استعراض القوة.. روسيا والهند يبدان مرحلة الاستغناء عن الدولار..و أوروبا تبدأ تطبيق قرار مصيري ضد الدب الروسي
من النهاردة العالم هيختلف عن النهاردة ويدخل الصراع الروسي الغربي مرحلة جديدة بعيد عن ساحات المعارك في أوكرانيا،.. ايه اللي هيحصل بكرة في روسيا وأسواق النفط والغاز والديزل وإيه هو رد روسيا على قرار الاتحاد الأوروبي؟
النهاردة وافقت دول الاتحاد الأوروبي على قرار فرض سقف 100 دولار للبرميل لمبيعات الديزل الروسي إلى دول ثالثة في محاولة منها للحد من عائدات موسكو.. يعني إيه.. يعني حضرتك أوروبا هي اللي بقت تسعر المنتجات الروسية من البترول ومش بتسيبها للعرض والطلب وحتى لو برميل الديزل وصل في الأسواق 500 دولار البرميل الروسي هيتباع بـ100 دولار بس.
طبعا القرار مكانش مفاجأة لأنه سبق وأعلن الاتحاد الأوروبي إنه بيدرس قرار فرض سقف على بيع المنتجات الروسية والتفكير في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا بدأ بمجرد بدء الصراع في أوكرانيا وكان قطاع الطاقة الروسي من أهم القطاعات في الدولة اللي استهدفها الاتحاد الأوروبي لأنه قطاع مهم لروسيا.
وبيقول الخبر اللي أعلنته وكالات الأنباء إن القرار هيتم تطبيقه من بكرة الأحد 5 فبراير 2023 وتسعير الغرب للديزل الروسي مكانش أول قرارات التسعير لأن الاتحاد الأوروبي سبق وفرض سقف 45 دولار للمنتجات البترولية المباعة مقابل خصم، زي زيت الوقود وبعض أنواع النفط.
وقال الخبر إن دبلوماسين الاتحاد الأوروبي وافقو على تأجيل مراجعة الحد الأقصى لسعر النفط الخام الروسي البالغ 60 دولاراً حتى مارس، وقرروا مراجعات منتظمة كل شهرين لجميع مستويات سقف الأسعار.
لكن إيه هي مخاطر العقوبات الأوروبية الأوسع على النفط الروسي.. طبعا القرار الأوربي اتاخد بعد دراسات قوية لحركة السوق لضمان عدم حدوث فوضى في أسعار الطاقة لدرجة إن مسؤولون في الاتحاد الأوروبي نفسه عبروا عن مخاوفهم من إن تحديد مستوى سقف منخفض للغاية لمشتقات النفط الروسي ممكن يسبب ارتفاع الأسعار أو حدوث خلل بالمعروض في أوروبا.
طيب القرار هيطبق إزاي.. الأول هيكون فيه زي فترة سماح لغاية أبريل اللي جاي بالنسبة للشحنات المحملة قبل إقرار سقف الأسعار وبعدها هيتم التطبيق عليها.
أما عن تأثير القرار على الجانب الروسي فقالت شركة الاستشارات "وود ماكنزي" في وقت سابق إن تحديد سقف سعر 100 دولار للديزل و45 دولاراً لزيت الوقود "لن يؤثر بشدة على شركات التكرير الروسية"... ورغم كده شركة الاستشارات بتتوقع تباطيء تدفقات النفط الخام الروسي بحوالي 800 ألف برميل يوميا خلال الربع الجاري، مقارنة بالربع السابق، وأن صادرات البلاد من الديزل ستنخفض بحوالي 200 ألف برميل في اليوم، وده بخلاف سريان حظر الاستيراد من ناحية دول الاتحاد الأوروبي.
وعلى الجانب الآخر قالت مصادر مطلعة لرويترز إن شركات التكرير الهندية بدأت في دفع ثمن معظم النفط الروسي الذي تشتريه من خلال شركات تجارة تتخذ من دبي مقرا لها، بالدرهم الإماراتي بدلا من الدولار الأميركي.
وبينما لا تعترف الهند بالعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، كما أن مشترياتها من النفط الروسي قد لا تنتهكها على أي حال، فإن البنوك والمؤسسات المالية تتوخى الحذر حيال تسوية المدفوعات حتى لا تقع دون قصد تحت طائلة الإجراءات العديدة التي فُرضت على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
ويشعر التجار وشركات التكرير في الهند بالقلق إزاء عدم القدرة على مواصلة تسوية المعاملات بالدولار، خاصة إذا ارتفع سعر الخام الروسي فوق سقف فرضته مجموعة الدول السبع وأستراليا في ديسمبر.
وقد دفعهم ذلك إلى البحث عن طرق بديلة للدفع يمكن أن تساعد أيضا روسيا في جهودها الرامية لوقف التعامل بالدولار في اقتصادها ردا على العقوبات الغربية.
وفشلت محاولات سابقة لشركات التكرير الهندية للسداد لشركات التجارة مقابل النفط الخام الروسي بالدرهم عبر بنوك دبي، مما أجبرها على العودة إلى العملة الأميركية.
لكن المصادر قالت لرويترز إن بنك الدولة الهندي -أكبر بنوك البلاد- يسوي الآن هذه المدفوعات بالدرهم، وقدمت تفاصيل عن معاملات لم يعلن عنها من قبل.
ولم يرد البنك الهندي -الذي له فروع في الخارج بما في ذلك الولايات المتحدة- على طلبات للتعليق.
الهند لا تعترف بسقف السعر
ويحظر سقف السعر المفروض من مجموعة السبع على أي شركة غربية، مثل مقدمي خدمات التأمين والشحن الذين يدعمون الكثير من التجارة العالمية، المشاركة في تجارة النفط الخام الروسي إذا كان سعر الشراء أعلى من 60 دولارا للبرميل عند نقطة التحميل في روسيا.
ويظل هذا الحال حتى لو كان النفط متجها إلى دول -مثل الصين والهند- لا تعترف بهذا السقف.
كما جاء التحول إلى المدفوعات بالدرهم بسبب مطالبة بنك الدولة الهندي شركات التكرير -التي تسعى لسداد المدفوعات بالدولار- بتقديم تفاصيل تكاليف النفط والشحن والتأمين، مما يسمح له بالتدقيق في التجارة وتجنب انتهاك الحد الأقصى للسعر.
وقال أحد المصادر إن "بنك الدولة الهندي حذر جدا في نهجه"، رغم أن نيودلهي لا تتبع آلية الحد الأقصى للسعر، ولا يتم استخدام التأمين والشحن الغربيين في التسليم.
وعادة ما تشتري المصافي الهندية الخام الروسي بسعر يشمل التسليم إلى الهند.
وتشتري معظم شركات التكرير الهندية الخام الروسي من شركات تجارة مقيمة في دبي، مثل إيفرست إنرجي (Everest Energy) و"ليتاسكو"، وهي وحدة تابعة لشركة النفط الروسية الضخمة لوك أويل (Lukoil Oil).