبه، أوضح ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن أسعار العقود الآجلة للنفط ارتفعت بما يصل إلى 8 في المائة في نيويورك - عقب القرار - كما أن التحالف أخذ في الحسبان الأحداث الأخيرة وتنامي المخاوف بشأن استقرار النظام المصرفي العالمي.

ولفت إلى أن أغلب التحليلات الدولية تتفق على أن "أوبك +" تريد بوضوح سعرا أعلى بهدف تعزيز الاستثمارات وضمان إنعاش مشاريع المنبع، وبالتالي توفير أمن الإمدادات النفطية على المدى الطويل.

بدورها، أكدت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية، أن التخفيضات الإنتاجية الجديدة ستكون على الأرجح أقل من المعلن عنه وقد لا تتجاوز 700 ألف برميل يوميا، بحسب تقارير دولية.
وذكرت أن معظم أعضاء "أوبك +" مثل العراق وكازاخستان ينتجون بالفعل أقل بكثير من حصصهم الحالية، لأنهم يتعاملون مع نقص الاستثمار والاضطرابات التشغيلية، وبالتالي قد لا يحتاجون إلى مزيد من القيود.

وأوضحت أن قرار خفض الإنتاج كان ضروريا من وجهة نظر المنتجين حتى وإن لم يتفق معهم المستهلكون حول تقييم وضع السوق، مبينة أن أسعار النفط انخفضت إلى أدنى مستوى لها في 15 شهرا الشهر الماضي بسبب الاضطرابات الناجمة عن الأزمة المصرفية، لكن الأسعار تعافت نسبيا بعدما أظهر الوضع المصرفي علامات على الاستقرار.

وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس مسجلا أكبر زيادة يومية منذ نحو عام بعد إعلان تحالف "أوبك +" بخفض الإنتاج بقدر أكبر في إرباك الأسواق.

وبحسب "رويترز"، قفز خام برنت 4.33 دولار أو 5.4 في المائة إلى 84.22 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بعد أن لامس أعلى مستوى في شهر عند 86.44 دولار في وقت سابق من الجلسة.
كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4.17 دولار أو 5.5 في المائة إلى 79.84 دولار للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى منذ أواخر يناير.

من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 78.12 دولار للبرميل الجمعة مقابل 77.53 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وأن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 74.60 دولار للبرميل.