2022 عام الانهيار.. بيتكوين تفقد 29 ألف دولار للوحدة
تقترب عملة بيتكوين المشفرة من تسجيل أسوأ أداء في تاريخها على الإطلاق بعد فقدها أكثر من 29 ألف دولار خلال 2022، منخفضة 64 في المائة، بما يعادل 29372 دولارا، حيث كانت قد أغلقت في 2021 عند مستوى 46218 دولارا.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، جاء تدهور العملات المشفرة عموما خلال 2022 نتيجة رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، ما دفع المستثمرين للتخلص من الأصول عالية المخاطر لمصلحة الأوعية ذات المخاطر الأقل، التي شهدت ارتفاعا في عوائدها مثل السندات والودائع البنكية.
وكان لانهيار كبرى منصات تداول العملات المشفرة تأثير بالغ على الأسعار، أبرزها إفلاس بورصة FTX الشهيرة.
ويعد التراجع المسجل لـ"بيتكوين" في 2022 هو أول انخفاض بعد ثلاثة أعوام من الارتفاع، حيث ارتفعت "بيتكوين" 60 في المائة خلال 2021، و94 في المائة في 2019، و302 في المائة في 2020، بينما كانت قد تراجعت 73 في المائة في 2018 لتغلق عند 3709 دولارات.
وسجلت "بيتكوين" مستوى تاريخيا خلال 2021 عند 68925 دولارا في 10 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، فيما تراجعت من هذه القمة حتى 25 ديسمبر الجاري 76 في المائة، فاقدة نحو 52 ألف دولار.
وسجلت العملة المشفرة أعلى مستوياتها خلال 2022 خلال شهر مارس عند 48159 دولارا للوحدة، بينما كان أدنى مستوياتها خلال العام خلال نوفمبر عندما سجلت 15501 دولارا.
وخلال الفترة من 2009 حتى 2022، سجلت "بيتكوين" أعلى نسبة ارتفاع سنوية في 2010 عندما ارتفعت 30000 في المائة، لتغلق عند 0.3 دولار مقابل 0.001 دولار في نهاية 2009. بينما سجلت أعلى قيمة ارتفاع سنوية في 2020 بنحو 21753 دولارا.
وخلال الـ13 عاما على ظهورها رسميا، سجلت العملة المشفرة ارتفاعا خلال عشرة أعوام، بينما تراجعت فقط خلال 2014 بنسبة 61 في المائة، و2018 بنسبة 73 في المائة، و2022 بنحو 64 في المائة. بينما راوحت ارتفاعاتها خلال الأعوام العشرة الأخرى بين 35 في المائة المسجلة في 2015 ونحو 30000 في المائة المحققة في 2010.
ضربة موجعة من FTX
في نوفمبر الماضي، تلقت العملات المشفرة ضربة موجعة، نتيجة تداعيات انهيار منصة FTX، التي أعلنت تقدمها بطلب للإفلاس، وتنحي رئيسها التنفيذي، سام بانكمان فرايد، عن منصبه.
وكانت منصة تداول العملات المشفرة، تعرضت لأزمة سيولة حادة، وعجز يصل إلى ثمانية مليارات دولار، وفشلت محاولاتها للحصول على حزمة إنقاذ من لاعبين في الصناعة.
وفاقم أزمة منصة التداول انسحاب شركة "بينانس"، أكبر بورصة لتداول العملات المشفرة في العالم، من صفقة الاستحواذ عليها، التي كان ينظر إليها على أنها طوق نجاة لـFTX.
ونتيجة لهذه الأزمة تهاوت ثروة مؤسس الشركة، سام بانكمان فرايد 94 في المائة في خلال يوم واحد، لتهبط من نحو 15.6 مليار دولار إلى أقل من مليار دولار.
والأسبوع الماضي، قضى قاض في محكمة نيويورك بالإفراج عن مؤسس FTX سام فرايد بكفالة قيمتها 250 مليون دولار.
كما سيتم حظر الرئيس التنفيذي السابق لـFTX من فتح أي خطوط ائتمان جديد طوال فترة المحاكمة.
هذا وأقر اثنان من كبار مساعديه - كارولين إليسون وجاري وانج- بالذنب في تهم الاحتيال ذات الصلة ويتعاونان مع سلطات إنفاذ القانون.
وتم توجيه ثمانية اتهامات لفرايد في نيويورك، التي من بينها الاحتيال وغسل الأموال، إذ يقول المدعون الفيدراليون إن بانكمان كان متورطا في نشاط إجرامي منذ 2019.
منذ 2020، يزعم المدعون أن مؤسس FTX كان يتآمر للاحتيال على الحكومة الفيدرالية من خلال تقديم تبرعات غير قانونية لمرشحين سياسيين، باستخدام أسماء أشخاص آخرين لإخفاء وزيادة العطاء السياسي.
وأكد جابرييل جورنستين القاضي في نيويورك على أن فرايد سيحتاج إلى رقابة صارمة بعد إطلاق سراحه إلى منزل والديه في كاليفورنيا.
وكان والدا فرايد -أساتذة قانون في جامعة ستانفورد- حاضرين في المحكمة.
من جانبه شدد القاضي على أن فرايد سيمثل أمام المحكمة المرة المقبلة في الثالث من يناير.
أبرز محطاتها
بدأت عملة بيتكوين سعرها الرسمي في 2009 عند مستوى 0.001 دولار، وتجاوزت الدولار لأول مرة في 9 شباط (فبراير) 2011 عند 1.1 دولار، ثم قفزت أعلى من 100 دولار لأول مرة في 19 آب (أغسطس) 2013 عند 102.3 دولار.
وكانت أول مرة تغلق فيها "بيتكوين" فوق مستوى 500 دولار في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 عند 674.4 دولار، وتجاوز سعرها الألف دولار لأول مرة في 2 شباط (فبراير) 2017 عند 1007.8 دولار.
كما تجاوزت 1500 دولار لأول مرة في 4 أيار (مايو) 2017 مغلقة عند 1515.6 دولار، كما تجاوزت الألفين في 20 أيار (مايو) 2017 عندما أغلقت عند مستوى 2051.7 دولار.
وكانت أول مرة يغلق فيها سعر "بيتكوين" فوق مستوى 2500 دولار في 2 حزيران (يونيو) 2017 عند 2517.4 دولار.
رحلة الأسعار
ومن المعلوم عن العملات المشفرة تذبذبها المرتفع للغاية في ظل تباين الآراء حولها وعدم العلم الكامل بأسرارها أو مستقبلها، لذا تضاعفت أكثر من 19 مليون مرة منذ 2009 عندما كانت 0.001 دولار، فيما سعرها الحالي 19425 دولارا.
وبدأت رحلة "بيتكوين" في الارتفاع بنحو 30 ألفا في المائة 2010 بعد أن ارتفعت إلى 0.3 دولار بنهاية العام، ثم 1500 في المائة في 2011 لتبلغ خمسة دولارات تقريبا بنهايته، ثم 187 في المائة في 2012، حيث أنهت العام عند نحو 14 دولارا، ثم قفزت بنحو ستة آلاف في المائة في 2013 لتبلغ 806 دولارات.
بينما تراجعت 61 في المائة 2014 لتبلغ 318 دولارا، ثم عاودت الارتفاع 35 في المائة 2015 لتسجل 430 دولارا، ثم ارتفعت 124 في المائة 2016 لتبلغ 963 دولارا.
وكان 2017 عام الأرقام القياسية للعملة المشفرة، حيث سجلت خلاله أعلى مستوياتها تاريخيا عند 19400 دولار في 11 ديسمبر من العام "قبل المستوى التاريخي في ديسمبر الماضي"، فيما أنهت العام مرتفعة بأكثر من 1300 في المائة عند 13850 دولارا.
إلا أنها تراجعت 73 في المائة 2018 لتبلغ 3709 دولارات، ثم استعادت نغمة الارتفاعات 94 في المائة في 2019 لتنهي العام عند 7196 دولارا، ثم 302 في المائة في 2020 لتنهي العام عند 28949 دولارا، ثم ارتفعت 60 في المائة خلال عام 2021 لتنهي العام عند 46218 دولار.
تاريخ العملة
في 1987: اخترع ديفيد شوم David Chaum عالم الرياضيات الأمريكي Digi Cash وهي نقود إلكترونية على أساس بروتوكولات التشفير.
وفي 1997، اختراع جافا من قبل آدم باك-Adam Back وهو عمل نظام الإثبات.
وبين 1998 و2005: أطلقت وي دي-Wei Dai فكرة التشفير اللا مركزية، كما تم تطوير مشروع BitGold من طرف Nick Zuber وهي عملة رقمية على أساس اللامركزية كاستخدام عديد من العناصر التي نجدها في "بيتكوين"، وتعرض هذا النظام لهجوم قوي.
أما في 2008، فيقوم ساتوشي ناكاموتو بعمل أول موقع ودومين باسم bitcoin.org .
وفي 2009: الصفقة الأولى لعملة بيتكوين كانت بين ساتوشي ناكاموتو وهال فيني والمبلغ 100 بيتكوين، والإعلان عن إنشاء موقع جديد ونشر النسخة الأولى من البرنامج P2P Foundation، ونشر أول سعر بين هذه العملة والدولار وكانت "بيتكوين" واحدة تبلغ 0.001 دولار.
و2010: اشترى Laszlo Hanyecz "بيتزا" بعشرة آلاف "بيتكوين"، وإنشاء منصة لتبادل البطاقات التجارية التي أصبحت فيما بعد أكبر موقع لتبادل هذه العملة، وإرسال رسالة تخبر بأن ساتوشي ناكاموتو ترك المشروع، أي أنه سينتقل إلى مشروع آخر.
بينما في 2011: وصلت "بيتكوين" لتكافئ الدولار ثم اليورو، واهتمام وسائل الإعلام بهذه العملة وارتفعت "بيتكوين" واحدة إلى 31 دولارا.
وفي 2012: تم إنشاء مؤسسة لتوحيد هذه العملة وحمايتها، ونشر البنك المركزي الأوروبي تقريرا مفصلا عن العملات الافتراضية، كما أن "ووردبريس" يقبل العملة لدفع خدمات إضافية لها، ومكافأة شعبة التعدين تراوح بين 25 و50 بيتكوين.
وخلال 2013: العملة تتعدى ألف دولار في الولايات المتحدة، و"بيتكوين" واحدة تتعدى 850 دولارا، ومفاجأة صعود هذه العملة والبنوك المركزية في الصين، فرنسا، أوروبا، موريشيوس، الهند تصاب بالذعر، وشركة أبل حظرت استخدام العملة عبر تطبيقاتها، والبنك المركزي الهندي بدوره يتصل حول العملات الافتراضية ولا سيما "بيتكوين".
و2014، تصبح شركة Overstock أكبر شركة تقبل "بيتكوين"، وهي لبيع التجزئة على الإنترنت، وجامعة كمبريا في إنجلترا تدفع الرسوم الدراسية بـ"بيتكوين"، وشركة TigerDirect العملاقة لبيع أجهزة الحاسوب تعتمد هذه العملة، والبنك المركزي في الاتحاد السوفياتي أصدر تحذيرا ضد "بيتكوين"، وإغلاق Mtgox أقدم منصة تبادل عملة بيتكوين.
ثم أعلن Mtgox رسميا إفلاسه، والمنصة التاريخية Vircurex تعلق عملياتها، بينما Monoprix الفرنسية تعلن خطوتها لقبول "بيتكوين" وهي مجموعة متاجر بيع بالتجزئة موجودة في فرنسا وبضع دول أخرى، وموقع المعلومات الاقتصادية والمالية Bloomberg يعرض مسار "بيتكوين"، وUs مزود الأقمار الصناعية أصبحت أكبر شركة في العالم لقبول "بيتكوين".
وفي 2015: هبط سعر "بيتكوين" خلال الأسبوع الأول من العام الجديد 2015 وخسر نحو 51 دولارا في يومين فقط، ووفقا لمؤشر كوين ديسك، فإن السعر افتتح على 314.59 دولار، وأغلق في اليوم التالي عند 263.63 دولار، وتم فتح آلاف المواقع لجمع وتعدين "بيتكوين".
وخلال 2016: أغلب مواقع الربح والاستثمار تتعامل بـ"بيتكوين"، وسعر "بيتكوين" يراوح بين 600 و610 دولارات، وانتشار واسع في جميع أنحاء العالم، وتم الاعتراف الدولي بعملة "بيتكوين".
