انخفض 13 قرش.. يوم هزم الجنيه غريمه الدولار في معركة السوق المرن
لأول مرة منذ بداية تعويم يناير يتعرض الدولار للانخفاض أمام الجنيه المصري اليوم، حيث انخفض بواقع 13 قرشًا اليوم، وفقًا لأسعار البنك المركزي المصري.
بيد أن الدولار أمام الجنيه المصري ارتفع مجددًا في البنوك المصرية الخاصة صوب مستويات الـ 31، وذلك بعد تقلبات قوية شهدتها سوق الصرف الرسمية أثناء تعاملات أمس الأربعاء.
وبعد الارتفاعات القياسية في سعر صرف الدولار في البنوك المصرية أغلقت السوق السوداء أبوابها أمس دون تنفيذ أي عمليات، خاصة أن الأسعار المطروحة في السوق الموازية جاءت مطابقة لأسعار الصرف في نظيرتها الرسمية.
وصعد الدولار أمام الجنيه أعلى مستويات الـ 32 جنيه للدولار أمس، إلا إنه شهد انخفاضًا بنهاية تعاملات أمس ليسجل مستويات الـ 29 رسميًا لدى البنك المركزي، ولكنه عاد الآن أعلى مستويات الـ 30 جنيه للدولار.
الجنيه أمام الدولار الآن
سجل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، في البنك المركزي المصري، مستويات 29.6367 جنيه للدولار للبيع، ومستويات 29.5053 جنيه للدولار للشراء.
وكشفت شاشة أسعار البنوك الخاصة، اليوم الخميس، عن ارتفاع سعر صرف الدولار إلى مستويات 30.7 جنيه دولار للبيع، ومستويات 30.66 جنيه للدولار للشراء.
وفي البنك الأهلي المصري سجل مستويات 29.45 جنيه للدولار للبيع، ومستويات 29.4 جنيه للدولار للشراء.
وقف التعامل بالسوق السوداء
تسبب انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار في أزمة بالسوق السوداء الموازية في البلاد، الأربعاء، حيث اضطر التجار إلى وقف التعامل حتى استقرار سعر العملة في البنوك.
ووفق تقرير لوكالة “بلومبرج”، فإن التجار واجهوا صعوبة في منافسة السعر الرسمي للعملة المحلية الذي شهد انحدارا بمقدار 14%.
وأشارت الوكالة إلى أن تذبذب الفجوة بين السعر الرسمي للجنيه وقيمته لدى الأسواق الموازية، بعد ظهر الأربعاء، دفع التجار إلى “تعليق عمليات البيع والانتظار حتى نهاية اليوم لتقييم الوضع”.
التحول للتعاملات الرسمية
في سوق الإنتربنك، كشفت مصادر مطلعة، أن سوق الإنتربنك شهدت ارتفاعاً كبيراً في تعاملات أمس الأربعاء، لتتراوح بين 650 و750 مليون دولار "للمرة الأولى منذ أشهر، مقارنة مع 150 مليون دولار فقط كمتوسط في الفترة الماضية، حيث تلقت البنوك تدفقات بقيمة تجاوزت 250 مليون دولار من مؤسسات دولية كبرى أمس.
ويبدو أن الهبوط الشديد للجنيه أمس أحدث هزة قوية في السوق السوداء، حيث قال عدد من المتداولين إنهم أوقفوا تعاملاتهم في السوق الموازية حتى نهاية أمس، وجرى تداول الدولار فوق مستوى 30 جنيهاً في السوق الموازية، التي عادت للظهور خلال الأسابيع الأخيرة في ظل النقص المستمر بالعملات الأجنبية.
في طريقها للزوال
وقال الدكتور، هاني جنينة، الخبير المصرفي والمحاضر بالجامعة الأمريكية: "إن السوق السوداء في طريقها للزوال مع وصول السعر الرسمي إلى ما يتم تداوله في السوق السوداء للدولار، لكن الأمر يتوقف أيضا على مدى توفير الدولار في البنوك وتوسيع التعامل به، بما يقضي تماماً على السوق السوداء للدولار".
وعلق علاء عز الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية في مصر بأن التعامل في السوق السوداء متوقف منذ أيام مع بدء تحرك الدولار صوب 27 جنيها، واليوم تم توجيه الضربة الأخيرة لوقف التعامل في السوق السوداء للدولار.
وأضاف أن الإفراجات عن البضائع في الموانئ المصرية تعني توافر الدولار لدى البنوك والجهاز المصرفي، وهو الفيصل النهائي في القضاء على السوق السوداء للدولار.
تعليقات البنوك الدولية على الحركة الأخيرة للجنيه
مع تدهور الجنيه توالت التعليقات من البنوك الاستثمارية الكبرى والمؤسسات الدولية. وأفاد بنك جولدمن ساكس، أنه يجب على السلطات المصرية الآن التأكد من تلبية الطلب على العملات الأجنبية في السوق الرسمية وبالتالي توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق الموازية.
وأفاد بنك ستاندرد تشارترد، أن الجنيه المصري سيبقى تحت الضغط لحين تحقيق المزيد من التدفقات الدولارية مما سيوازن بين العرض والطلب على النقد الأجنبي ولحين إغلاق الفجوة مع السوق الموازية.
أما بنك أبوظبي التجاري فيتوقع تراجعا إضافيا للجنيه مشيرا إلى أن السياسة الأخيرة لمصر قد لا تكون كافية لجذب رؤوس الأموال الخاصة لحين تراجع التكدس المتراكم على طلب العملات الأجنبية وهو ما سيتطلب سيولة دولارية من غير الواضح حاليا من أين ستأتي.